2024-10-22

النجم الساحلي يواصل رحلة الانحدار : الإصـرار عـلـــى الـخــــطـــأ يـقـود الــدّو إلـــى الإقــــــالـــــة

مثلما كان متوقعا ومنتظرا بشدة منذ فترة طويلة، فإن تجربة المدرب حمادي الدّو على رأس النجم الساحلي لم تعمّر فبعد جولات قليلة من بداية البطولة آن الأوان لحصول القطيعة بين الطرفين، خاصة بعد الهزيمة الأخيرة ضد الملعب التونسي في ملعب سوسة بالذات، وفي المجمل فإن المحصلة كانت متواضعة وضعيفة للغاية، حيث لم يحصد النجم سوى أربع نقاط فقط بعد مرور جولات كاملة لم ينجح في تحقيق الفوز خلالها سوى في مباراة واحدة مقابل ثلاث هزائم وتعادل.

والأمر المؤكد في هذا السياق أنه لم يعد بالمرة منح الفرصة للدّو مجددا خاصة وأنه تمتع بالوقت الكافي لتحضير الفريق قبل مواجهة الملعب التونسي بعد توقف نشاط البطولة لأسبوعين كاملين كانا كافيين لإعداد العدة كأفضل ما يكون لهذا الموعد، غير أن النجم لاح بعيدا تماما عن المستوى الذي يخوّل له تحقيق نتيجة أفضل مما تحقق في مباراة الأحد التي كان خلالها زملاء أسامة عبيد عاجزين تماما من جميع النواحي عن تقديم أداء مميز من شأنه أن يسعف الدّو وبقية معاونيه صلب الإطار الفني.

فشل فني متواصل

من المؤكد أن المدرب حمادي الدّو يتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية استمرار انحدار النجم الساحلي في بداية منافسات البطولة خلال هذا الموسم، فرغم أن كل المؤشرات التي حملتها المباريات السابقة إلا أن الدّو استمر في إصراره على ارتكاب الأخطاء ذاتها رغم أن العيوب كانت واضحة في المدة الأخيرة، فالتمسك بتشكيلة ثابتة كان طريقا سهلا للفشل، وعكس كل التوقعات فإن الدّو لم يجر أي تغيير على تركيبة الفريق حيث استمر في المراهنة على نفس المجموعة التي لم تقدر على تفادي الهزيمة ضد الاتحاد المنستيري وعجزت عن الفوز على مستقبل سليمان قبل أن يتأكد هذا الفشل في مواجهة الملعب التونسي الذي استغل كأفضل ما يكون هذه الأوضاع لينجح في إبراز نقاط ضعف النجم ويتمكن من تحقيق الفوز رغم الغيابات العديدة التي عانى منها، ومما لا شك فيه فإن هذا الإخفاق الذريع في اختيار التركيبة الأساسية تجلى من خلال الاعتراف الضمني للإطار الفني بخطئه بعد أن أجرى تغييرين اثنين منذ الشوط الأول، وهو ما يعني أنه لم يقيّم بالشكل المطلوب قدرات مجموعته ولم يستغل فترة الراحة بالشكل المطلوب، الأمر الذي دفعه إلى البحث عن حلول بديلة، لكن ذلك لم يكن سهلا بما أن تلقى هدفا في توقيت مبكر زاد في حجم الضغوطات المسلطة على اللاعبين وساهم في ظهورهم بمستوى متواضع في ظل عجز واضح من قبل المدرب حمادي الدّو على الإصلاح أو إجراء تغييرات مجدية من الناحية الفنية والتكتيكية، بل الأكثر من ذلك أن النجم لم يكن قادرا على إحراج دفاع الفريق المنافس، وحتى الكرات الثابتة التي توفرت له لم يتم التعامل معها بشكل فعّال.

الدّو ورط الوافدين

على صعيد آخر برز جليا دور المدرب حمادي الدّو في تأخير بروز الوافدين الجدد، فبالإضافة إلى الشريف كامارا الذي خرج مبكرا من الحسابات رغم الانتظارات الكبيرة بشأن قدرته على تقديم الإضافة، فإن ما حصل في المباريات الأخيرة كشف بوضوح أن الإطار الفني لم يحم الوافدين الجدد ولم يقدر على توظيفهم بالشكل المطلوب، ففي ظل عدم نجاحهم سريعا في تقديم أداء مقنع كان من الضروري إجراء بعض التعديلات ومنحهم الوقت الكافي وعدم التعويل عليهم باستمرار ضمن التشكيلة الأساسية حتى يتمكنوا من تحسين قدراتهم البدنية تدريجيا لكن الدّو غامر بالتعويل عليهم بشكل مبالغ فيه، الأمر الذي ساهم في تكبيل أقدام أغلبهم وفشلهم في تقديم الإضافة المرجوة، علما وأنه يتحمل أيضا جزءا كبيرا من المسؤولية في التعاقد معهم رغم  أن أغلبهم كان بعيدا تماما عن المنافسات لفترات مطولة أدت إلى تراجع مستواهم وعدم قدرتهم في ما بعد على التدارك.

ومن هذا المنطلق يمكن التأكيد على أن الهزيمة ضد الملعب التونسي كانت بمثابة الضربة «القاضية» التي أنهت تجربة الدّو مع النجم وحكمت عليه بالرحيل مبكرا والفشل في مساعدة النجم على تحسين واقعه وتجاوز مخلفات الأزمات التي عاشها لفترة طويلة نسبيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

لم يتخلف عن كل مباريات المنتخب في تصفيات كأس إفريقيا : مرياح ضحيـة التغييرات.. أم أن تراجع مستواه أثّر على الأداء العام؟

لم تكن سهرة أمس الأول مثالية بالنسبة إلى المنتخب الوطني، حيث تكررّت النتائج السلبية ضد منت…