2024-10-13

رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬يوصي‭ ‬بإعادة‭ ‬بناء‭ ‬المرفق‭ ‬العمومي‭:‬ نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬الدور‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للدولة‭..‬والصحة‭ ‬قطاع‭ ‬أَوْلَوِيّ‭.. ‬

أكد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬العمل‭ ‬بسرعة‭ ‬قصوى‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصحة‭ ‬العمومية‭ ‬خاصة‭ ‬وأنّ‭ ‬الأموال‭ ‬المرصودة‭ ‬متوفرة،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تبسيط‭ ‬الاجراءات‭ ‬وتجاوز‭ ‬كل‭ ‬العقبات،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬لقائه‭ ‬عصر‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة‭ ‬بقصر‭ ‬قرطاج‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬مصطفى‭ ‬الفرجاني‭. ‬

كما‭ ‬تم‭ ‬التعرض‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬المرفق‭ ‬العمومي‭ ‬للصحة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬لصناعة‭ ‬الأدوية‭.‬

وأشاد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬بإنشاء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬الصحة‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬قياسي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عودة‭ ‬نشاط‭ ‬الشركة‭ ‬التونسية‭ ‬للصناعات‭ ‬الصيدلية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬توقّفت‭ ‬عن‭ ‬العمل‭.‬

وخَلُص‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الصحة‭ ‬حق‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وأن‭ ‬الصحة‭ ‬كما‭ ‬تبنّت‭ ‬ذلك‭ ‬المنظمة‭ ‬العالمية‭ ‬للصحة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬دون‭ ‬حدود‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬ابرز‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الصحة‭ ‬بالبرلمان‭ ‬نبيه‭ ‬ثابت‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـاالصحافة‭ ‬اليومب‭  ‬ان‭ ‬حرص‭ ‬الرئيس‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬والحكومة‭ ‬على‭ ‬إيلاء‭ ‬الأهمية‭ ‬اللازمة‭ ‬لقطاع‭ ‬الصحة‭ ‬يستمد‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للدولة‭ ‬وتطبيقا‭ ‬لدستور‭ ‬2022‭ ‬الذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬المواطنين‭ ‬لهم‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الصحة‭.‬

وقال‭ ‬نبيه‭ ‬ثابت‭ ‬ان‭ ‬اصلاح‭ ‬المنظومة‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬بطريقة‭ ‬فوقية‭ ‬وانما‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬الخط‭ ‬الاول‭ ‬وهي‭ ‬مراكز‭ ‬الصحة‭ ‬الأساسية‭ ‬والمستشفيات‭ ‬المحلية‭ ‬والجهوية‭ ‬وهكذا‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬على‭ ‬اصلاح‭ ‬الخط‭ ‬الثاني‭ ‬والخط‭ ‬الثالث‭..‬واعتبر‭ ‬محدثنا‭ ‬ان‭ ‬إحداث‭ ‬كليات‭ ‬الطب‭ ‬والمستشفيات‭ ‬الجامعية‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬الحل‭ ‬لقطاع‭ ‬الصحة‭ ‬وانما‭ ‬هي‭ ‬مؤسسات‭ ‬مخصصة‭  ‬للدراسة‭ ‬وللتكوين‭.‬

ودعا‭ ‬ثابت‭ ‬الى‭ ‬اتطوير‭ ‬مجال‭ ‬صناعة‭ ‬الادوية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الطب‭ ‬البديل‭ ‬واقتحام‭ ‬الأسواق‭ ‬ومن‭ ‬اجل‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التونسي،‭ ‬ويجب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬السياحة‭ ‬الصحية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استغلال‭ ‬النزل‭ ‬المغلقة‭ ‬في‭ ‬توزر‭ ‬وفي‭ ‬عدة‭ ‬ولايات‭ ‬لتشغيل‭ ‬طاقم‭ ‬الصحة‭ ‬الطبي‭ ‬وشبه‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬البطالةب‭.‬

وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬أشغال‭ ‬لجنة‭ ‬الصحة‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬البرلمانية‭ ‬الفارطة،‭ ‬افاد‭ ‬نبيه‭ ‬ثابت‭ ‬بأن‭ ‬اصدار‭ ‬قانون‭ ‬المسؤولية‭ ‬الطبية‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬ابرز‭ ‬القوانين‭ ‬لفائدة‭ ‬القطاع،‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬مساهمة‭ ‬اللجنة‭ ‬في‭ ‬تمرير‭ ‬قانون‭ ‬الوكالة‭ ‬الوطنية‭ ‬للدواء‭ ‬التي‭ ‬تسهر‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬هياكل‭ ‬الصيدليات‭ ‬وقطاع‭ ‬الادوية‭ ‬تحت‭ ‬هيكل‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬توفير‭ ‬الادوية‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬تراب‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭.‬

