2024-10-26

بن شريفية في مواجهة الإفريقي بعد الصفقة الفاشلة : العاطفة هزمت العقلانية في «الساعة صفر»

في ظروف أخرى، كان من الوارد أن لا يكون معز بن شريفية منافساً للنادي الإفريقي اليوم، بل حامياً للعرين ويُدافع عنه في مواجهة هجوم الأولمبي الباجي، ولكن تفاصيل كانت تبدو بسيطة صنعت حاجزاً منع بن شريفية من الانضمام إلى الأحمر والأبيض وينضمّ إلى عددٍ قليل من الحراس الذين دافعوا عن ألوان الفريقين (آخرهم وليد العبيدي)، ذلك أن الصفقات من الإفريقي إلى الترجي مباشـــرة لـم تكن كثــرة طوال التاريخ ولكن نسقها في السنوات الأخـــيرة كـان أفضــل (محمد الباشطبجي ومحمد علي اليعقوبي وعلي العابدي).

وقد كان عرض الإفريقي إلى حارس الترجي الرياضي سابقاً، رسمياً ومهماً في الان نفسه، وكانت إدارة «الأحمر والأبيض» راغبة بشكل كبير في الفوز بخدماته ليكون معوّض معز حسن الذي أنهى الموسم بعلامة سلبية ولم يكن رجل المرحلة في نظر هيئة النادي، التي استهدفت الكثير من الأسماء مثل بشير بن سعيد ولكن الترجي سبقت الجميع للتعاقد معه بما أنه كان يملك عروضاً خارجية أيضا، ثم أيمن دحمان الذي كان موقفه واضحاً منذ البداية وأخيرا معز بن شريفية، فقد نزل «الأفارقة» بثقلهم من أجل صفقة الموسم باعتبار أن بن شريفية يملك سجلاً مميزاً من الألقاب يضعه على رأس أكثر اللاعبين تتويجاً في تاريخ كرة القدم التونسية، إضافة إلى قيمته الفنية وخبرته القارية التي تساعده على أن يفرض نفسه سريعاً في حسابات أي مدرب، ولهذا قدمت عرضا لا يرفض باعتبار وضع حارس المنتخب الوطني سابقا، الذي لم يكن ينتظر عرضا أفضل من الذي وصله بما أن الإفريقي كان يبدو متحفزاً لرفع التحدي وإنجاح الموسم وبدايته القوية تؤكد ما خططت له هيئة النادي.

قبول متردد ورفض قاطع

وافق بن شريفية على عرض النادي الإفريقي، وكان جاداً في دراسة العرض ولكنه لم يكن حاسماً، وبمعنى آخر فإن بن شريفية كان يأمل في أن يحرك عرض الإفريقي غيرة جماهير الترجي وتدفع هيئتها إلى تقديم عرض لتمديد عقده وتتحدى قرار المدرب البرتغالي ميغيل كاردوز الذي رفض استمرار بن شريفية مع الفريق، ولكن هذا الأمر لم يحصل وعندما وجد بن شريفية نفسه أمام الأمر الواقع سارع بالهروب، فهو يعلم أن الانضمام إلى الفريق قد يمدد مسيرته موسما أو موسمين ولكن التجربة لن تضيف له على الصعيد الرياضي الكثير فقد كسب كل ما يحلم به أي لاعب في مسيرته، ولهذا وعند الساعة الصفر» اختار الهروب واختفى خلف حبه للترجي فرض الإمضاء.

والنهاية كانت متوقعة منذ البداية، فالجميع كان يعلم أن بن شريفية سيتراجع في اللحظة الحاسمة، فلا يُمكن بعد كل ما عاشه مع الترجي الرياضي من تجارب مثيرة ومميزة، أن يظهر مع غريمه التاريخي، فهي خطوة ستجعله يصبح خائنا في نظر جماهير الترجي إضافة إلى أن التجربة مع الإفريقي لم تكن مضمونة وكان من الصعب توقع هذا السيناريو، وبالتالي اختار الأولمبي الباجي حتى يواصل اللعب بل إن مستواه إلى حدّ الان يسمح له بأن يعود إلى الترجي من الباب الكبير كما أنه يطرق باب المنتخب الوطني إن تابع العرض المميز، وفي الانتظار فإن مقابلة اليوم قد تكشف صحة موقف الإفريقي عندما حاول التعاقد مع هذا الحارس أو أن معز حسن قد يؤكد أن فريقه كان يسير في الطريق الخطأ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إيدير يحسم اسم المدرب الجديد : اليعقوبي يقود المنتخب في الجولتين الخامسة والسادسة

حسم رئيس لجنة التسوية التي تشرف على الجامعة التونسية لكرة القدم، كمال إيدير، اسم المدرب ال…