2024-10-15

بعد إشراف وزارة الدفاع و بنجاح على إعادة تهيئة المسبح البلدي بالبلفدير: الهندسة العسكرية تصنع فَخْرَها..

تم خلال الأيام القليلة الفارطة الانتهاء من أعمال الإصلاحات التي خصّت المسبح البلدي بالبلفدير بتونس العاصمة في وقت قياسي والتي استغرقت حوالي ستة أشهر،فبعد سنوات من الإهمال وسوء التصرف وإغلاق دام لعقود من الزمن ،يعود المسبح البلدي في حلة جديدة ويستعيد بريقه ليستقبل في الأيام القليلة القادمة ويقدّم خدماته الرياضية والترفيهية إلى روّاده.

ويحسب لقوات جيشنا الوطني وجنودنا البواسل هذا الإنجاز في وقت قياسي وبجودة عالية من خلال إشراف فرق من الهندسة العسكرية التونسية على هذا المشروع والتي قامت بإعادة إحياء المسبح وفق أحدث المعايير الهندسية والبنائية مع الحفاظ على التصميم المعماري الأصلي الذي يميّز المسبح.

ويأتي تعهد الهندسة العسكرية لقواتنا المسلحة العسكرية بالاشراف على إعادة تهيئة المسبح البلدي بالبلفدير وبمساهمة عدد من كفاءاتها بعد زيارة غير معلنة لرئيس الجمهورية قيس سعيّد الى المسبح البلدي بالبلفدير في 15 فيفري الفارط عاين خلالها  حجم الخراب والإهمال لهذا المرفق العام التاريخي وكلّف وزارة الدفاع الوطني بالإشراف على أشغال صيانة المسبح.

وأثنى رئيس الجمهورية على قيمة ورمزية المسبح البلدي بالبلفدير خلال هذه الزيارة قائلا « المسبح البلدي بالبلفدير يعتبر أوّل مسبح في تونس وأحد المعالم الرياضية وقد كان سابقا يحتضن العديد من المسابقات ..لذلك يتعيّن إعادة تهيئة جميع مكوناته بنفس شكله السابق دون أي تغيير».

فالجيش الوطني التونسي له من الكفاءات في كل المجالات والاختصاصات ما يجعله قادرا على دفع التنمية وإنجاز مختلف المشاريع بالجودة المطلوبة ،فهو استثناء بكل المقاييس وهو «جيش مدني» وكان دوما فاعلا في المسار التنموي، وهذا ما جعله محل ثقة من قبل التونسيين على اختلاف مشاربهم ولا نبالغ هنا ان قلنا أنه ليس هناك مؤسسة في بلادنا تحظى بالثقة التي تحظى بها المؤسسة العسكرية،التي نعتز بها و نعتبرها مفخرة حقيقية لبلادنا وعنوانا دالّا على التضحية في جميع صورها.

ونحن نحيي اليوم 15 أكتوبر 2024 الذكرى 61 لعيد الجلاء ومغادرة آخر فرنسي لأرض الوطن جدير بالتذكير أنه عندما كانت تونس تتهيأ لمعركة البناء والتحرر النهائي من الاستعمار الفرنسي ساهم جيشنا الوطني الفتي وقتها في حرب بنزرت وقدّم شهداء في معركة الذود عن الوطن.كما كان له دور بارز عبر مختلف المحطّات ومايزال في مكافحة الإرهاب وحماية حدود البلاد وتحقيق أمن واستقرار تونس قبل وبعد الثورة، وعندما انخرطت أيضا  بلادنا في مسارها التحديثي ساهم جيشنا في التنمية عبر البناء والتشييد.

وكما هو معلوم فان دور الجيش التنموى يمتد إلى ثلاثة مجالات، وهي الدور المجتمعي، ومجال البنية الأساسية، والمجال الاقتصادي. ويرى البعض أن المهارات الفنية والإدارية التى يتمتع بها العسكريون يمكن أن تنصبّ على المجتمع كافة من أجل تعميم الاستفادة للجميع وفق المصلحة العليا للبلاد.

ويُعتبر مشروع رجيم معتوق من أنجح المشاريع في الجنوب التونسي حيث تمّ إحداث واحات نخيل لفائدة المتساكنين الرحل بمنطقة رجيم معتوق قصد تركيزهم وتحسين ظروف عيشهم وحماية الحدود التونسيّة الجزائريّة.

ونذكر في معرض حديثنا بخصوص أهمية الدور التنموي للجيش الوطني التونسي أن هناك تجارب ناجحة أيضا عربيا وفي مقدمتها تجربة الجيش المصري في النهوض بالتنمية حيث يحتل الجيش المصرى المرتبة الـ12 عالميا ، وهو الأول على الشرق الأوسط، عربيا، وإفريقيا لعام 2022   وقد تكفلت القوات المسلحة منذ فترة طويلة بعبء بناء الدولة المصرية المعاصرة، وأيضا إصراره على النهوض بالبلاد عقب التدهور الاقتصادي والحالة المزرية التي آلت إليها الأوضاع ما دفع القوات المسلحة لأن تصبح فى طليعة الصفوف كي تقدم العون للدولة المصرية وتمنحها فرصة لإعادة البناء، وعودة الاستثمار محليا وأجنبيا.

والتجربة التونسية في سياق المراهنة على الدور التنموي للجيش الوطني أثبتت نجاحها في عديد المناسبات والمراحل ويمكنها أن تنجح في المستقبل القريب والبعيد من خلال إعطاء الأولوية للمؤسسة العسكرية في المشاريع المستقبلية في علاقة بالتنمية والنهوض بالمرافق العمومية وفي مقدمتها قطاعات الصحة والتعليم والنقل العمومي وإعادة تهيئة البنية التحتية ومختلف المجالات الأخرى.

فمن الثابت أنه بإمكاننا اليوم ودوما ونحن في سياق البناء والإصلاح والتشييد أن نراهن ونعتمد أكثر على كفاءاتنا من الجيش الوطني في مختلف الاختصاصات وعلى المؤسسة العسكرية لضمان التسريع في إنجاح انجاز مختلف المشاريع التنموية ذات البعد الاجتماعي أو الاقتصادي الذي يعود بالنفع للجميع دولة وشعبا، والارتقاء بتونس إلى أعلى المراتب بما يحقق التنمية ودفع عجلة الاقتصاد والاستثمار وتحقيق الرفاه الاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

في لقاء رئيس الجمهورية برئيس الحكومة : التعويل على قدراتنا الذاتية وتعزيز الدور الاجتماعي للدولة من أبرز الأولويات..

مثّلت الخيارات الواردة في مشروع قانون المالية إلى مجلس نواب الشعب والمجلس الوطني للجهات وا…