2024-10-17

المدرب ناصيف البياوي يقيّم أداء المنتخب الوطني ويتحدث عن تجربته الجديدة : «فـوضـى» فـنية أدّت إلى تراجع المنتخب.. والإطـار الفـني لم يتـمتع بالـوقت الكـافي

لم يكن خبر رحيل المدرب ناصيف البياوي أمرا منتظرا بل على العكس من ذلك تماما فإن الإعلان عن رحيله السريع فاجأ الجميع خاصة وأنه نجح بشكل لافت في تحقيق نتائج مميزة للغاية على رأس الفريق الذي حقق العلامة الكاملة في بداية منافسات البطولة واستطاع أن يحتل كرسي الصدارة مبكرا ويتقاسمه مع النادي الإفريقي، والأكثر من ذلك أن الأولمبي قدّم عروضا مميزة وممتعة ومقنعة جعلته يستحق هذه المكانة التي بلغها بعد مرور جولات عن بداية المنافسات.

أما السبب الرئيسي والوحيد الذي دفع البياوي إلى الرحيل عن الأولمبي الباجي، فهو واضح تماما حيث أن تألق الأولمبي الباجي جلب له الأنظار من خارج تونس من جديد وتحديدا من السعودية التي سبق له أن خاض فيها عديد التجارب وتمكن من تحقيق بعض المكاسب أبرزها الحصول على لقب الدوري الممتاز قبل سنوات عندما عمل مدربا مساعدا مع فتحي جبال على رأس نادي الفتح، لكن هذه المرّة فإنه سيكون أمام تحد مختلف وربما أكثر صعوبة بما أنه سيتولى تدريب نادي الباطن الذي ينافس في الدرجة الثانية، وبالتالي فإن الهدف الأول سيكون قيادة الفريق إلى المنافسة بكل قوة للعودة إلى الدرجة الممتازة.. وقبل بدء هذه التجربة الجديدة في مسيرته كان لنا حوار مع المدرب التونسي ناصيف البياوي حيث وقع التطرق إلى عدة مسائل ومواضيع من بينها أداء المنتخب الوطني خلال مواجهتيه الأخيرتين ضد منتخب جزر القمر…

أداء مخيب.. ولكن

اعتبر المدرب الجديد لنادي الباطن السعودي أن المنتخب الوطني خالف التوقعات عندما اكتفى بحصد نقطة يتيمة عند مواجهته ذهابا وإيابا نظيره من جزر القمر، كما أشار إلى أن الهزيمة في تونس ثم الاكتفاء بالتعادل خارج القواعد كانت نتيجة حتمية للوضع السائد صلب المنتخب الوطني، وفي هذا السياق أشار بالقول: «من المؤكد أن المنتخب لم يكن مؤهلا بالشكل الأمثل لتحقيق نتائج جيدة عندما واجه منتخب جزر القمر، فهناك فوضى فنية وتكتيكية كان من الصعب للغاية التعامل معها أو النجاح في وجودها في تحقيق الفوز وضمان التأهل المبكر إلى نهائيات كأس إفريقيا، لم يكن هناك أسلوب لعب واضح بل غابت الأفكار الجديدة والحلول البديلة، فضلا عن ذلك فإن الخيارات الفنية لم تكن موفقة بالمرّة ولهذا السبب وجد منتخبا الوطني عديد الصعوبات لفرض هيمنته وأسلوبه ضد منتخب اعتمد على طريقة لعب واضحة المعالم اعتمدت على تعبئة المنطقة الدفاعية والتدرج بسرعة وسهولة وتنظيم محكم إلى الأمام ثم القيام بهجومات معاكسة خطيرة ومركزة أدت في المباراة الأولى إلى تسجيل هدف كان كافيا له لتحقيق الفوز في تونس وأثمرت أيضا تسجيل هدف في مباراة العودة بطريقة مشابهة، في المقابل فإن أداء المنتخب الوطني لم يكن مثاليا سواء من الناحية الدفاعية أو الهجومية ولم تكن هناك خطة واضحة ومضبوطة، كما غابت الحلول البديلة والمتجددة خاصة وأن مستوى أغلب اللاعبين لم يكن جيدا، وهذا الأمر ناجم عن سوء الخيارات الفنية والقراءة الخاطئة لمجرى اللعب والفشل في تقييم قدرات المجموعة على النحو المطلوب».

