عودته إلى التشكيلة كانت موفقة : معز حسن يكسب الرهان ويعيد توزيع الأوراق

يحظى الحارس معز حسن بثقة كاملة من المدرب الفرنسي دافيد بيتوني، ذلك أنه يعتبره الحارس الأول للنادي منذ التحضيرات الصيفية وبالتالي فقد عوّل عليه أساسيا في الجولة الافتتاحية ضد اتحاد بن قردان ورغم الانتقادات التي رافقت ظهوره وعملية قبول الأهداف انذاك إلا أن المدرب اجتمع به مجددا وأكد ثقته الكاملة في امكاناته وقدرته على تقديم الإضافة. وتعرض حسن إلى إصابة فرضت عليه الغياب في المقابلات الثلاث الماضية التي اقترنت أيضا بمحافظة غيث اليفرني على عذارة شباكه ما جعل عودة حسن إلى حراسة الشباك في لقاء الكلاسيكو ضد النادي الصفاقسي مرفوقة بضغط كبير مسلط عليه في ظل تألق منافسه اليفرني. ورغم عدم اختباره بصفة جدية من قبل هجوم النادي الصفاقسي إلا أن حسن ظهر بشكل مميز بما أنه قاد دفاعه على أفضل وجه عبر تواصل دائم مع ثنائي المحور علي يوسف وحمزة بن عبدة وبالتالي فإن هذا الظهور الموفق أعاد توزيع الأوراق من جديد بما أن حسن كسب الرهان وأثبت حسن اختيار مدربه الفرنسي بيتوني الذي راهن عليه ووفق في رهانه.

منافسة محترمة

تحدث معز حسن لـ»الصحافة اليوم» عن المنافسة بينه وبين غيث اليفرني في حوار خاطف بعد نهاية الكلاسيكو ضد النادي الصفاقسي مؤكدا أن علاقته باليفرني مميزة ويعتبره أخا ومنافسا بارعا في التمارين شأنه شأن بقية الحراس، وأكد حسن أن المنافسة مفيدة للمجموعة وستعود بالأثر الجيّد على المجموعة بما أن كل حارس يقدم في التمارين أفضل المستويات من أجل كسب ثقة الإطار الفني الذي يبقى له الكلمة الأخيرة بخصوص هوية الحارس الذي سيقع التعويل عليه في المقابلات الأساسية. والثابت أن البداية الموفقة للنادي الإفريقي على جميع المستويات وخصوصا الجانب الدفاعي عبر عدم قبول الأهداف في 5 جولات متتالية عامل مهم لباقي المشوار جماعيا وفرديا بما أن معز حسن استعاد قسطا هاما من ثقته في امكاناته وهو بصدد العودة إلى النسخة «الأصلية» التي تعرفت عليها الجماهير مع المنتخب، فيما مازال يحتاج فقط إلى «مقابلة مرجعية» يقوم خلالها ببعض التصديات الحاسمة من أجل التأكيد على هذا المعطى واغلاق ملف حراسة المرمى بصفة نهاية في النادي الإفريقي.

الدفاع كلمة السر

تعرض معز حسن إلى حملة ممنهجة في بعض الأحيان وضغط كبير على امتداد المواسم التي شارك فيها مع النادي الإفريقي ذلك أن بعض الأطراف حاولت تحميله مسؤولية تراجع النتائج في الموسم الماضي معتبرة أنه غير جدير بحراسة شباك النادي الإفريقي وهو معطى لا يستقيم من الناحية المنطقية بما أن هذا الحارس يمتلك امكانات فنية وبدنية محترمة للغاية ولن نبالغ إذا قلنا أنه أحد أفضل الحراس في البطولة في المواسم الأخيرة. ويمكن القول أن دفاع النادي الإفريقي في الموسم الماضي كان أحد أهم العوامل المباشرة في تسليط الضغط على معز حسن بما أن نادي باب الجديد عانى كثيرا على المستوى الدفاعي وكان خطه الخلفي هشّا إلى أبعد الحدود ما جعل الشوارع مفتوحة والطرق معبدة نحو مرماه وبالتالي وجد حسن نفسه أمام عديد الوضعيات الصعبة. وفي كل مواجهة انهزم فيها الإفريقي إلا وتصدى حسن لأكثر من هدف محقق لكن الهزيمة في النهاية تحجب مردوده واستحقاقه ليجد نفسه في موقف لا يحسد عليه وبالتالي فإن الحارس كان قريبا من المغادرة بنهاية الموسم الماضي وكان قاب قوسين أو أكثر من الإمضاء في البطولة الجزائرية لكن بعض التفاصيل الإدارية وعدم حصوله على جواز سفر جزائري أسقط الصفقة في الماء.

المعطى الثابت حاليا أن جميع الأطراف المحيطة بالنادي مطالبة بدعم حارسها الأول ومؤازرته بما أنها في حاجة إليه وتعي تماما أن دور الحارس مهم جدا في موسم يتطلع فيه الجميع إلى العودة إلى منصات التتويج وبالتالي فإنه من الضروري فتح صفحة جديدة في العلاقة بين معز حسن وجماهير الأحمر والأبيض لما فيه فائدة للنادي خصوصا وأن هذا الحارس يحظى بثقة كاملة وتامة من الإطار الفني بقيادة المدرب دافيد بيتوني الذي لا نعتقد أنه يجامل حسن عبر التعويل عليه في التشكيلة الأساسية وبالتالي فإن هذا المسلسل الذي طالت حلقاته وأصبحت فصوله مملة يجب أن ينتهي في أقرب وقت ممكن.