2024-10-23

عاد لتدريب الفريق : ثلاثة تحديات تنتظر المكشــر..فـهــل يــنـهـي مـا بـدأه قبـل مـوسمين؟

 لم تنتظر إدارة النجم الساحلي كثيرا للإعلان عن هوية المدرب الذي سيخلف حمادي الدّو على رأس الفريق الأول، إذ وقع التعاقد مع محمد المكشر ليكون الربان الجديد للنجم ويخوض بذلك تجربته الثانية مع فريقه بعد تجربة أولى كان بالإمكان أن تكون أفضل بكثير لولا الضغوطات التي أجبرته على الرحيل في منتصف الموسم قبل الماضي، ليتولى عقب رحيله المدرب الحالي للمنتخب الوطني فوزي البنزرتي مهمة الإشراف على الفريق وقيادته في نهاية المطاف إلى التتويج بلقب البطولة.

ولعل ما حصل في ذلك الموسم كان بمثابة الدافع القوي للإدارة الحالية من أجل تجديد الثقة في المكشر الذي شكّل آنذاك نواة فريق جيد قدّم مؤشرات إيجابية واستطاع البنزرتي أن يستثمرها كأفضل ما يكون وينهي الموسم في صدارة ترتيب البطولة، لذلك يمكن القول إن هذه التجربة الجديدة بالنسبة إلى المكشر على رأس النجم الساحلي هي بمثابة التحدي الجديد والأكثر صعوبة من سابقه من أجل إعادة الفريق إلى سكة الانتصارات وتجاوز كل الصعوبات التي عانى منها منذ الموسم الماضي واستمرت إلى غاية الآن رغم تعاقب عديد المدربين على الفريق دون أن ينجحوا في تحقيق أية مكاسب.

الاستعانة بأبناء الدار مرّة أخرى

رغم أن النجم استأنس خلال الموسم الماضي بفنيين يعتبرون من أبناء النادي على غرار عماد بن يونس وسيف غزال وأحمد العجلاني ثم خالد بن ساسي إلا أنه كل هؤلاء المدربين لم يقدروا في ظل الظروف الصعبة للغاية التي مرّ بها النادي من الناحية المالية وكذلك الإدارية على تحقيق النجاح المطلوب، قبل أن يتم التعاقد مباشرة بعد نهاية الموسم الماضي مع المدرب السابق للملعب التونسي حمادي الدّو بغاية ضخ «دماء جديدة» والمراهنة على مدرب  نجح خلال تجربته الأخيرة في التتويج بكأس تونس، لكن الدّو سار في الطريق ذاتها التي سلكها كل من سبقه في تدريب النجم خلال الموسم الماضي بما أنه لم يوفق في هذه التجربة التي لم تدم طويلا بعد أن اكتفى الفريق بتحقيق فوز يتيم في خمس مباريات منذ بداية الموسم، وبحصول القطيعة مع الدّو استقر قرار أهل الدار على الاستعانة مجددا بأبناء النادي حيث وقع تكليف محمد المكشر بالإشراف على النجم بمعية كل من منير بوقديدة الذي اشتغل سابقا مع الفريق سواء ضمن الإطار الفني أو في خطة مرافق، فضلا عن رضوان الفالحي الذي حافظ على مكانه صلب الإطار الفني بعد أن عمل خلال الفترة الماضية مع حمادي الدّو، وفي هذا السياق توجد قناعة لدى القائمين على النجم بأن أبناء النادي هم مخولون أكثر من غيرهم لمساعدة ناديهم على النهوض من جديد واستعادة التوهج المفقود منذ فترة طويلة، ولعل هذه الاستراتيجية التي اعتمدها زبير بيّة رئيس الهيئة التسييرية على المستوى الفني وقع اعتمادها أيضا على المستوى الإداري بما أن بيّة راهن أيضا على وجود كل من محمد أمين الشرميطي وأيمن عبد النوّر إلى جانبه ضمن الطاقم المسيّر للنادي، وهذا الأمر ينسحب على محمد المكشر الذي يعتبره زبيّر بيّة من أكثر المؤهلين لتجاوز الصعوبات وتفادي المشاكل التي عرقلت مسيرة النجم في بداية الموسم.

