يواصل رحلة الصعود : الـحلـول الـمـتجددة تغطي على الإشكالات الهجومية

لم يكن من السهل توقع نجاح الاتحاد المنستيري في تحقيق الفوز الثاني على التوالي والثالث منذ بداية الموسم عندما نزل ضيفا على شبيبة العمران الذي ظهر بمستوى مشجع خلال المباريات الأخيرة، والسبب في ذلك أن الظروف التي طرأت قبيل هذه المباراة لم تكن مطمئنة كثيرا بعد إضراب اللاعبين عن التمارين من أجل المطالبة بحصولهم على مستحقاتهم المالية، لكن في نهاية الأمر تأكد أن تلك الظروف لم تؤثر كثيرا في واقع الفريق الذي عاد بالنقاط الثلاث ليواصل رحلة الصعود إلى المراكز الأمامية حيث أنه يحتل حاليا المركز الرابع بفارق نقطة واحدة عن صاحب المرتبة الثالثة ونقطتين عن صاحب المركز الثاني وأربع نقاط فقط عن المتصدر، وبالتالي فإن كل المؤشرات الراهنة توحي بأن الاتحاد يبدو مؤهلا وقادرا على إعادة إنجاز الموسم الماضي عندما أنهى البطولة في المرتبة الثانية رغم أن الإطار الفني بقيادة محمد الساحلي أجرى عديد التغييرات الجوهرية ورغم أن الفريق كان محروما من خدمات لاعبه الدولي شهاب الجبالي، وكذلك رغم وجود بعض الإشكالات على المستوى التركيبة الهجومية.

نجاعة مستمرة رغم صيام المهاجمين

خلال المباراة السابقة ضد اتحاد بن قردان استبشر أحباء الاتحاد خيرا بخصوص تحسن أداء المهاجمين بما أن حازم المستوري وأيمن الحرزي قادا الفريق للفوز ضد اتحاد بن قردان، لكن هذه المرّة وفي مواجهة شبيبة العمران لم يستطع هذا الثنائي ولا زميلهم الثالث في الخط الأمامي أحمد الجفالي الوصول إلى التسجيل، غير أن هذا الفشل لم يحل دون تمكن الاتحاد من تحقيق المطلوب وتقديم أداء مرضي على جميع المستويات، بل إنه تمكن من حسم الأمور منذ الشوط الأول بعد ثنائية حملت توقيع المدافع فابريس زيغي ولاعب الوسط معز الحاج علي، علما وأن الفريق استطاع سابقا تحقيق نتائج مرضية بفضل إضافة اللاعبين القادمين من الخلف، ففي المباراة الرسمية الأولى وتحديدا في مسابقة رابطة الأبطال سجل زيغي هدف الفوز على حساب نادي بيسي التشادي، قبل أن يدوّن زميله في الدفاع محمود غربال اسمه ضمن قائمة الهدافين بعد أن سجل هدفا في مرمى الفريق التشادي في مباراة الإياب  تماما مثل فرات السلطاني الذي سجل بدوره هدفا في مرمى مولدية الجزائر، في المقابل فإن الصعوبات التي واجهها مهاجمو الفريق اتضحت أكثر في منافسات البطولة وهو ما كّلف الفريق خسارة أربع نقاط ضد النادي البنزرتي ثم مستقبل قابس، لكن في مواجهة شبيبة العمران اختلف الأمر ووجد الفريق حلولا بديلة منحته نقاط الفوز وجعلته يتجاوز هذه الإشكالات على مستوى الخط الأمامي.

الحاج علي الأكثر تأثيرا

في ظل استمرار بقاء فيصل المناعي خارج التشكيلة الأساسية واحتجاب شهاب الجبالي لأسباب بدنية، كان الفرصة مواتية أمام لاعب الوسط معز الحاج علي لمواصلة التألق والبروز وتقديم أداء مثالي للغاية منذ بداية الموسم، فهذا اللاعب الذي قدّم أوراق اعتماده منذ بداية تجربته الجديدة مع الاتحاد، كان من أفضل اللاعبين خلال المباراة الأخيرة، وفضلا عن تسجيله هدفا بطريقة مميزة فإن تألق كأفضل ما يكون سواء من حيث مساهمته في التغطية الدفاعية أو في ما يتعلق بقدرته الفائقة على البناء الهجومي وتنويع أساليب الضغط على المنافس، وهذا الأمر يمكن أن ينسحب أيضا على المدافع الإيفواري فابريس زيغي الذي أثبت مرة حجم تأثيره في توازن الفريق واستمراره في تقديم أداء دفاعي مطئمن رغم التغييرات العديدة التي عرفها الاتحاد هذا الموسم وخاصة في الشقّ الدفاعي.