التبرّع بالأعضاء في تونس : أمل يواجه عقبة رفض العائلات
رغم التقدم الطبي الكبير الذي شهدته تونس في مجال زراعة الأعضاء، ما تزال عقبة اجتماعية وثقافية تحول دون تحقيق الاستفادة القصوى من هذا التقدم،فرفض بعض العائلات التبرع بأعضاء أبنائها المتوفين دماغيا يعكس تحديا يعصف بهذا المجال الهام حيث يرتبط الأمل في إنقاذ حياة عدد كبير من المرضى بقرار يتخذه الأهل في لحظات ما بعد وفاة ابنهم دماغيا.
حيث أكدت الدكتورة بثينة زناد منسقة وطنية ومسؤولة بالمركز الوطني لزراعة الأعضاء في تصريح لـ«الصحافة اليوم» تحسن نسبة موافقة العائلة على التبرع بأعضاء ابنها لكنها تبقى دون المأمول مقارنة بعدد المرضى المسجلين على قائمة الانتظار مشيرة إلى أن سنة 2022 شهدت موافقة 19 عائلة من جملة 80 حالة موت دماغي خلال السنة المذكورة وهو ما ساهم في إنقاذ حياة 52 شخصا من المعاناة حيث تم زرع 33 كلية و 12 قلبا و7 كبد .
وأشارت محدثتنا إلى وجود حوالي1525 مريض يعاني من الفشل الكلوي مسجلين في قائمة الانتظار من اجل زراعة الكلى اذ تتجاوز مدة انتظار المريض 10 سنوات ، و1922 مريض مسجلين على قائمة الانتظار لزراعة قرنية اما المرضى الذين يحتاجون إلى زراعة قلب وكبد فيتراوح عددهم سنويا ما بين 40 و 50 مريضا وهم بحاجة إلى زراعة عاجلة. وان لم تتم الزراعة بشكل عاجل ، يفقدون حياتهم، وهو ما يعكس فجوة مؤلمة بين الحاجة إلى الأعضاء والواقع المفروض بسبب نقص المتبرعين.
رفض التبرع
ورغم الجهود المبذولة لنشر الوعي حول أهمية التبرع بالأعضاء، فان الإحصائيات تبين أن نسبة رفض التبرع بأعضاء المتوفين دماغيا ما تزال كبيرة مقارنة بعدد المرضى المسجلين على قائمات الانتظار رغم تحسنها, ويأتي هذا الرفض غالبا نتيجة مزيج من الأسباب النفسية والدينية، والاجتماعية. فالكثير من العائلات تجد صعوبة في تقبّل وفاة ابنها دماغيا وتعتقد أن موافقتها على التبرع قد تعني التخلي عن الأمل في عودته إلى الحياة.
إضافة إلى ذلك، يظل هناك التباس في الفهم العام لمفهوم الموت الدماغي، حيث يعجز البعض عن التفريق بينه وبين الغيبوبة العميقة. هذا إلى جانب التخوّف من المساس بحرمة الجسد، رغم تأكيد رجال الدين أن التبرع بالأعضاء عمل إنساني نبيل لا يتعارض مع الدين .
وحسب التقديرات فان عدد المتوفين دماغيا في السنة يبلغ حوالي 600 موت دماغي منهم حوالي 250 حالتهم تكون جيدة للزرع ، وفق ما صرحت به زناد.
عمل نبيل
يعد التبرع بالأعضاء أسمى صور التضامن الإنساني، إذ يمكن لكل متبرع واحد أن ينقذ حياة عدة أشخاص. لذا، فإن تجاوز هذه العقبة الاجتماعية يتطلب تعاونا مكثفا بين كل مكونات المجتمع لتعزيز ثقافة التبرع، مع ضرورة توفير الدعم النفسي للعائلات في لحظات اتخاذ القرار.
يعد التبرع بالأعضاء أملًا لا غنى عنه لمئات المرضى الذين يترقبون فرصة جديدة للحياة وإنهاء معاناتهم وإن تضافر الجهود لتحفيز المجتمع على التبرع، وتوضيح المفاهيم المتعلقة بالموت الدماغي، يمكن أن يساهم في إنقاذ حياة عديد المرضى ، وتحقيق قفزة نوعية في قطاع الصحة في تونس .
ارتفاع أسعار مساكن «سنيت» : أزمة أضرّت بالطبقة المتوسطة
تشهد المساكن التي تعرضها الشركة الوطنية العقارية للبلاد التونسية « سنيت» تحوّلا كبيرا في ط…