الحلول السهلة لا تنفع دائما: بوشنيبة وبن حميدة يورّطان البنزرتي
جاءت المباراة الثالثة ضمن التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا لتكشف العيوب االعديدةب والواضحة التي يعاني منها المنتخب الوطني منذ تولي فوزي البنزرتي مهمة الإشراف على انسور قرطاجب، فبعد الفوز بشق الأنفس في المباراة الأولى للتصفيات ضد المنتخب الملغاشي بهدف متأخر للغاية بتوقيع الفرجاني ساسي والذي تبعه فوز ثان خارج الديار على حساب المنتخب الغامبي دون أن يقدم منتخبا حينها أداء مميزا للغاية، حصل المكروه في المقابلة الثالثة ضد منتخب جزر القمر في مواجهة كان في البداية يعتقد أنها ستكون سهلة وفي المتناول من أجل حصد الانتصار الثالث على التوالي والذي يقّرب المنتخب الوطني أكثر ما يمكن للتأهل المبكر إلى النهائيات.
بيد أن ما حصل في هذه المواجهة كان مخالفا للتوقعات بعد سقوط مدوّ ومفاجئ للغاية ضد منتخب يعتبر من المنتخبات المغمورة في القارة السمراء، لكنه كان بالتوازي مع ذلك امتدادا لمسلسل الأداء المهزوز وغير المقنع للمنتخب الوطني منذ فترة وخاصة منذ تولي البنزرتي مهمة قيادة المنتخب، ليدفع بذلك غاليا ثمن بعض الخيارات الخاطئة وخاصة في ما يتعلق بقائمة المدعوين للمشاركة في هذه المقابلات.
أداء دون المطلوب
في هذا السياق يمكن القول إن من بين أكثر المعطيات التي جعلت البعض ينتقد الخيارات الأخيرة للإطار الفني هو توجيه الدعوة للظهيرين رائد بوشنية ومحمد بن حميدة لتعزيز صفوف المنتخب الوطني قبل هذه المواجهة المزدوجة ضد منتخب جزر القمر، والسبب في هذه الانتقادات أن اللاعبين لا يمرّان بفترة زاهية ومستواهما في بداية الموسم مع فريقهما الترجي الرياضي لكن رغم ذلك أصّر الإطار الفني على دعوتهما ضمن قائمة المنتخب الوطني ثم إشراكهما ضمن التشكيلة الأساسية في مباراة أول أمس، ومما لا شك فيه فإن هذا الثنائي لم ينجح في تكذيب التوقعات والتكهنات بما أنهما لم يقدرا على تقديم الإضافة المطلوبة ولم ينجحا في مساعدة المنتخب الوطني على الخروج بنتيجة إيجابية، فبن حميدة حاول الاجتهاد ومساندة الخط الأمامي وتوفرت له فرصة تسجيل هدف لكن سوء الحظ منعه من ذلك، غير أنه في المقابل لم يبرز بالشكل المطلوب كما أن يتحمل جانبا من المسؤولية في عملية الهدف الذي سجله المنافس الذي استغل غياب التغطية من قبل بن حميدة في الرواق الأيسر ليتمكن من مباغتة منتخبنا وحسم المواجهة لفائدته، وإجمالا لم يكن بن حميدة مؤهلا لتقديم الإضافة اللازمة للخط الأمامي والدليل على ذلك أن المنتخب لم يقدر على فك شفرة دفاع المنتخب المنافس.
وما ينطبق على بن حميدة يصحّ أيضا على بوشنيبة الذي لم تكن مشاركته الأولى أساسيا مع المنتخب الوطني موفقة بل إنه مرّ بجانب الحدث ولم يستطع بالمرة أن يقدّم مردودا مقنعا أو مؤثرا في هذا اللقاء سواء من الناحية الدفاعية أو الهجومية، وكان من بين اللاعبين الذين فشلوا في تقديم أية إضافة ملموسة بما أنه لم يقدر على توفير حلول مجدية على مستوى تنويع العمليات الهجومية ضد منتخب اعتمد بالأساس على تعبئة دفاعه بشكل مكثف، والثابت في هذا الإطار أن غضب البنزرتي على اللاعب مباشرة بعد نهاية المقابلة يفسّر عدم اقتناعه بالمرة بما قدّمه بوشنيبة في هذا اللقاء، ويثبت كذلك أن خيار التعويل على هذين الظهيرين لم يكن بالمرة الخيار الأنسب.
في مرمى النيران
إجمالا لم يقدّم المنتخب الوطني الأداء الذي يتماشى مع عراقته وقوته مقارنة بمنافسه، وهذا الأمر يمكن تفسيره بفشل خيارات المدرب فوزي البنزرتي الذي لم يحسن الكاستينغ وبدا وكأنه بحث عن الحلول السهلة، ومن هنا يمكن التأكيد على أن تمسكه بالتعويل على لاعبين لا يحظيان بدعم كبير من قبل أنصار فريقهما بسبب تذبذب أدائهما كان قرارا ساهم في حصول المكروه في المقابلة الأخيرة، وفي هذا السياق كان من الأجدى البحث عن حلول أخرى سواء في البطولة الوطنية أو خارجها، وبعد أن كان المنتخب يعج باللاعبين المميزين الذين يتنافسون في ما بينهم على اللعب ضمن التشكيلة الأساسية في مركزي الظهيرين على غرار أسامة الحدادي وحمزة المثلوثي ومحمد دراغر لم يقدر فوزي البنزرتي بمعية مساعديه في الوقت الراهن على إيجاد الثنائي الأنسب والأمثل للعب في الرواقين الأيمن والأيسر للدفاع، وهذا الأمر جعل الإطار الفني في مرمى النيران، بل إن كل الفرضيات تظل واردة في ما يتعلق بقدرته على الصمود والبقاء لأطول فترة ممكنة على رأس المنتخب الوطني خاصة وأن جبهة المعارضة لإشراف البنزرتي على المنتخب الوطني آخذة في الاتساع يوما بعد الآخر.
قبل مواجهة قوافل قفصة : بريمة والعطوي وقديدة يتنافسون على نيل ثقة الكنزاري
يخوض الملعب التونسي عشية الأحد مباراته ضد مضيفه قوافل قفصة بذكريات الموسم الماضي الذي شهد …