الخبير الأقتصادي محسن حسن لـ«الصحافة اليوم» : تونس قادرة على استعادة ترتيبها على رأس الدول الافريقية في مجال التنافسية وجاذبية مناخ الأعمال

يعتبر الاستثمار محركا من محركات الاقتصاد وقوة دافعة للنمو وتساهم عديد العوامل الأساسية في خلق بيئة استثمارية جاذبة تعمل على تعزيز الثقة لدى المستثمرين، لكن غيابها من شأنه أن تكون له نتائج سلبية تؤدي الى الركود الاقتصادي وعديد الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية. في هذا السياق صدر التقرير الأخير عن البنك الدولي حول مناخ الأعمال «الجاهزية لأنشطة الاعمال لسنة 2024». وبحسب الخبير الإقتصادي محسن حسن في حديثه لـ«الصحافة اليوم» فإن هذا التقرير حلّ محل تقرير «دوينغ بزنس» الذي كان يقوم لسنوات طويلة بدراسة مناخ الأعمال وترتيب الدول في هذا المجال،مضيفا أن هذا التقرير الحالي اختار في المرحلة الأولى دراسة 15بلدا افريقيا من بين 100دولة في العالم في مستوى الجوانب المتعلقة بمناخ الاعمال وإعطاء ترتيب لكل الجوانب القانونية وغيرها من الجوانب المتعلقة بتنافسية الدول. وأشار الخبير الى أن تونس غائبة عن هذه القائمة وعن هذا الترتيب، ما اعتبره أمرا مؤلما وفق تعبيره بالنظر الى أن تونس كانت لسنوات طويلة من أكثر الدول تنافسية.وعبّر عن قناعته في الوقت نفسه بأن ثوابت الاقتصاد التونسي سليمة وأن مناخ الأعمال التونسي جذاب ويتوفر على الاستقرار وعلى عديد الإيجابيات، كما أن  الاقتصاد الوطني يتوفر على ميزات تفاضلية كبرى. وقال أن الدول التي تصدرت الترتيب هي دول تتفوق على تونس في المجالات المتعلقة بمناخ الاعمال ورقمنة الادارة والجوانب القانونية وما يتعلق بالبنية التحتية والجوانب اللوجستية والفساد والرشوة وذلك وفق ما ورد في هذا التقرير حسب تعبيره.

وفي هذا الصدد دعا الخبير سلطة الإشراف وخاصة وزارة الاستثمار والتعاون الدولي الى أن يكون تحسين ترتيب تونس في مختلف التقييمات عملا يوميا، وأن تكون هناك لجان على مستوى الوزارة تعمل على تحسين ترتيب تونس في مختلف التقييمات المتعلقة بالاستثمار ومناخ الاعمال والتنافسية، وأن تتخذ هذه اللجنة إجراءات في مستوى تيسير الجوانب القانونية ورقمنة الادارة والجوانب اللوجستية والنقل البري والجوي والبحري، وفي مستوى تكوين اليد العاملة،وفي مستوى مكافحة الفساد والرشوة.. لافتا الى أن هذه العناصر هي المكونة لجاذبية مناخ الأعمال مع التشديد على أن تونس لديها من الميزات ما يمكنها من استعادة ترتيبها على رأس الدول الافريقية في مجال التنافسية وجاذبية مناخ الاعمال.

وفي حديثه عن مناخ الأعمال الحالي في تونس اعتبره الخبير صعبا في ظل إدارة متكلسة ونظام بنكي يلعب دورا سلبيا في مجال الأعمال وبنية تحتية بدأت تتآكل  ونسبة فائدة عالية على القروض لكنه ابرز أنه لا يمكن إنكار الوضع الاقتصادي الدولي الصعب ولدى شركائنا والذي لا يخفي وجود أزمة حقيقية تتجسد في تراجع الاستثمار. وفي علاقة بقانون مالية 2025 قال محسن حسن انه يجب أن يتضمن خطة للانعاش ولدفع الاستثمار وإجراءات لتحفيز الاستثمار، معتبرا ذلك أولوية مطلقة يجب أن تعمل عليها الحكومة بطريقة عاجلة.