تونس ثابتة على مبادئ سياستها الخارجية وموقفها راسخ من التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية تماما كما تحترم مقومات السيادة لكل بلد. وهي أيضا متضامنة بشكل مطلق ولا مشروط مع الأشقاء الفلسطينيين واللبنانيين في محنتهم وهم يواجهون آلة القمع الصهيونية.

تلك هي أبرز العناوين التي دار بشأنها حديث رئيس الجمهورية قيس سعيد مع وزيرالشؤون  الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج  محمد علي النفطي.

فقد كان هذا اللقاء مناسبة ليذكّر  الرئيس بثوابت السياسة الخارجية التونسية وفي مقدمتها الرفض القاطع للتدخل في الشؤون الداخلية لبلادنا تماما كما تلتزم تونس بعدم إقحام نفسها في أي شأن داخلي لأي بلد وتنأى نهائيا عن مثل هذه الأفعال.

فتونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة وشعبها هو صاحب السيادة دون غيره. وقد تأسست ثوابتها الديبلوماسية على التعامل بنديّة مع الجميع وعلى اعتبار سيادة الدول مبدأ ثابتا لا محيد عنه. كما أن سيادة الدول لا تقاس بالمساحة أو عدد السكان. هذا وفق ما جاء في بلاغ رئاسة الجمهورية.

فالأكيد ان هناك معطيات كثيرة حضارية وتاريخية الى جانب الموقع الاستراتيجي وحيوية الشعوب بها تتحدد مكانة وقيمة الدول.

ومن ثوابت هذه الديبلوماسية التونسية وقوف بلادنا الدائم والمستمر مع الحق الفلسطيني ونظرا لاستمرار حرب الإبادة التي يشنها الكيان الغاصب على غزة المحاصرة  منذ ما يزيد عن العام فمن الطبيعي ان تنحاز تونس قيادة وشعبا الى الأشقاء الفلسطينيين.

ولهذا كان رئيس الجمهورية قس سعيد واضحا منذ بداية هذه الحرب واتخذ موقفا مساندا دونما قيد أو شرط. وأكد في لقائه بوزير الشؤون الخارجية مجددا على هذه المسألة المبدئية وهي الوقوف الكامل الى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع أنواع الجرائم الوحشية كل يوم. هذا بالإضافة إلى أن الموقفين الرسمي والشعبي في تونس يتماهيان تماما حول فكرة تحرير فلسطين وإقامة الشعب الفلسطيني لدولته المستقلة على أراضيه وعاصمتها القدس الشريف.

وجاء في بلاغ الرئاسة أيضا ان الحق لايسقط بالتقادم وان الإرادة لا تفل فيها الصواريخ والقصف الوحشي وأن  رغبة الشعوب في الانعتاق والتحرر لا تقهر ولا تهزم  وكما قال شاعرنا الخالد أبو القاسم الشابي إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر ولابد للّيل ان ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر.

واعتبارا لارتفاع وتيرة العنف في محيطنا الإقليمي وفي ظل العدوان الذي يعيشه لبنان الشقيق أكد رئيس الجمهورية في لقائه بوزير الشؤون الخارجية على وقوف بلادنا الى جانب الشعب اللبناني في مواجهة الهجمة الصهيونية التي ترتكب فظاعات في حق أبناء هذا البلد الشقيق تحت انظار المجتمع الدولي.

وبالإضافة الى هذه المواضيع الحارقة والمهمة تطرق رئيس الجمهورية قيس سعيد في حديثه مع السيد محمد النفطي وزير الشؤون الخارجية الى مسائل متصلة بضرورة الإحاطة بالتونسيين في الخارج من قبل بعثاتنا الديبلوماسية والقنصلية وتقديم الخدمات الضرورية لهم في ظروف طيبة وبشكل آني وعاجل وذلك بتخفيف الإجراءات عنهم.

ومن الطبيعي ان يتم التطرق الى ظاهرة الهجرة غير النظامية التي هي من القضايا التي تؤرق الدولة والمجتمع في هذه المرحلة ودعا رئيس الجمهورية الى مزيد مواصلة العمل والتنسيق مع الدول المعنية بهذه الظاهرة من اجل إيجاد حلول جذرية وعميقة لها والحد من تداعياتها على بلادنا خاصة وأننا لسنا سببا مباشرا فيها بل على العكس نحن من ضحاياها. وكان الرئيس قيس سعيد واضحا ومحددا وهو يؤكد مرة أخرى ان تونس لن تكون مقرّا ولا ممرّا لأي شخص خارج الأطر القانونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

هجرة الأدمغة: أي حلول لمجابهة هذا النزيف؟

منذ ما يزيد عن العقدين برزت الظاهرة بشكل ملحّ وأصبحت أكثر حدّة في السنوات الأخيرة بعد ان ت…