عضو الجمعية التونسية لطب امراض النساء والتوليد لـ«الصحافة اليوم» : التقصّي المبكّر يساهم في تحقيق نسب شفاء عالية من سرطان الثدي
بشعارات عناوينها الامل ومواصلة التحدي من أجل البقاء والظفر بمعركة الحياة ،تحرص العديد من الجمعيات الناشطة في المجال الصحي والنسوي خلال هذه الفترة وبمناسبة شهر «أكتوبر الوردي» على شحذ عزائم الالاف من نساء بلادنا ممن وقعن تحت براثن داء سرطان الثدي الذي بات يسجل ارقاما مفزعة من سنة الى اخرى تجاوزت في معدلها السنوي الأربعة آلاف حالة.
هذه النسب مرجحة لان تتطور اكثر في نظر العديد من المختصين اذا لم يكن هنالك تشخيص مبكر للمرض يسمح للسيدات بتلقي العلاج بشكل أسرع وبأقل آثار جانبية مما يوفر لهن فرص الشفاء بنسب عالية جدا لاسيما في ظل ما نشهده من تطور علمي وطبي في المجال لذلك ينبه الأطباء في تونس من أن الإصابات بسرطان الثدي في صفوف النساء تشهد سنويا ارتفاعا ملحوظا، حتى انها أصبحت تمثل 30 بالمائة من إجمالي عدد حاملي الأورام في البلاد.
ويقول في هذا الصدد أستاذ كلية الطب في تونس وعضو الجمعية التونسية لطب امراض النساء والتوليد الدكتور محمد ايمن الفرجاوي في تصريحات خاصة بـ«الصحافة اليوم» بأن التقصي المبكر لسرطان الثدي له أهمية كبيرة في التغلب على المرض ونتائجه دائما ما تكون أفضل بشرط أن يكون ذلك بشكل مبكر ويضيف محدثنا بأنه رغم اهمية الوعي بضرورة التشخيص المبكر الا انه لا يوجد برنامج وطني للتقصي المبكر على مرض سرطان الثدي مبينا بان الجمعية تمكنت من الحصول على الموافقة عن مشروعها الذي تقدمت به الى وزارة الصحة العمومية بهدف إدراج التلقيح ضد سرطان عنق الرحم في رزنامة التلاقيح والذي سيشرع العمل به بداية من سنة 2025 لفائدة الفتيات ابتداء من سن الثانية عشرة الا انه ما تزال الحاجة ملحة لاعتماد برنامج وطني للتقصي المبكر عن سرطان الثدي.
واكد الدكتور الفرجاوي بأنه بقدر ما يكون التقصي مبكرا بقدر ما تكون نسبة الشفاء من المرض عالية مبينا بان عملية التقصي تقوم على ثلاثة أشكال اولها التقصي الذاتي الذي تقوم به السيدة بشكل فردي في البيت اوالتقصي مرة كل سنة والذي يقوم به المتخصص في طب و امراض النساء اوكل عامين ويكون ذلك ابتداء من سن الأربعين مع أهمية المواظبة على «الفحوصات الماموغرافية» الوقائية مرة كل سنتين وكل سنة بالنسبة للنساء اللاتي لهن حالات وراثية ..
وفي ما يتعلق بالعلاجات يشير الدكتور الفرجاوي إلى أن أسلحة مواجهة داء سرطان الثدي متعددة وكل سلاح له طرق العلاج الخاصة به ويختلف ذلك بحسب الحالة ونوعية السرطان ودرجة تقدم المرض مبينا بان السلاح الأول المعتمد هو الجراحة يليها العلاج الكيميائي ثم العلاج بالأشعة والعلاج الهرموني ثم أخيرا العلاج المناعي والموجّه موضحا بأن الجراحة تطورت اليوم ولم تعد كما كانت في السابق تعتمد على استئصال العضو والغدد اللمفاوية بل أصبحت الان بفضل التطور العلمي تعتمد على العلاج الموضعي اي استئصال السرطان وتنظيف الغدد اللمفاوية مبينا بان الآلاف من العمليات الجراحة أصبحت تحقق نسب نجاح ممتازة.
وبخصوص الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض سرطان الثدي يؤكد الدكتور الفرجاوي بانها مختلفة ومن أهمها العوامل الوراثية التي تتسبب في الإصابة بالمرض بنسبة تتراوح ما بين 05 و10 بالمائة علاوة على عوامل أخرى هرمونية واشكاليات في الثدي اوتأخر الإنجاب إضافة إلى الضغوطات الحياتية والتدخين والتغذية غير السليمة.
وكغيرها من الجمعيات والهياكل ذات العلاقة وتحت شعار«سرطان الثدي قد ما تفيق بيه بكري قد ما يكون شفاك اسهل» اثثت أيضا الجمعية التونسية لطب النساء والتوليد شهر أكتوبر الوردي بالعديد من التظاهرات التحسيسية والتوعوية بضرورة التقصي المبكر للمرض وذلك لمعاضدة مجهودات وزارة الصحة العمومية.
وشددت تونس في احتفالها هذه السنة بشهر أكتوبر الوردي على أهمية التقصي المبكر لسرطان الثدي بهدف التوقي من مضاعفاته والزيادة في معدلات الشفاء منه. لاسيما وان سرطان الثدي عند المرأة أصبح يشكل اول السرطانات التي تصيب المرأة وذلك بنسبة 30 بالمائة من مجموع السرطانات التي تصيبها مسجّلا ارتفاعا وصل إلى 4346 حالة جديدة في 2023 مقابل 3884 خلال سنة 2022 مع الاشارة وان وزارة الصحة أعدت في اطار الاحتفال بشهر أكتوبر الوردي برنامجا خاصّا للكشف المبكر للسرطان، يشمل جملة من الأنشطة التوعوية والتحسيسية بمختلف مراكز الرعاية الصحية وبمختلف الأوساط المهنية بالتعاون مع أطباء الشغل والسلامة المهنية في الوسط المهني لحث النساء على إجراء التقصي المبكر. كما سيتم تنظيم العديد من التظاهرات على غرار القرى الوردية بمختلف ولايات الجمهورية.
مكافحة فيروس فقدان المناعة المكتسبة : مجهودات توعوية متواصلة من أجل القضاء عليه
قريبا ستحتفل بلادنا كغيرها من الدول باليوم العالمي للسيدا الموافق لغرة ديسمبر من كل سنة و…