تونس تشارك في اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية : طرح التجربة التونسية وتعزيز التعاون والشراكات مع دول المنطقة
تشارك تونس في أشغال الدورة 71 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط المقامة بالعاصمة القطرية الدوحة من 14 إلى 17 أكتوبر الجاري ممثلة في شخص وزير الصحة مصطفى الفرجاني ويحضر اللجنة الإقليمية أيضًا عددٌ من المسؤولين من 22 بلدا، إلى جانب ممثلي العديد من المنظمات الدولية والإقليمية.
وتنتظم هذه الدورة في ظل تحديات كبرى تواجه دول المنطقة حيث ستمثل الدورة فرصة للعمل على تشبيك التجارب والاستئناس بالنجاحات والإمكانيات الصحية المتاحة لبعض دول منطقة شرق المتوسط بما في ذلك تونس التي أرست منظومة صحية اجتماعية منذ سنوات الاستقلال الأولى ما مكّنها من القضاء على عديد الأوبئة التي تعاني منها دول الجوار إضافة إلى تكوين كفاءات طبية في عدة اختصاصات، كفاءات مشهود لها عالميا فضلا عن الحضور اللافت للكفاءات التونسية في المجال الصحي في أكثر دول العالم تطورا.
كما حققت تونس نجاحات هامة في مجال صناعة الأدوية واللقاحات ما جعل عديد الشركات والمنظمات الدولية تقيم شراكات مع عديد المؤسسات التونسية بقصد تطوير البحوث والتجارب في مجال صناعة الأدوية واللقاحات حيث أجرت بعثة من منظمة الصحة العالمية في أفريل الفارط زيارة لتونس بهدف تقييم الفرص المتاحة لضمان إنتاج محلي مستدام للقاحات في تونس، وذلك في إطار التعاون مع المنظمة في مجال تعزيز الإنتاج المحلي من اللقاحات.
وزار وفد الخبراء معهد باستور تونس لتقييم وضع مرافق إنتاج اللقاحات في وحدات المعهد وللتأكد من اعتماد المعايير المحددة من قبل منظمة الصحة العالمية في ملف اللقاحات، إلى جانب تعزيز قدرات العاملين الفنيين في معهد باستور تونس في هذا المجال.
وتمثل هذه الزيارة خطوة حاسمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللقاحات في تونس، علما أن منظمة الصحة العالمية كانت اختارت سنة 2022 بلادنا ضمن أول ست دول افريقية لتلقي تكنولوجيا تصنيع لقاحات الحمض النووي الريبي وتسويقه وفق المعايير الدولية.
ولدى مشاركته في أشغال اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أكد وزير الصحة مصطفى الفرجاني، دعم تونس الكامل لكل المبادرات الاقليمية الرامية لتعزيز الرعاية الصحية في منطقة شرق المتوسط.
وتعد تونس سباقة في مجالات طبية عديدة بما في ذلك تقصّي وعلاج الأورام ومختلف أنواع مرض السرطان وفي مجال طب القلب والشرايين وخصوصا في كل ما هو تدخل وتمثل التجربة التونسية في هذه التظاهرات العلمية ذات الحضور النوعي الدولي المتميز مناسبة للاستفادة منها ولمشاركة التجارب الدولية.
وفي مجال التقصي المبكر لسرطان الثدي فقد تم التنويه بعمل الوحدات المتنقلة منها ما أسسته مخابر خاصة وأخرى تابعة للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري وذلك في إطار مقاربة تستهدف تقريب الخدمات من المواطن التونسي اينما وجد والعناية بالصحة كحق كرّسه الدستور.
وتنعقد أعمال هذه الدورة للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط لسنة 2024 تحت شعار « صحة بلا حدود، التضامن من أجل إتاحة منصفة للرعاية الصحية » حيث تطرقت بالخصوص الى ثلاث مبادرات إقليمية رئيسية وهي تعزيز الوصول العادل إلى المنتجات الطبية، والاستثمار في بناء قوى عاملة صحية قادرة على الصمود، وتسريع الجهود في مكافحة الإدمان.
كما تمت مناقشة عدة قضايا هامة أخرى، على غرار استئصال شلل الأطفال، والصحة النفسية، ومكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، الى جانب الإطار الإقليمي لخطة التمنيع لعام 2030.
وشدّد وزير الصحة على أهمية هذه المبادرات في تحسين الصحة العامة مشيدا بالجهود المبذولة لتعزيز الصحة في المنطقة. كما كانت له لقاءات ثنائية مع نظرائه من وزراء الصحة والمديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.
وقد تناولت هذه اللقاءات بحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين تونس وهذه الدول في مجالات متنوعة، من بينها تطوير الأنظمة الصحية، تحسين خدمات الرعاية الأولية، وتعزيز قدرات الاستجابة للطوارئ الصحية.
كما تم التركيز على تبادل الخبرات في مجالات التكنولوجيا الصحية والابتكار الطبي، ومجال الرقمنة وتطبيقاتها في القطاع الصحي لتحسين كفاءة الخدمات، وتسهيل الوصول إلى البيانات الصحية. بالإضافة إلى ذلك، تم استعراض آفاق التعاون في مكافحة الأمراض المزمنة والأمراض المعدية، ودعم التدريب الطبي والبحث العلمي، بما يحقق الفائدة لشعوب المنطقة.
نبيه ثابت رئيس لجنة الصحة في البرلمان في حوار لـ«الصحافة اليوم» : قطاع الصحة يحتاج إلى إصلاح يشمل أربعة محاور
تجمع جميع الأطراف المتداخلة في القطاع الصحي أن القطاع بحاجة إلى مراجعة هيكلية على المستوى …