البـنزرتـــي يرحل عن المنتخب من الباب الخلفي : أســبــاب الــرحـيـل أكـثـر مـن دوافـع الاسـتـمــــرار
رحل فوزي البنزرتي عن تدريب المنتخب الوطني، في قرار شجاع من قبله أملته عليه حساباته الشخصية، حيث كان راغباً منذ فترة في الرحيل بعد أن أيقن أن استمراره مدرباً سيكون خطراً عليه وكذلك على «نسور قرطاج»، وبالتالي سارع برمي المنديل في خطوة هامة من أجل تصحيح المسار.
البنزرتي كان اختياراً إعلامياً شعبوياً بالأساس، لم يكن أبدا المدرب الذي يحتاجه المنتخب، فتقدمه في السن وعدم تأقلم طريقة عمله مع التطور الحاصل في كرة القدم العالمية ومع عقلية اللاعبين عطّل نجاحه، خاصة وأنه يدرب المنتخب مثلما يدرب الفرق، في حصص طويلة وشاقة ومرهقة بدنياً، وطبعا هذا لا يمكن أن يمحو ما حققه الرجل من نجاحات ولكن في السنوات الأخيرة لم يعد البنزرتي مثل السابق، وتحكمت في قراراته أطراف مقربة منه أثرت في الاختيارات، وكل المقربين منه أدركوا أنه درّب المنتخب في الوقت غير المناسب، فقد اختاره واصف جليل لتأمين الحماية بما أنه مدربا بسجل كبير ولكن واقع الملعب كشف أن البنزرتي لم يعد قادراً على القيام بالمهمة.
كما أن البنزرتي لم يكن محظوظاً بما أنه درّب المنتخب في أصعب توقيت ممكن، ذلك أن الرصيد البشري الحالي، يُعتبر الأضعف في السنوات الأخيرة في تونس ومن الصعب تكوين تشكيلة أساسية بهذه المجموعة التي تفتقد إلى المواهب في مختلف المراكز، واللاعب الذي يبرز في مقابلة سرعان ما يتراجع مستواه في مقابلة الموالية ويظهر بعيدا عن التطلعات وغياب الاستقرار في المستوى جعل المدرب يعاني كثيراً في تحديد التشكيلة والوصول إلى تركيبة مثالية في مختلف المباريات، ومع «الفقر» في المواهب، فإن البنزرتي واجه أزمة بسبب الغيابات التي طالت الكثير من اللاعبين، مثل علي العابدي الذي يعتبر قيمة ثابتة في المنتخب وغيره من الأسماء وبالتالي عجز البنزرتي عن العمل في ظروف مثالية.
أسباب الرحيل أكثر من دوافع الاستمرار
توفرت العديد من الأسباب التي دفعت المدرب إلى الرحيل، منها توصله بعروض جديدة، ولكن أهمها بلا شك عجزه عن الوصول بهذه المجموعة إلى مستويات مميزة، وهو أمر أدركه المدرب الوطني سريعا، لأن المنتخب الوطني فقد هيبته منذ فترة وسنة 2024 هي سنة للنسيان خاض خلالها المنتخب 13 مقابلة في مختلف المسابقات وحقق خلالها 4 انتصارات فقط، وكل انتصار حمل توقيع مدرب مختلف، فقد انتصر جلال القادري وديا على الرأس الأخضر وانتصر الوحيشي في تصفيات كأس العالم على غينيا الاستوائية، وحقق البنزرتي انتصارين في تصفيات كأس إفريقيا، وهذا الحصاد يؤكد أننا أمام أضعف جيل في سجل المنتخب الوطني ولا يمكن أن ننتظر منه الكثير وهذا ما أدركه البنزرتي سريعاً.
وقد تلقى البنزرتي صدمة في لقاء الذهاب أمام الرأس الأخضر، حيث عجز عن فهم ما حصل ولم يكن يتوقع أن يخسر المنتخب أمام منافس ضعيف وأن يقدم مستوى مشابهاً ولهذا فإن فكرة الرحيل تخامره منذ تلك المقابلة وبعد عودته مرّ إلى التنفيذ، خاصة وأنه منذ أن قبل تغيير عقده أدرك أنه غير مرحب به في الجامعة، حيث ينصّ العقد الجديد على حصوله على تعويض قدره شهر واحد في حال تمّت إقالته وبالتالي رمى المنديل ليترك المنتخب.
وقرار الرحيل لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يؤثر في وضع المنتخب الوطني بشكل عام، لأن هذا الحصاد لا يليق بالمنتخب وهناك حاجة إلى روح جديدة وتصور مختلف من أجل الوصول بهذه المجموعة إلى أفضل مستوى ممكن ومساعدة اللاعبين على تطوير مستوياتهم.
الدفعة الثانية من الجولة التاسعة : الإفريقي لإيقاف استفاقة مستقبل سليمان … والصفاقســي لاسـتغـلال أزمـة اتحــاد تطـاوين
سيكون النادي الإفريقي قادراً على الانتصار على مستقبل سليمان، إن تابع الظهور بمستواه العادي…