وذكر‭ ‬نبيه‭ ‬ثابت‭ ‬ان‭ ‬اللجنة‭ ‬ستنظر‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬القادمة‭ ‬في‭ ‬مبادرات‭ ‬تتعلق‭ ‬بمشروع‭ ‬قانون‭ ‬صناعة‭ ‬المكملات‭ ‬الغذائية‭ ‬وتسويقها‭ ‬ومقترح‭ ‬قانون‭ ‬اخر‭ ‬يهم‭ ‬توفير‭ ‬أطباء‭ ‬الاختصاص‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬الداخلية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أوضح‭ ‬محدثنا‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬الولايات‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬توفير‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الأطباء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الولايات،‭ ‬خاصة‭ ‬وان‭ ‬لجنة‭ ‬الصحة‭ ‬عاينت‭ ‬خلال‭ ‬زيارات‭ ‬ميدانية‭ ‬النقص‭ ‬الفادح‭ ‬في‭ ‬الأطباء،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬معتمدية‭ ‬بوعرقوب‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬نابل‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬طبيبين‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬ضمن‭ ‬7‭ ‬مراكز‭ ‬أساسية‭ ‬ومركز‭ ‬وسيط،‭ ‬وهي‭ ‬منطقة‭ ‬قريبة‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬العاصمة‭.‬

اما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الميزانية‭ ‬المرصودة‭ ‬لوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬فعادة‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬5‭ ‬و7‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة،‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬يأمل‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬بالبرلمان‭ ‬ان‭ ‬تتطور،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬شاملة‭ ‬للإصلاح‭ ‬والنهوض‭ ‬بالقطاع‭.‬

مؤشرات‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬

وفي‭ ‬قراءة‭ ‬لمؤشرات‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة،‭ ‬أظهر‭ ‬التقرير‭ ‬الأخير‭ ‬حول‭ ‬مؤشرات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬تفاوتاً‭ ‬كبيراً‭ ‬بين‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الأسرّة‭ ‬المتاحة‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭. ‬وأشار‭ ‬التقرير‭ ‬السنوي‭ ‬للمعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للإحصاء‭ ‬لعام‭ ‬2017‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معدل‭ ‬الأسرّة‭ ‬لكل‭ ‬1000‭ ‬ساكن‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬بلغ‭ ‬1.8‭ ‬سرير،‭ ‬وهو‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬المعدل‭ ‬العالمي‭ ‬البالغ‭ ‬2.7‭ ‬سرير‭. ‬وقد‭ ‬تمركزت‭ ‬غالبية‭ ‬الأسرّة‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬تونس‭ ‬الكبرى‭ ‬بنسبة‭ %‬28،‭ ‬تليها‭ ‬الولايات‭ ‬الساحلية‭ ‬وصفاقس‭ ‬بنسبة‭ %‬25‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬شهدت‭ ‬مناطق‭ ‬الوسط‭ ‬والجنوب‭ ‬الغربي‭ ‬أقل‭ ‬معدلات‭ ‬التوزيع‭. ‬ورغم‭ ‬بعض‭ ‬التحسن،‭ ‬يبقى‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬ضعيفاً،‭ ‬حيث‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬الأسرّة‭ ‬بنسبة‭ ‬2.3%‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬24‭ ‬سنة،‭ ‬بينما‭ ‬زاد‭ ‬عدد‭ ‬مراكز‭ ‬رعاية‭ ‬الصحة‭ ‬الأساسية‭ ‬من‭ ‬1730‭ ‬مركز‭ ‬في‭ ‬1994‭ ‬إلى‭ ‬2168‭ ‬مركز‭ ‬في‭ ‬2018‭.‬

وخلال‭ ‬ملتقى‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬حول‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬الذي‭ ‬إلتأم‭ ‬في‭ ‬فيفري‭ ‬2024،‭ ‬أكدت‭ ‬سحر‭ ‬مشماش،‭ ‬مديرة‭ ‬سياسات‭ ‬عامة‭ ‬بمركز‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬غذاهم‭ ‬للعدالة‭ ‬الجبائية،‭ ‬أن‭ ‬ضعف‭ ‬استثمار‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬مؤشرات‭ ‬الصحة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬المعدل‭ ‬العالمي‭. ‬

ووفقًا‭ ‬لتقرير‭ ‬أولي‭ ‬لمنظمة‭ ‬اأوكسفامب،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ميزانية‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬تمثل‭ ‬فقط‭ %‬6.5‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬تلزم‭ ‬بتخصيص‭ %‬15‭ ‬لقطاع‭ ‬الصحة‭. ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬ضعف‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وقلة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬1.3‭ ‬طبيب‭ ‬لكل‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬مواطن،‭ ‬مقابل‭ ‬حاجة‭ ‬المجتمع‭ ‬إلى‭ ‬2.5‭ ‬طبيب‭ ‬حسب‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭. ‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

لأول مرة غرفتان تشريعيتان تناقشان التوجهات الاقتصادية والمالية للدولة ..وقانون المالية بين مجلسين..!

أودعت رئاسة الجمهورية مشروع قانون المالية لسنة 2025 الى كل من مجلس نواب الشعب والمجلس الوط…