منتصر الطالبي لـ”الصحافة اليوم” : هـدفـنـا تأمـين الـمرحـلة الانـتقالية بنــجاح

يعتبر منتصر الطالبي من أهم عناصر المنظومة الدفاعية لمنتخب تونس، ذلك أن اللاعب بات واحدا من الأسماء التي تعودت على اللعب في محور الدفاع ورسّمت نفسها من نجوم نسور قرطاج على امتداد السنوات الماضية. وبعد نزول لوريان الفرنسي إلى الدرجة الثانية ساد الاعتقاد أن الطالبي سيغيّر الأجواء ويخوض تجربة أوروبية جديدة لكن حصل ما لم يكن متوقعا وواصل الطالبي مع ناديه. «الصحافة اليوم» استغلت حضور الطالبي في التربص الحالي للمنتخب حيث أبرز أهمية المواجهتين ضد منتخب جزر القمر وعلاقته بالناخب الوطني الحالي فوزي البنزرتي وكواليس اللقاء بين الثنائي للمرة الأولى فضلا عن أسرار ما حدث في الميركاتو الصيفي وخياره البقاء مع لوريان فضلا عن عديد المحاور والمواضيع الأخرى التي تكتشفونها تباعا في الحوار التالي.

هل يمكن اعتبار مواجهتي جزر القمر بروفة حقيقية لمدى جاهزية المنتخب؟

بعيدا عن بعض الآراء الفنية التي تعتبر منتخب جزر القمر منافسا سهلا فإننا سنخوض المواجهتين بجدية كبيرة ونعتبر منافسنا صعبا وخصما شرسا، ذلك أنه يضم عديد الأسماء المميزة في صفوفه وقادر على صنع الفارق في أي لحظة وبالتالي فإنه لا مجال لاستسهال المنافس خصوصا وأننا نحتاج إلى سلسلة من الانتصارات المتتالية من أجل إعادة الثقة إلى المجموعة مجددا. منتخبنا في مرحلة انتقالية بأتم معنى الكلمة وعلى جميع المستويات وبالتالي فإنه من المهم الانتصار في كل المقابلات وعدم منح أي فرصة للمنافس من أجل الثقة في إمكاناته أو السيطرة علينا سواء في ملعب رادس أو في الكوت ديفوار. خيبة «الكان» الأخيرة بالكوت ديفوار مازالت في البال والطريف أننا سنعود مجددا إلى الأراضي التي عشنا فيها مرارة الانسحاب من الدور الأول وبالتالي من الضروري محاولة تحقيق الانتصار في كل المقابلات من أجل العودة إلى كأس أمم إفريقيا وتحقيق حصيلة أفضل مستقبلا بكل المقاييس.

  ماذا يعني أن المنتخب في مرحلة انتقالية؟

مثلما يعلم الجميع حصلت عديد التغييرات في محيط المنتخب التونسي بداية من الجامعة التي تغيّرت بالكامل، تعودنا في السابق لسنوات بوجود رئيس الجامعة السابق وديع الجريء ثم جاء الدور على نائبه واصف جليّل الذي غادر في الأشهر الماضية وصولا إلى الإطار الفني الجديد بقيادة المدرب فوزي البنزرتي الذي أعرفه ويعرفني منذ سنوات. تغيّرت عديد المعطيات في المنتخب أيضا على مستوى الرصيد البشري بوجود عناصر جديدة تعزز صفوف المجموعة للمرة الأولى حيث منحت الفرصة للأسماء التي خطفت الأنظار في البطولة المحلية وهو ما قد يعزز التنافس داخل المجموعة. نحاول العمل في هدوء بعيدا عن جميع هذه المتغيرات لكن هذا هو الواقع ونحن نتأقلم مع جميع المعطيات وهدفنا الوحيد والرئيسي هو تحقيق الانتصار واسعاد الشعب التونسي.

