2024-10-09

انتظارات الشعب بعد إعادة انتخاب قيس سعيد : أمل متجدّد في الاستقرار وخدمة تونس اجتماعياً واقتصادياً

بعد الإعلان الرسمي عن فوز الرئيس قيس سعيد بعهدة رئاسية ثانية بفارق كبير عن منافسيه، عاد نبض الشارع التونسي ليعبر عن تطلعات وآمال كبرى معلقة على هذه المرحلة الجديدة. شوارع المدن التي كانت تكتظ بالناخبين والمارة المتحمسين خلال يوم الانتخاب باتت الآن هادئة، لكن الترقب لم يهدأ، بل تحول إلى تساؤلات حول ما ستحمله السنوات المقبلة من تحديات وحلول.

«نأمل أن يواصل الرئيس قيس سعيد العمل على قضايا الناس، وأن يعيد لنا كرامتنا التي أرهقتها السنوات العجاف»، هكذا صرّحت أمينة، وهي موظفة، في تعليق يعكس مشاعر الخوف من تكرار خيبات الأمل. فالانتظارات الشعبية اليوم تتجاوز مجرد الفوز، بل ترتكز على الرغبة في تغيير مسار البلاد بشكل جذري.

الشارع التونسي، الذي عانى طويلاً من الأزمات الاقتصادية والسياسية، يترقب الآن قيادة سياسية قادرة على تحقيق وعود الإصلاح، خاصةً مع الأولويات الاجتماعية والاقتصادية التي انطلقت بالفعل في فترة سعيد الأولى عبر الإحاطة بالطبقات الفقيرة وتحسين ظروفهم من خلال المنح المالية وبرامج الرعاية الصحية.

الاقتصاد: عقدة الأزمة المستعصية

ما يزال الاقتصاد التونسي الملف الأبرز الذي يشغل أذهان المواطنين. عبد الرحمن، صاحب متجر صغير، يعبر بمرارة: «نحن ننتظر أن يضع الرئيس حلاً للأزمات الاقتصادية المتراكمة. الأسعار ترتفع والقدرة الشرائية تتدهور، ونريد إصلاحات جذرية ».

منذ الثورة، ظل الاقتصاد التونسي يرزح تحت وطأة الديون والمشاكل الهيكلية، ما يجعل هذا الملف أحد أكبر التحديات أمام الرئيس في فترته الثانية. الشعب التونسي، سواء من الشباب الباحث عن فرصة عمل أو المتقاعدون الذين تراجعت قدرتهم الشرائية، يريدون حلولاً ملموسة تعالج الأزمات من جذورها.

الشباب: بين الأمل والتردد

على الرغم من التردد، شارك الكثير من الشباب في العملية الانتخابية، بحثًا عن تغيير حقيقي. نور، طالبة جامعية، تقول: «لقد تعاقبت الحكومات والرؤساء، ولم يتغير شيء يذكر، لكننا نأمل أن تكون هذه الفترة مختلفة». بالنسبة للشباب، التغيير مرتبط بتوفير فرص عمل وتحقيق طموحاتهم في العيش الكريم، وهو ما يتوقعونه في العهدة الثانية للرئيس قيس سعيد .

أما في المناطق الداخلية، تطلعات السكان تتجاوز الاقتصاد والسياسة لتشمل تحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية، وهي تحديات تتطلب حلولاً سريعة وجذرية.

ومع انتهاء الانتخابات وإعلان النتائج، يبقى الأمل حاضراً رغم التحديات الكبيرة. ويتطلع الشعب التونسي إلى أن يكون الرئيس سعيد قائدا قادرا على تحقيق التوازن بين الطموحات والواقع الصعب، ويستجيب لتطلعاتهم في مواصلة خطواته نحوالقضاء على الفساد وقيادة البلاد نحو ازدهار حقيقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

فتح سوق الزيتون على الأبواب : المنتجون متخوّفون من الممارسات الاحتكارية للمصدّرين

ما من  حديث هذه الأيام في الوسط الفلاحي إلا ويتمحور عن الأسعار المنتظرة لبيع الزيتون قبيل …