2024-10-19

اختتام المؤتمر الوطني الـ45 للجراحة : مستقبل الجراحة في عصر الذكاء الاصطناعي

تُختتم اليوم السبت فعاليات المؤتمر الوطني الـ45 للجراحة الذي تنظمه الجمعية التونسية للجراحة تحت شعار «جراحة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي».

وقد شهد هذا الحدث الذي انطلق يوم 17 أكتوبر مشاركة واسعة من اختصاصيي الجراحة من تونس وخارجها، ليكون منصة لتبادل الخبرات والمعارف حول أحدث التطورات والتحديات التي يواجهها هذا القطاع الحيوي.

ويأتي تنظيم هذا المؤتمر في وقت تواصل فيه تونس تعزيز ريادتها في المجال الصحي، خاصة في اختصاصات الجراحة. وقد حققت البلاد على مدى العقود الماضية تقدما كبيرا في العديد من الاختصاصات مثل جراحة القلب والعظام وزراعة الأعضاء والجراحة التجميلية، ما جعلها وجهة رائدة في السياحة الطبية بفضل كفاءة الإطارات الطبية.

ويُشكل هذا اللقاء السنوي فرصة مهمة لتسليط الضوء على أهمية الجراحة في تحسين الخدمات الصحية ومواكبة التطورات العالمية، لا سيما مع ظهور تقنيات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي التي تعيد صياغة مستقبل هذا المجال.

وركز المؤتمر في جلساته العلمية وحلقات النقاش على دور الذكاء الاصطناعي في تطوير التشخيص ودعم القرارات الجراحية، بما يضمن تعزيز سلامة المرضى ورفع مستوى جودة الرعاية الصحية. كما تطرّق الخبراء إلى التحديات الأخلاقية التي قد يطرحها استخدام الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى استعراض التقنيات الناشئة في هذا المجال .

وشهد المؤتمر ورش عمل تطبيقية وجلسات تكوينية تهدف إلى تعزيز مهارات الجراحين التونسيين، وتشجيع تبادل الممارسات المبتكرة مع الأطباء الدوليين المشاركين. ويطمح المؤتمر إلى دعم الأطباء في مواكبة التحولات الرقمية التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من الممارسة الجراحية.

وفي إطار حفل الافتتاح، تم تكريم الرؤساء السابقين للجمعية التونسية للجراحة منذ تأسيسها منذ 1973، تقديرا لمساهمتهم في تطوير قطاع الجراحة في تونس، وذلك بهدف ربط الأجيال بين قدامى الجراحين والشباب منهم. وقد اعتُبر هذا التكريم رسالة اعتراف بجهود الأطباء الذين ساهموا في بناء منظومة جراحية ذات مستوى عالٍ وضمان استمرارية هذه المسيرة من التميز والابتكار.

لا شك ان هذا المؤتمر يؤكد  سعي  تونس  إلى تعزيز مكانتها كواجهة إقليمية في الطب والجراحة، من خلال الاستثمار في الكفاءات وتبني أحدث التقنيات. ومع التحولات الرقمية المتسارعة، يشكل الذكاء الاصطناعي فرصة ثمينة لتحقيق نقلة نوعية في هذا المجال، ما يجعل الجراحة في تونس أمام أفق جديد يَعِد بتحسين خدمات الصحة وتطوير الممارسات الجراحية نحو الأفضل مع ضرورة اهتمام السلطات بتحسين البنية التحتية بالمستشفيات العمومية دون استثناء وتوفير ظروف ملائمة للعمل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

التبرّع بالأعضاء في تونس : أمل يواجه عقبة رفض العائلات

رغم التقدم الطبي الكبير الذي شهدته تونس في مجال زراعة الأعضاء، ما تزال عقبة اجتماعية وثقاف…