2024-10-22

لا حل في غزة قبل الخامس من نوفمبر

جولة جديدة يقوم بها وزير خارجية امريكا إلى الشرق الأوسط حسابيا هي الزيارة رقم 11 إلى المنطقة منذ بداية الحرب في غزة قبل أكثر من عام.

ربما قد تكون هه الزيارة الجديدة لبلينكن الذي اختار ان تكون دولة الاحتلال منطلقها زيارة مختلفة عن باقي الزيارات التي قادته للمنطقة على امتداد الأشهر الماضية فهي تأتي بعد «نجاح» الكيان في تحقيق مكاسب هامة أولها القضاء على قيادات بارزة في التنظيمات التي تقاتل ضدها في المنطقة وهنا نتحدث عن حسن نصر الله وقيادات حزب الله من الصف الأول والثاني ويحيى السنوار وقيادات حماس من الصف الأول والثاني وثانيها النجاح الى حد ما القضاء على القدرات العسكرية لهذين التنظيمين المسلحين وفق ما تروج له حكومة نتانياهو.

لكن المعطى الأهم الذي يجعل من زيارة بلينكن للمنطقة مختلفة هذه المرة هو انها تأتي قبل نحو أسبوعين من اجراء اميركا لانتخابات رئاسية يبدو فيها فوز المعسكر الديمقراطي غير مضمون وذلك في ظل منافسة شرسة من الرئيس السابق المرشح الجمهوري ترامب.

يجمع كل المراقبين على أن الحرب على غزة ثم على لبنان وكل التصعيد والتوتر الذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط ستكون له انعكاسات على الانتخابات الأميركية فالمرشحان لإدارة البيت الأبيض يدركان جيدا أن أصوات المسلمين والجاليات العربية سيكون لها تأثيرها في ترجيح الكفة لهذا المرشح او ذاك وهذه الأصوات ليست مضمونة لأي منها.

لكنهما أيضا يدركان أهمية دعم الكيان ومدى تأثير هذا الملف على دوائر صنع القرار في اميركا التي دائما ما يكون لها دور خفي وراء الكواليس ويكون صوتها محددا في حسم السباق لهذا المرشح او ذاك.

قد تؤدي زيارة بلينكن إلى الشرق الأوسط والتي ترفع شعار التوصل الى هدنة في غزة ولبنان كما صرح بذلك الوزير الأمريكي إلى تحقيق اختراق بهذا الشأن ما قد يشكل دفعة كبيرة لنائبة الرئيس كامالا هاريس المرشحة للانتخابات والتي هي على يقين بأن الدعم الأميركي للكيان قد يكلفها أصواتا ولا سيما في ولاية ميشيغن شمالا، وهي إحدى الولايات الأساسية والتي تضم مجموعة كبيرة من الأميركيين العرب.

ومنذ السابع من أكتوبر شكلت الحرب ظاهريا عبئا سياسيا على بايدن وإلى حد ما هاريس، وريثته السياسية، حيث تجاهل نتانياهو مرارا الدعوات الأميركية للقيام بالمزيد لتجنيب المدنيين لكن الإدارة الأميركية الحالية لم تدخر في ذات الوقت جهدا لدعم الكيان حتى انها أرسلت لحمايتها ودعمها نظام ثاد الباهظ الثمن.

لا تبدو طريق بلينكن نحو التهدئة في الشرق الاوسط معبدة بالورد هذه المرة  أيضا فالرهان على التوصل لهدنة قبل الخامس من نوفمبر القادم يبدو حلما صعب المنال ان لم نقل مستجيل التحقيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مع الأحداث : قمة المناخ بأذربيجان.. أي انتظارات في غياب كبار الملوثين؟

تحتضن أذربيجان قمة المناخ «كوب 29» من أجل بحث سياسات تحد من تأثير التغير المناخي خصوصا على…