ثلاثة تحديات كبرى

سيواجه محمد المكشر ثلاثة تحديات أساسية خلال تجربته الثانية على رأس النجم الساحلي، وهو يدرك جيدا مدى ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه، وعكس ما حصل خلال تجربته الأولى التي كانت خلالها الظروف أفضل نسبيا بما أن الفريق استعد كأفضل ما يكون قبل بدء منافسات موسم 2022ـ2023 وكان يضم عناصر جاهزة إلى حد كبير من الناحية الفنية والبدنية، فإن الأمر يبدو مختلفا في الظرف الراهن بما أن الإشكال الكبير الذي جعل تجربة حمادي الدّو تنتهي سريعا كانت تكمن أساسا في تأهيل العناصر الجديدة ودمجها سريعا مع بقية عناصر المجموعة ولهذا السبب يمكن التأكيد على أن التحدي الأول الذي سيواجهه المكشر سيكون إنهاء هذه المشاكل التي عطلّت انطلاقة الفريق إلى حد الآن وجعلته غير قادر على تجاوز المشاكل التي مازال يعاني منها منذ الموسم الماضي.

التغييرات لتجاوز الإشكال البدني

وفي هذا السياق، وفي ظل ضغط الوقت بما أن الفريق سيخوض في نهاية هذا الأسبوع مباراة ضمن الجولة السادسة للبطولة ضد نجم المتلوي خارج الديار، فإن الحل لدى المكشر قد يكمن أساسا في إجراء عديد التغييرات التي من شأنها أن تساعد على إيجاد التوازن المنشود وخاصة في وسط الميدان والهجوم، وبعد أن أصّر المدرب السابق على التعويل على تشكيلة ثابتة لم تتغير منذ الجولة الثانية وتحديدا منذ تأهيل المنتدبين الجدد، فإن المكشر سيعمل على إجراء تحويرات في عدد من المراكز من خلال التعويل على العناصر الأكثر جاهزية من الناحية البدنية حتى وإن تتطلب الأمر إخراج عدد من الوافدين الجدد من التشكيلة الأساسية.

إنهاء المعضلة الهجومية

من المؤكد أن أهم تحد قد يخوضه المكشر خلال تجربته الجديدة على رأس النجم سيكون القضاء على مشكلة غياب النجاعة المستمرة منذ الموسم الماضي، فرغم أن كل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق وآخرهم حمادي الدّو منحوا الفرصة لأكبر عدد ممكن من المهاجمين إلا أن الوضع ظل على حاله، وهذا الأمر يبدو مرتبطا أساسا بوجود مشاكل على مستوى البناء الهجومي، ففي ظل عدم وجود ظهير أيمن قادر على صنع الفارق وإيجاد حلول إضافية على المستوى الهجومي ومع تراجع أداء حسام بن علي في بعض الأحيان، فضلا عن العجز في إيجاد صانع ألعاب كلاسيكي فإن الفريق دفع الثمن غاليا، وهذا الأمر سيحتم على الإطار الفني الجديد البحث سريعا عن الحلول المجدية، من أجل تجاوز هذا الإشكال في أقرب وقت ممكن، والثابت في هذا السياق أن المكشر الذي أحسن توظيف قدرات أسامة عبيد خلال الموسم قبل الماضي ومهّد أمامه الطريق للتألق والبروز يظل قادرا ومؤهلا للتعامل كأفضل ما يكون مع هذا اللاعب الذي تراجع مستواه بشكل واضح منذ الموسم الماضي.

إعادة الثقة وتجنب الضغوطات

من المؤكد أن التعاقد مع محمد المكشر لم يلق إجماعا تاما من جماهير النجم الساحلي، خاصة وأنه اضطر للرحيل خلال تجربته السابقة بسبب الضغوطات القوية للغاية التي سلطّت عليه  حيث اعتبره عدد هام من الأنصار أنه غير مؤهل لتحمل المسؤولية في تلك الحقبة خاصة بعد هزيمة النجم ذهابا وإيابا ضد الترجي، ولهذا السبب فإنه سيكون مطالبا بإحداث تغييرات واضحة وملموسة على مستوى الأداء والنتائج وهذا الأمر هو الشرط الأساسي لتجنب الضغوطات وإرساء واقع جديد صلب الفريق يقوم على رفع منسوب الثقة سواء لدى الجماهير أو اللاعبين الذين يعيشون حاليا على وقع ضغوطات قوية بسبب تردي النتائج وتواضع مستواهم خلال بداية هذا الموسم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

يحصد نقطته العاشرة في مبارياته الأربع الأخيرة : الكنزاري ينجـح في الاختبار

رغم أن الملعب التونسي تحوّل إلى سوسة في ظل وجود غيابات وازنة حيث تخلف كل من غازي العيادي و…