تهدّد مستقبل كاردوزو : ثـوابـت دفـاعـيـة وهـجـومية غائبة
واصل الترجي التونسي نزيف النقاط بعجزه للجولة الثالثة على التوالي عن الانتصار وانقياده الى هزيمته الأولى في هذا الموسم أمام الترجي الجرجيسي الذي لعب دون مركبات وكان الطرف الأفضل على جميع المستويات مؤكدا «أزمة» ضيفه والتي زادت في إضعاف موقف المدرب البرتغالي ميغيل كاردوزو الذي أصبح على «صفيح ساخن» باعتبار أن النتيجة تزامنت مع أداء ضعيف ولا يليق بقيمة الأسماء الموجودة والتي كانت تائهة فوق الميدان وعاجزة عن ردّ الفعل مع عدم جاهزية لبعض العناصر التي كان من المفروض أن تكون القاطرة التي تجرّ الفريق نحو الانتصارات.
ولم تعط التغييرات التي قام بها كاردوزو ومسّت الرواق الدفاعي الأيمن ووسط الميدان ثمارها حيث افتقد الترجي لثوابته المعهودة وكان ضغطه» عقيما» في ظل غياب الحلول وعدم النجاح في «كبح جماح» الفريق المحلي الذي اعتمد على الهجومات السريعة غير أنه لم يستفد من عديد الوضعيات السهلة، وسيجعل جني نقطتين من تسع ممكنة والذي ساوى الابتعاد عن الريادة بسبع نقاط كاملة المدرب البرتغالي تحت الضغط بما أنه اقترب من استنفاد جميع الفرص بعد البداية القوية والتي كانت بمثابة «الشجرة التي حجبت الغابة» بحكم ضعف المنافسين قبل أن تطفو المشاكل الفنية تدريجيا وتتأكد في المواجهة الأخيرة ليصبح الاشكال مزدوجا بين النتائج السلبية والأداء المخيّب ما قد يحتّم التغيير مبكرا في صورة وجود قناعة من الهيئة المديرة بضرورة ضخّ دماء جديدة وهو الخيار الذي يبدو الأقرب.
“ماكينة” هجومية معطّلة
يعكس فشل الترجي التونسي في خلق فرص واضحة معاناته الكبيرة في الخط الأمامي حيث تعطّلت «الماكينة» الهجومية تماما في ظل حسن انتشار لاعبي الترجي الجرجيسي وفطنة مدربهم أنيس بوجلبان الذي دفع بثلاثة لاعبين في المحور مع غلق المنافذ تماما في الجهة اليمنى لتغيب فاعلية يوسف البلايلي ويجد زين الدين كادة نفسه في عزلة طيلة الشوط الأول قبل أن يترك مكانه لكيبا سو الذي اضطر للعودة الى الخلف من أجل إيجاد الحلول، وزاد غياب الحلول من الرواقين في تعقيد المهمة ويكون التنشيط الهجومي ضعيفا للغاية ما سهّل مهمة المنافس الذي امتص الضغط تدريجيا ونجح في هزّ الشباك مبكرا.
ولئن وجد الترجي الحلّ في الكرات الثابتة أو المهارات الفردية لنجومه في الجولة الفارطة، فإنه فشل استغلال الكرات الثابتة العديدة والمتنوعة كما كانت ركائزه «خارج الخدمة» ليتأكد التراجع الرهيب على المستوى الهجومي والعائد الى اختيارات المدرب ميغيل كاردوزو الذي أظهر تعنّتا كبيرا في الجانب التكتيكي بمواصلته المراهنة على نفس الخيارات مهما كان الإطار أو المنافس ليذوق طعم الخسارة الأولى في هذا الموسم والتي قد تكون تبعاتها وخيمة على مستقبله باعتبار أن نواقيس الخطر دقّت منذ جولات دون أن يحصل تغيير في الاتجاه الصحيح.
1 : للمرة الأولى في هذا الموسم، يفشل الترجي في تسجيل أهداف في 8 مباريات بين البطولة الوطنية ورابطة الأبطال.
هشاشة
خسر المدرب ميغيل كاردوزو «السلاح» الذي ساهم في تعزيز مكانته صلب الترجي وهو الثبات الدفاعي الذي قاده في الموسم الفارط الى التتويج باللقب المحلي وبلوغ الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال حيث أصبح مرمى أمان الله مميش صيدا سهلا في الجولات الأخيرة رغم أن المنافسين ليسوا من العيار الثقيل لكن الاهتزاز الذي ساده في المباراة الاخيرة يررّط كاردوزو كثيرا رغم أن المسؤولية لا تتحمّلها فقط عناصر الخط الخلفي إذ وجد لاعبو ترجي الجنوب سهولة في الوصول الى منطقة منافسهم ما يعكس غياب التوازن الذي طغى على الأداء وخاصة في الفترة الثانية عندما لم يتعظ كاردوزو من سيناريو مباراة نجم المتلوي ولعب جميع أوراقه الهجومية دون تأمين المنطقة الخلفية ليلعب الفريق بالنار في عديد المناسبات لكن غياب التركيز حال دون استغلال المحليين لبعض الوضعيات السهلة، ولعبت التغييرات الدورية صلب التشكيلة الأساسية دورا في اهتزاز حصون الترجي عكس الموسم الفارط عندما راهن كاردوزو على نفس الأسماء قبل أن يرضخ للضغوط ويتخلى عن قناعاته وخاصة في وسط الميدان الذي أصبح نقطة الضعف مع اختلال التوازن بين الناحيتين الدفاعية والهجومية في ظل المجازفة بأكبر عدد من اللاعبين في الهجوم وتغيير تمركزهم على غرار ما حصل في نهاية المقابلة عندما لعب يوسف البلايلي خلف المهاجم.
4 : للجولة الرابعة على التوالي، لا يتفادى الترجي التونسي قبول أهداف حيث اهتزت الشباك في خمس مناسبات ضد مستقبل سليمان والملعب التونسي ونجم المتلوي والترجي الجرجيسي.
اليوم افتتاح «مونديال» الشبان بالسويد : هل ينجح الثلاثي التونسي في الذهاب بعيدا؟
تفتتح اليوم بالسويد منافسات بطولة العالم للشبان والتي ستتواصل الى غاية 29 نوفمبر الجاري بم…