اثر حادث انقلاب شاحنة ثقيلة على سيارة خفيفة أدت إلى وفاة أم وإصابة ابنتها : دق ناقوس الخطر وضرورة التعامل بجدية مع خطورة الشاحنات الثقيلة في الطرقات
شهدت تونس مساء الأربعاء المنقضي حادثا مروريا مروعا في المدينة الجديدة من ولاية بن عروس، حيث انقلبت شاحنة ثقيلة لنقل الخرسانة الإسمنتية على سيارة خفيفة، ما أسفر عن وفاة امرأة في الثلاثينات من عمرها وإصابة ابنتها التي تبلغ من العمر 9 سنوات بجروح خطيرة. ويعيد هذا الحادث إلى الواجهة قضية حوادث المرور التي تتسبب فيها الشاحنات الثقيلة التي أصبحت تشكل خطرا كبيرا على سلامة السائقين والمارة على حد سواء.
وتعد الشاحنات الثقيلة من بين أهم الأسباب التي تقف وراء العديد من حوادث المرور المأساوية التي يتم تسجيلها. ورغم أهمية هذه الشاحنات في تأمين نقل المواد والبضائع الضرورية للاقتصاد الوطني إلا أنها تشكل تهديدا حقيقيا على الطرقات وخاصة عندما يتعلق الأمر بالسرعة المفرطة وعدم احترام الحمولة القصوى وغياب الصيانة الدورية. وتصديقا لهذا تسببت شاحنة ثقيلة محملة بالخرسانة في وفاة ام بطريقة بشعة اثر انقلاب الشاحنة ووقوع الخرسانة على السيارة الخفيفة التي كانت تقودها سيدة تصطحب معها ابنتها التي أصيبت إصابة خطيرة بدورها وهي الآن في حالة حرجة وهوما يبرز خطورة عدم الالتزام بقواعد السلامة الخاصة بالشاحنات.
ويمكن إرجاع حوادث الشاحنات الثقيلة إلى عدة عوامل رئيسية أولها الحمولة الزائدة التي تعتبر احد أكبر التحديات التي تواجه قطاع الشاحنات الثقيلة. كما أن العديد من السائقين والشركات يتجاوزون الحد الأقصى المسموح به للحمولة ما يؤدي إلى زيادة الضغط على عجلات الشاحنة ورفع احتمالية فقدان السيطرة عليها كما حدث في حادثة المدينة الجديدة. وهذه المخالفات غالبًا ما تؤدي إلى انقلابات قاتلة أو حوادث أليمة .
كما يعد تعب وإرهاق سائقي الشاحنات الثقيلة الذين غالبا ما يعملون لساعات طويلة دون التمتع بفترات راحة كافية من أبرز الأسباب. فالقيادة في حالة إرهاق تؤثر على قدرة السائق على التركيز والاستجابة السريعة للطوارئ.
إضافة إلى ذلك يعتبر غياب الصيانة الدورية الدقيقة للشاحنات الثقيلة التي تحتاج إلى صيانة دورية لضمان سلامتها على الطرقات سببا أساسيا فتعطل الفرامل أو مشاكل الإطارات من بين الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى وقوع الحوادث.
ولا ننسى السرعة المفرطة، فرغم أن الشاحنات الثقيلة تحتاج إلى التحرك بسرعات معتدلة لضمان سلامة القيادة، إلا أن بعض السائقين يتجاوزون السرعة المسموح بها ما يزيد من احتمالات فقدان السيطرة عليها في عديد الأحيان ، ولا يمكن التغافل ايضا على حالة البنية التحتية حيث يزداد الأمر سوءا خلال أوقات الذروة ، إذ نلاحظ تنقل الشاحنات في تلك الفترات ما يعطل حركة المرور اكثر ويتسبب في حوادث مرورية.
كما يعد غياب التكوين المناسب للسائقين على التعامل مع شاحنات ضخمة مثل تلك المخصصة لنقل الخرسانة أمرا بالغ الأهمية. فغالبا ما يفتقر بعض السائقين إلى التكوين أو التدريب اللازم للتعامل مع مثل هذه الآليات الكبيرة ما يؤدي إلى حوادث خطيرة.
وللحد من هذه الحوادث القاتلة يجب اتخاذ مجموعة من التدابير العاجلة مثلا من خلال تعزيز الرقابة على الحمولة إذ من الضروري تطبيق قوانين صارمة تتعلق بوزن الشاحنات وضمان عدم تجاوزها الحمولة القصوى المسموح بها، فتفعيل نقاط مراقبة ثابتة ومتحركة يمكن أن يحد من هذه الظاهرة.
يجب توعية سائقي الشاحنات بأهمية الالتزام بالسرعة المحددة والاهتمام بصيانة الشاحنات بانتظام. وقد تساهم حملات التوعية المستمرة في رفع مستوى الوعي حول المخاطر التي يمكن أن تنجم عن التهاون في الالتزام بالقوانين.
كما يجب تطبيق غرامات مالية كبيرة على الشركات التي تتجاهل صيانة شاحناتها أو تتجاوز الحد الأقصى للحمولة. وهذا من شأنه أن يردع المخالفين ويشجع على الالتزام بالمعايير القانونية مع ضرورة تحسين البنية التحتية وتطويرها بما يساهم دون شك في تقليل الحوادث وتخصيص مسارات منفصلة للشاحنات في بعض المناطق المزدحمة وفي أوقات الذروة .
الحادث المروع الذي شهدته المدينة الجديدة نتيجة انقلاب شاحنة ثقيلة على سيارة خفيفة يمثل جرس إنذار جديد حول ضرورة التعامل بجدية مع مخاطر الشاحنات الثقيلة على الطرقات لتوفير بيئة أكثر أمانا لجميع مستخدمي الطرق .
ارتفاع أسعار مساكن «سنيت» : أزمة أضرّت بالطبقة المتوسطة
تشهد المساكن التي تعرضها الشركة الوطنية العقارية للبلاد التونسية « سنيت» تحوّلا كبيرا في ط…