تقمّص نفس الدور قبل عشر سنوات : الـقصـري فـي دور رجــــل «المطافىء»
باشر المدرب اسكندر القصري أول أمس مهامه على رأس الترجي التونسي ليعوّض البرتغالي ميغيل كاردوزو الذي أقيل من مهامه في أعقاب الخسارة ضد ترجي الجنوب، وارتأى القائمون على شؤون الفريق التريّث قبل الحسم في هويّة المدرب الجديد الذي سيقود زملاء ياسين مرياح في المرحلة المقبلة خاصة وأن ماراطون المباريات قد لا يُتيح لمعوّض كاردوزو التعرف على قدرات المجموعة حيث سيواجه الترجي يوم السبت المقبل النادي البنزرتي ثم يحلّ ضيفا في الأسبوع الموالي على النجم الساحلي بينما مازال الغموض قائما بخصوص برمجة جولة في الأسبوع الذي يسبق موعد الراحة الدولية التي ستمكّن المدرب المرتقب من وضع تصوراته قبل اقتحام مجموعات رابطة الأبطال في نهاية شهر نوفمبر.
وسيكون المدرب الجديد أجنبيا حسب تأكيد الناطق الرسمي للترجي الرياضي وليد قرفالة في تصريح لإذاعة «موزاييك» مبرزا في الإطار ذاته أن الحسم قريب في هذا الملف مع بداية النظر في ملفات أسماء أجنبية بارزة على أن يؤمن اسكندر القصري المرحلة الانتقالية والتي ستتواصل إلى غاية التوقف الدولي في أفضل الحالات، ويعكس التوجه نحو المدرسة الأجنبية قناعة بما قدّمه المدرب السابق ميغيل كاردوزو الذي أعاد للفريق بريقه في الموسم الفارط بعد التقلبات التي عاشها منذ تتويجه بآخر لقب قاري ما يعني أن المرحلة السابقة حملت عديد الإيجابيات التي محتها في النهاية العثرات في البطولة.
تناقضات
عاش اسكندر القصري عديد التناقضات في الأشهر الفارطة حيث كسَر عقدة الفشل التي لاحقته في السنوات الأخيرة عندما قاد قوافل قفصة لتفادي النزول قبل أن يشغل منصب المدير الفني الوطني لفترة قصيرة تحوّل إثرها الى ليبيا من بوابة نادي الصداقة لكن الإقالة لاحقته دون خوض أي مباراة رسمية ليفتح الترجي أمامه أبواب العودة بعد أن كان قريبا للغاية من تعويض المغربي عبد المجيد الجيلاني الدين في مستقبل قابس إذ حوّل وجهته الى الحديقة «ب» بعد اتصال سريع وحاسم تمهيدا لمهمة أخرى عند حسم ملف المدرب الجديد، ولا يعتبر إسكندر القصري غريبا عن الترجي فبداية بروزه في الرابطة الأولى كانت مع «الأحمر والأصفر» عندما تولى خطة مساعد قبل أن يمسك بالمهمة مؤقتا دون أن يعرف النجاح ليعود سريعا الى دوره السابق قبل أن يشقّ طريقه كمدرب أول في عديد الفرق التونسية والعربية لتتراوح الحصيلة بين الجيّد والمتوسط والمخيّب ودون أن يحدث النقلة النوعية في مسيرة أي فنّي رغم الفرصة الذهبية التي أتيحت له مع شيخ الأندية التونسية والخبرة التي اكتسبها وهو المختص في التكوين والمعروف بأسلوبه الهجومي.
ويعود القصري الى الترجي في نفس الدور الذي شغله قبل 11 سنة عندما عوّض ماهر الكنزاري لكن الخسارة في «الدربي» عجّلت برحيله، وعكس المناسبة السابقة التي كان خلالها تثبيت القصري واردا في صورة تحقيق النتائج المرجوة فإن مهمته حاليا وقتية وهدفها الرئيسي هو إيقاف نزيف النقاط والعودة سريعا الى الانتصارات في انتظار الحسم في إسم المدرب الجديد، ويعتبر الرصيد البشري الموجود حاليا أفضل بكثير من جيل 2013-2014 رغم إحرازه اللقب لتكون الفرصة مواتية لاستغلال الهدية التي لم يكن ينتظرها ذلك أن إعادة الترجي إلى المسار الصحيح سترفع كثيرا من أسهم القصري وتجعل حظوظه في البقاء في الواجهة كبيرة.
العودة إلى الانتصارات
خيّر الترجي عدم المجازفة من خلال تعيين مدرب خبير بأجواء الرابطة الأولى ويعرف جيدا أجواء الفريق لتأمين الفترة الانتقالية قبل تسليم المشعل إلى الإطار الفني الجديد الذي سيكون أجنبيا بعد قطع الطريق على المدرسة التونسية ليكون الرهان الوحيد لاسكندر القصري العودة إلى الانتصارات سريعا وتجاوز فترة الشكّ التي تعيشها المجموعة حيث لن يكون من خيار أمام زملاء الحارس أمان الله مميش سوى كسب النقاط الثلاث في مواجهة النادي البنزرتي قبل فتح ملف «الكلاسيكو» ضد النجم الساحلي.
وستكون الكرة في مرمى المدرب القصري الذي سيكون مرفوقا ببقية الأسماء التونسية التي عملت مع كاردوزو مع وجود خيارات متنوعة في جميع المراكز ودخول المهاجم البرازيلي رودريغو رودريغاز إلى الحسابات بعد أن وقعت عدم المجازفة به في لقاء الترجي الجرجيسي ليعمل المدرب «المؤقت» على تعديل الأوتار وإعادة الروح الغائبة إلى المجموعة لتجديد العهد مع الانتصارات مع السعي إلى اقترانها بأداء مثالي مع امتلاكه أوراقا مهمة باستثناء الإيفواري عبد الرحمان كوناتي الذي شرع في مرحلة التأهيل البدني بعد الاصابة التي تعرّض لها في فترة التوقف.
بعد عودة الهدوء : خــــطــــــة مـــــتــــــوازنـــــة للــــغـــــرايـــــري
استأنف المدرب غازي الغرايري مهامه بصفة عادية يوم الخميس بعد أن لوّح بالانسحاب في أعقاب رفض…