تونس وفيّة لشهدائها ولا تتهاون قيد أنملة في حق أولئك الذين خضبوا ترابها بدمائهم الزكية ذودا عن حياضها وبلادنا لا تتوانى عن تقديم كل الدعم والسند المادي والمعنوي لعائلاتهم. ويستوي هنا بالنسبة الى الدولة التونسية الشهداء من العسكريين أو المدنيين كلهم أبناء بررة لتونس تماما مثل المساواة بين شهداء الثورة وجرحاها وكذلك الذين استشهدوا جراء عمليات إرهابية غادرة.

كل هذه المسائل مافتئ  رئيس الجمهورية يؤكد عليها فعلا وقولا في كل مناسبة ويذكّر بأهميتها.

وفي هذا الإطار يتنزل لقاء رئيس الجمهورية قيس سعيد بالسيد أحمد جعفر  رئيس  مؤسسة فداء للإحاطة بضحايا الاعتداءات الإرهابية من العسكريين وأعوان قوات الأمن الداخلي والديوانة وبأولي الحق من شهداء الثورة وجرحاها.

وكانت فحوى اللقاء هي تناول  مشروع تنقيح المرسوم الذي أنشئت بمقتضاه مؤسسة فداء وذلك بغية مزيد من دعم وتعزيز هذه المنشأة ومراجعة جملة من الأحكام حتى تحقق مراميها والأهداف التي تأسست من أجلها على الوجه الأفضل والأكمل.

وقد كان هذا اللقاء مناسبة ليؤكد رئيس الجمهورية قيس سعيد مرة أخرى أن هذه المؤسسة التي تحمل اسم فداء هي تجسيد واضح للإرادة السياسية الراعية لكل من ذاد عن حياض الوطن وهي أيضا انعكاس للتوجه  العام للدولة التونسية التي لا تنسى ابدا ضحايا الاعتداءات الإرهابية كما انها لم تنس كذلك أولي الحق من شهداء الثورة وضحاياها. وهي رسالة مهمة لكل الذين يضحّون بالغالي والنفيس من اجل تونس بأن جهدهم محمود وان الدولة ممتنة لهم وحافظة لحقوقهم في كل الحالات وفي كل الظروف.

كما ان هذا الاهتمام يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان عموم التونسيين والتونسيات سيظلّون أوفياء لكل الجرحى والشهداء الذين سقطوا فداء للوطن في كل المراحل التاريخية والمحطات المفصلية تماما مثلما تحتفظ الذاكرة الجماعية بكل معاني الإكبار لكل من ضرّج بدمائه الطاهرة أرض هذا الوطن.

ومعلوم أن مؤسسة فداء أنشئت بمقتضى مرسوم عدد 22 لسنة 2022 المؤرخ في 9 أفريل 2022 وكان المقصد النبيل من وراء تأسيسها هو الإحاطة الشاملة بضحايا الاعتداءات الإرهابية من العسكريين والأمنيين وكذلك رعاية أولي الحق من شهداء الثورة وجرحاها.

ولعله من المهم هنا التذكير بأن بلادنا قدمت نخبة من بواسل قواتنا المسلحة الأمنية والعسكرية في حربنا ضد الإرهاب، تلك المعركة التي انطلقت بشكل واضح  منذ سقوط اول شهيد من الحرس الوطني الملازم أول انيس الجلاصي في 10 ديسمبر 2012 والذي استشهد في جبل الشعانبي ورغم ان هناك عملية غادرة سبقتها في الروحية راح ضحيتها العميد الطاهر العياري في ماي 2011.

ولكن علينا الإقرار بأن المعركة انطلقت في بدايتها من طرف القوات الأمنية والعسكرية فقط لأن الإرادة السياسية كانت متخاذلة في مرحلة حكم الترويكا بل إن وجود حزب ذي خلفية دينية كان من العوامل التي ساعدت بشكل مباشر على تنامي ظاهرة التطرف العنيف في بلادنا وجعلت طيور الظلام يتجرؤون على الدولة ويقومون بهجمات عنيفة في أكثر من مرة كانت أعنفها تلك التي شهدتها سفوح  جبل الشعانبي وسمامة ومغيلة والتي راح ضحيتها بواسل القوات المسلحة من العسكريين والأمنيين بالإضافة الى العملية التي استهدفت الأمن الرئاسي في شارع محمد الخامس. هذا دون أن ننسى عمليات باردو وسوسة التي استهدفت السياح الأجانب وكانت ضربة قاصمة لصورة تونس واقتصادها.

و لا يتسع المجال هنا لنتوقف بالتفصيل عند كل الهجمات الإرهابية التي عاشتها تونس، ولكن الانتصار كان حليفنا ضد خفافيش الظلام بمجرد ان تغيرت المعادلات وأصبحت هناك إرادة سياسية للقضاء على الجيوب الإرهابية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

قضية هنشيرالشعّال وانطلاق المحاسبة: نحو تدمير نهائي لشبكات الفساد..

يبدو أن تونس ماضية قدما في محاربة الفساد وفي فتح ملفات أعتى المفسدين وهو السبيل الوحيد لإع…