وأوضح في سياق متصل أن التغييرات كانت أغلبها متأخرة ودون جدوى كبيرة سواء في المباراة الأولى أو الثانية، قبل أن يضيف قائلا: «أعتقد أنه كان من الضروري إقحام كل من بلال آيت مالك وبلال الماجري في توقيت متأخر نسبيا إذ لا جدوى من انتظار مرور حوالي سبعين دقيقة حتى يتم التفكير في إجراء بعض التعديلات بما أن بعض العناصر لم تكن مؤهلة لتقديم الإضافة، ومن غير المقبول أن يتم الدفع بلاعب خلال الدقائق الأخيرة والحال أن المنتخب الوطني لاح جليا أنه يفتقد للحلول وللأفكار الجديدة وخاصة على المستوى الهجومي».

لكن في المقابل برّر البياوي هذا التراجع الواضح والملموس على أداء المنتخب الوطني بالقول: « من المهم للغاية النظر إلوضع الراهن للمنتخب الوطني من جميع الزوايا، ذلك أن الظروف الأخيرة التي تمر بها الكرة التونسية من شأنها أن تؤثر على الأجواء السائدة في المنتخب الوطني، أما المعطى الأكثر أهمية فيتمثل أساسا في أن الإطار الفني بقيادة المدرب فوزي البنزرتي لم يشرع في قيادة المنتخب سوى في الفترة الأخيرة وكان لزاما عليه تحضيره لخوض سلسلة من المباريات ضمن هذه التصفيات، وبالتالي لم يتمتع بالوقت الكافي من أجل إعداد المنتخب كأفضل ما يكون ودون وجود ضغوطات، ولهذا السبب لم يكن من السهل بالمرة التخلص من هذه الفوضى الفنية والتكتيكية التي أدت إلى ظهور منتخبنا بأداء متواضع والاكتفاء بتعادل وهزيمة ضد منتخب مغمور».

أفضل الذكريات في باجة.. والنجاح ينسب للإدارة

أما عن تجربته القصيرة والموفقة مع الأولمبي الباجي أكد المدرب ناصيف البياوي أنه كان متأهبا تماما قبل بداية عمله على رأس الفريق لخوض تجربة مختلفة وصعبة خاصة وأن الأولمبي الباجي شهد في السابق بعض المشاكل كما غادره عدد من اللاعبين المميزين، لكن رغم ذلك كانت هناك رغبة قوية وقناعة راسخة من قبل الجميع بأن الفريق يظل قادرا على استهلال موسمه كأفضل ما يكون وهو ما لمسه جيدا خلال فترة التحضيرات الصيفية، مضيفا في السياق ذاته قائلا: «وجدت مجموعة جيدة من اللاعبين المتمرسين الذين لديهم الخبرة الكافية لإنجاح مسيرة الأولمبي الباجي، كما لمست رغبة كبيرة وجدية مطلقة من قبل القائمين على النادي الذين اجتهدوا كثيرا وكافحوا طويلا وحاولوا توفير كل الظروف الملائمة لإنجاح تحضيرات الفريق، ولهذا السبب كانت البداية المثالية وتحققت النتائج الباهرة، ومثلما يقال فإن كل انتصار يجلب انتصارا آخر، فإن البداية المثالية للغاية في جولة الافتتاح عندما نجحنا في التغلب على النجم الساحلي في سوسة بالذات رغم أن الفريق تحول هناك بمجموعة محدودة جدا من اللاعبين أدت إلى ارتفاع منسوب الثقة في الفريق لنحقق تبعا لذلك سلسلة من الانتصارات المتتالية في باجة وخارجها وهو ما خوّل لنا احتلال كرسي الصدارة عن جدارة واستحقاق.