  ماهو دور كوادر المنتخب في هذه المرحلة؟

كنت أشرت في بداية الحديث أن المنتخب التونسي يعرف منذ فترة التحاق بعض العناصر الجديدة في كل تربص من خلال منح الفرصة للأسماء المتألقة في البطولة المحلية وبالتالي يبقى دور عناصر الخبرة أو كوادر المنتخب توفير المناخ المناسب لإدماج هذه العناصر وادخالها مباشرة في صلب الموضوع وأجواء المنتخب. رغم عديد المتغيرات إلا أن المنتخب يعيش دائما في تضامن كبير وأجواء عائلية ويبقى هذا العامل من أهم المعطيات التي تساهم دوما في عودة المنتخب والخروج من عنق الزجاجة في أصعب الفترات وأحلكها ونحن واثقون من العودة إلى القمة في أسرع وقت ممكن. يملك المنتخب مزيجا بين عناصر الخبرة والأسماء الشابة ونحن نعمل بشكل كبير لإيجاد التوليفة المثالية وفق تعليمات الإطار الفني والناخب الوطني فوزي البنزرتي.

  تجمعك علاقة خاصة بالبنزرتي أليس كذلك؟

دون شك فوزي البنزرتي مدرب يمثل علامة فارقة في مسيرتي الكروية حيث أعرفه ويعرفني منذ سنوات طويلة ولا يمكن أن أنسى أنه من أول المدربين الذي منحني الفرصة للظهور والبروز في الترجي الرياضي .. البنزرتي مدرب استثنائي بخصال وطباع خاصة للغاية وجميعنا يعلم هذا المعطى سواء العناصر المحلية أو كذلك جميع من ينشط في البطولات الأوروبية. تعلمت الكثير من المدرب فوزي البنزرتي الذي يبقى من أهم الأسماء في تاريخ الكرة التونسية ورغم طباعه الحادة في بعض الأحيان إلا أنه رجل رائع بكل ما للكلمة من معنى حيث أنه بعيدا عن المستطيل الأخضر تجده في مقام الأب والأخ الأكبر ونحن في المنتخب سعداء بالتدرب تحت قيادته.

  توقع الجميع مغادرتك لوريان في الصائفة فماذا حصل؟

لا أريد البكاء على الأطلال لكن مغادرتي لوريان الفرنسي كانت في البداية من تحصيل الحاصل حيث وصلتني عديد العروض وتواصلت مع أكثر من فريق لكن دون الخوض في التفاصيل لم يحصل الاتفاق النهائي في الأمتار الأخيرة ووجدت نفسي مضطرا للبقاء مع فريقي. لو لاحظت أن عديد الأسماء الهامة في لوريان لم تغادر النادي رغم هبوطه إلى الدرجة الثانية الفرنسية وهناك رغبة كبيرة للعودة إلى «الليغ1» هذا الموسم ونحاول تحقيق الهدف المنشود. في الحقيقة لم يكن الأمر سهلا بخصوص تقبل الوضع الجديد خصوصا وأنني كنت قاب قوسين أو أكثر من المغادرة وخوض تجربة جديدة لأن الرغبة كانت موجودة بشدة منذ البداية لكنني لاعب محترف وأتأقلم مع جميع الوضعيات ويمكن القول أنني مدين للوريان في وقت سابق بعد أن منحني الفرصة للظهور والبروز وقد جاء دوري حاليا لإعادة الجميل لهذا النادي.

  تحصلت على الورقة الحمراء للمرة الأولى في مسيرتك فهل تعيش فترة فراغ؟

قلت لك أنه لم يكن من السهل تقبل الأمر الواقع في البداية وحاليا أنا في فترة اعادة كسب الثقة من جديد وأعتقد أن مستواي في نسق تصاعدي ومتأكد من العودة إلى الجاهزية الكاملة في أقرب وقت ممكن .. الإشكال ذهني بالأساس وعملت بجد في الفترة الماضية من أجل تجاوز جميع العراقيل والعودة إلى السكة الصحيحة وأعد جماهير المنتخب وكذلك لوريان بمشاهدة منتصر الطالبي الذي تعودت عليه الجماهير وأعتقد أنها قد تكون الورقة الحمراء الأولى والأخيرة في مشواري الكروي لأنه ليس من عاداتي الحصول على الانذارات أو الاقصاءات في السابق.