2024-10-13

بعد‭ ‬14‭ ‬سنة‭ ‬المنتخب‭ ‬يخسر‭ ‬مباراة‭ ‬في‭ ‬التصفيات‭ ‬في‭ ‬تونس: ‭.. ‬غـــاب‭ ‬الــــحــظ‭ ‬فـضـاعـت‭ ‬الــهـيــبـــة

للمرة الأولى منذ عام 2010، يخسر المنتخب الوطني مقابلة في تصفيات كأس أمم إفريقيا بين جماهيره وبعد 14 سنة خسر المنتخب بالنتيجة نفسها وهي (1ـ0)، وتقريبا بالطريقة نفسها، بما أن السيطرة الميدانية لم ترافقها واقعية هجومية ليكون الحصاد واحداً رغم انتقال الفضاء من ملعب المنزه إلى ملعب حمادي العقربي برادس.

ولو كان حمادي العقربي شاهدا على مباراة جزر القمر، لطالب بأن يتم تغيير اسم الملعب، الذي شهد نسخة سيئة للمنتخب الوطني حيث قدم «النسور»، واحدة من أضعف المباريات في السنوات الأخيرة، أمام منتخب كان أفضل تكتيكيا وواقعياً لأنه لم يجازف وانتظر الفرصة مثلما كان متوقعاً، ولكنه استغل هدايا المدرب الوطني فوزي البنزرتي ولم يرفضها بل حاول أن يُثبت أن النتائج التي حققها في السنوات الأخيرة لم تكن مجرد مصادفة.

غابت العقلانية

غابت العقلانية في التعامل مع المقابلة، بما أن المنتخب الوطني كان يعلم مسبقا أن منافسه سيعتمد أسلوبا دفاعيا ثم يحاول استغلال توفر المساحات من أجل التسجيل وهذا الأمر كان متوقعا ولكن الغريب هو التعامل الدفاعي مع اللقاء، ذلك أن المنتخب نجح خلال فترات طويلة في السيطرة على اللعب والاستحواذ على الكرة وهذا أمر جيد لأنه حرم المنافس من إحداث الخطر ولكن الإشكال هو عدم اتخاذ الاحتياطات للحد من سرعة المنافس الذي كان واضحاً أنه يملك أسماء مميزة في الهجوم وهذا ما حصل لاحقا.

فالمنتخب الوطني قبل هدفا خلال أفضل فترة له في اللقاء، ولكن المدرب ساعدهم في ذلك فقد كان واضحا أن الخطة فاشلة في وجود ظهيرين تنقصهما الفنيات في الوضعيات الهجومية وفي غياب علي العابدي كان من الأفضل إقحام وجدي كشريدة لصنع التفوّق العددي، ففي غياب جناح سريع كان من المستحيل صنع الفارق باستمرار ولكن البنزرتي لم يتحرك إلا بعد أن اهتزت الشباك وفي مثل هذه الوضعيات من شبه المستحيل الردّ على الهدف وفعلا وجد المنتخب الوطني نفسه في ورطة كبيرة ولم يقدر على التعديل رغم توفر الفرصة.

فارق كبير

عادة ما يصنع المنتخب الوطني الفارق من خلال الكرات الثابتة أو الخطط التكتيكية، وهذا الأمر افتقدته المجموعة في المقابلة الأخيرة، حيث لم يقع استغلال الكرات الثابتة رغم كثرتها وتعددها فقد أضاع المنتخب العديد من الوضعيات المناسبة في هذه المقابلة من أجل الوصول إلى مرمى منافسه، كما أن التعامل التكتيكي لم يكن موفقا وخاصة الإبقاء على عيسى العيدوني طوال المقابلة تقريبا وهو لا يساعد في البناء الهجومي وفشل في تأمين التغطية التي عادة ما تكون نقطة قوّته الأساسية في مختلف المباريات ولهذا فإن الوضع كان كارثياً لأن المنتخب خسر أهم نقاط كرة القدم التونسية.

ويمكن إيجاد الأعذار للمدرب الوطني، منها الأزمة التي تضرب الهجوم منذ سنوات ولكن في النهاية فإنه كان قادرا على استغلال قدرات اللاعبين بشكل أفضل، ذلك أن هذه النوعية من المباريات تكون خلالها الأولوية لوجود أسماء قوية هجومية في وسط الميدان ولاعبين لهم السرعة على الأطراف وهي خصال لا تتوفر في حمزة رفيع ولا محمد علي بن رمضان، إضافة إلى أن المساكني الذي كان أساس العمل الهجومي لم يكن موفقا في المهمة ولهذا فإن الوضع كان كارثياً من حيث التعامل مع اللقاء والمدرب يتحمل جانبا كبيرا من المسؤولية، لأنه لم يتفطن إلى أن الوضع يحتاج إلى تدخل سريع قبل أن يصبح معقدا بقبول هدف، ولحسن حظ «النسور» فإنهم لم يقبلوا هدفاً ثانيا، وإضافة إلى خسارة ثلاث نقاط مهمة، فإن المنتخب خسر هيبته، فالحظ الذي أنقذ المنتخب الوطني في عديد المناسبات لم يكن إلى صفه هذه المرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مصير غامض ينتظر البنزرتي : هــل يـفـعـلـهـا إيـديـر؟

من الواضح أن فوزي البنزرتي على وشك أن يفقد ثقة كل الأطراف بعد أن عجز عن قيادة المنتخب الوط…