2024-10-16

مقارنة بمستواها خلال السنوات الماضية : شهر أكتوبر يتجاوز المعدلات العادية لدرجات الحرارة

بعد التقلبات المناخية المهمة التي عاشت على وقعها مختلف ولايات الجمهورية خلال شهر سبتمبر الماضي ونزول كميات كبيرة من الغيث النافع استبشر لها الجميع، عادت درجات الحرارة لتسجل ارتفاعها من جديد.

فبحسب المعهد الوطني للرصد الجوي هناك هيمنة لمرتفع الضغط الجوي على بلادنا وبالتالي يتواصل ارتفاع درجات الحرارة لتتجاوز المعدلات العادية لشهر أكتوبر و ما بين 33 و35 درجة .

وخلافا للسنوات الماضية فان شهر أكتوبر يمثل بداية لتغير الفصول والدخول في فصل الخريف حيث تتقلص درجات الحرارة وبين الحين والاخر تتساقط الأمطار ، لكن مع تفشي ظاهرة الانحباس انقلبت كل الموازين فأصبح الشتاء صيفا والصيف شتاء.

الموارد المائية في خطر

ما من شك أنه مع كل ارتفاع درجات الحرارة فان معدلات التبخر ترتفع بدورها بما يزيد من تراجع ايرادات السدود التي تعد في وضعية صعبة جدا حيث بلغ المعدل العام لمخزون السدود 504 مليون متر مكعب اي بنسبة امتلاء 21,5 % من طاقة استيعابها بعد أن فاقت 582 مليون متر مكعب في نفس الفترة من سنة 2023 وذلك حسب مؤشرات وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري .

ويذهب المختصون في الشأن المائي الى أن خارطة العطش بالبلاد التونسية أصبحت تتوسع شيئا فشيئا في ظل نقص الموارد المائية وأن الانقطاعات المتكررة للماء أصبحت ظاهرة منتشرة في أغلب مناطق البلاد ، فما تعرفه بلادنا من ارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة من سنة الى أخرى وخاصة خلال فصل الخريف سببه المرتفع الافريقي الذي يوجد في الصحراء الكبرى ويصعد من حين الى اخر ليصل الى شمال افريقيا ، اضافة الى ارتفاع الرطوبة على المدن الساحلية التي تساهم في ارتفاع درجات الحرارة المحسوسة.

أمطار الخريف تنعش موسم الزراعات الكبرى

ولئن اقتصرت الأمطار التي هطلت خلال الشهر الماضي على ولايات الوسط والجنوب وكانت بكميات هامة وبنسب ضئيلة بولايات الشمال الغربي حيث تتواجد السدود الكبرى ، فانه كان لهذه الأمطار الأثر الايجابي على موسم الزراعات الكبرى وأشجار الزيتون والأشجار المثمرة ، فكانت انطلاقة الموسم الزراعي طيبة في مجمله وارتوت أشجار الزيتون بولايات الوسط خاصة والجنوب سيما مع بداية التحضيرات لموسم تجميع الزيتون والتحضير للموسم المقبل . لكن مع عودة ارتفاع درجات الحرارة خلال شهر أكتوبر  أبدى الفلاحون تخوفهم من تأثير هذه الحرارة على نضج ثمار الزيتون ومستوى الماء فيها علاوة على انتشار الأمراض الفطرية التي قد تضر بالصابة .

ويرى أهل الاختصاص أن هذه الأزمة التي جاءت بفعل التغيرات المناخية وتوالي سنوات الجفاف عمقها الاستنزاف العشوائي للموارد المائية الجوفية ، حيث توجد في تونس نحو30 ألف بئر عميقة دون ترخيص قانوني وتستهلك أكثر من  700 مليون متر مكعب من المياه في السنة علما وأن السدود توفر 20 % فقط من مياه الشرب .

وللتذكير فان رئيس الدولة قيس سعيد كان قد أكد خلال زيارته لمعاينة بعض السدود خلال شهر سبتمبر المنقضي على أن انقطاع المياه « أمر غير طبيعي وأن شبكات اجرامية تستهدف شبكات توزيع المياه والمحطات الكهربائية».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

لتسهيل إجراء الحصول على مسكن : مقترح لتخفيض الأداء على القيمة المضافة إلى 7 %

تشهد أسعار العقارات في تونس ارتفاعا متواصلا ما جعل حلم المواطن التونسي في الظفر بمسكن صعب …