وبيّن البياوي في إطار متصل أن التعاقد مع عدد من اللاعبين المخضرمين الذين يريدون إحياء مسيرتهم الرياضية وتحقيق انطلاقة جديدة على غرار الحارس معز بن شريفية والمدافع جاسر الخميري والمهاجم ماهر بالصغّير، ساهم أيضا في تطوير أداء الفريق ومنحه قوة أكبر، ولهذا السبب فإنه لم يتوقف عند تحقيق فوز وحيد بل إن النتائج الإيجابية استمرت في ظل تطور الأداء الجماعي وتحسن قدرات المجموعة.

ورغم رحيله المفاجئ عن الأولمبي الباجي، فإن البيّاوي شدّد على أن الأولمبي الباجي لن يتأثر كثيرا وسيكون بالتالي قادرا على الاستمرار في تحقيق النتائج الإيجابية، موضحا ذلك بالقول: « لا أعتقد أن بقاء البياوي أو رحيله يمكن أن يهدم كل ما وقع تشييده في الفترة الأخيرة، ففي ظل هذه الوقفة الحازمة من الهيئة المديرة وكل القائمين على النادي وكذلك وجود مجموعة متميزة من اللاعبين المتحفزين دائما لتحقيق أفضل النتائج وهذه المجموعة تضم عناصر شابة تتقد حماسا وأخرى لديها من الخبرة والتجربة ما يسمح لها بتقديم الإضافة المرجوة فإن كل المؤشرات الراهنة توحي بأن الأولمبي سيظل قادرا على تحقيق نتائج مميزة، وكل هذه العوامل يجب أيضا أن تتناغم مع ضرورة تجاوز المشاكل المالية وتوفير أبسط ظروف العمل المريح أمام الإطار الفني الجديد الذي سيكون مؤهلا بدوره للاستمرار في استثمار العوامل المواتية وبالتالي مساعدة الفريق على تطوير أدائه وتحقيق نتائج أفضل».

ابن البطولة السعودية

وعن قبوله عرض نادي الباطن الذي ينشط في الدرجة الثانية، لم يخف البياوي سعادته بالعودة إلى العمل في السعودية، معتبرا أنه «ابن الدوري السعودي»، وقال في هذا الصدد: «لقد حققت عديد النجاحات هنا في السعودية خلال السنوات الماضية، وهنا خضت عديد التجارب واكتسبت الخبرة اللازمة ووضعت نفسي ضمن قائمة المدربين الأكثر عملا في البطولة السعودية، لذلك لم أتردد كثيرا في قبول عرض نادي الباطن الذي تتوفر فيه كل الظروف الملائمة والضرورية للنجاح سواء من الناحية الرياضية أو المالية أو من حيث البنية التحتية والتجهيزات الرياضية، كما تربــطني علاقات وطيدة بعدد هام للغاية من الأطراف المؤثرة في الوسط الكروي بالسعودية، لذلك قبلت هذا العرض بكل حماس وكلّي عزم على إنجاح هذه المهمة والاستفادة من التجربة المتجددة في السعودية».

وعن الأهداف المرسومة مع فريقه الجديد أوضح المدرب السابق لنادي الفتح أن الغاية الأولى والأساسية هي الصعود إلى الدرجة الممتازة، مضيفا بالقول: « الفريق يحتل حاليا مركزا متقدما نسبيا ورغم أنه تعثر في الجولات الأخيرة إلا أن وضعه في الترتيب العام لا يبدو كارثيا حيث لا يبتعد كثيرا عن صاحب المركز الثاني المؤهل مباشرة إلى الصعود، سنعمل كل ما في وسعنا من أجل إعادة الفريق إلى دوري الأضواء، وأنا على يقين بأن الظروف الملائمة يمكن أن تساعد على تحقيق هذه الغاية في ظل توفر مجموعة من اللاعبين الجيدين في هذا الفريق».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مـع اقـتراب عودة سليمان : حــراســـة الـمـرمـى مـصــدر أمان..

لم تكن بداية الاتحاد المنستيري هذا الموسم سيئة على المستوى الدفاعي، فرغم كل الشكوك التي حا…