عام من الحرب: غزة مقبرة الشهداء ومقبرة المبادئ الدولية
عام بالتمام والكمال على بداية الحرب في غزة كان الهجوم المباغت فجر ذلك اليوم الحدث الأبرز الذي هز كل دول العالم ودغدغ المشاعر العربية بأن التحرر والانتصار على كيان محتل طاغ ممكن.
عام مر منذ نفذت حماس هجومها على الكيان الذي لم يكن يتوقع وهو الدولة القوية أن يقدم أحدهم على مباغتته في عقر داره وأسر مواطنيه وسكانه وهي الدولة التي تمتلك جيشا لا يقهر وأجهزة استخبارات لا مثيل لها.
منذ ذلك اليوم كشر الاحتلال عن وجهه الاخر وأسقط عنه القناع الذي كان يضعه على امتداد عقود حين كان يدعي ان كل ما يفعله ليس الا دفاعا عن وجوده وأمن شعبه.
في 12 شهرا فقط قام الاحتلال بقتل أكثر من 42 ألف فلسطيني ودمر قطاعا بكامله وشرد أكثر من مليوني مدني وارتكب أفظع البشاعات وكأن شهيته فتحت للدم وللقتل والدمار هاهو اليوم يرتكب مجازره في لبنان ويقتل المدنيين والمسلحين على حد سواء فلا فرق لديه بين هذا وذاك.
وبين الحرب على غزة والحرب على لبنان كان الاحتلال لا يتوانى عن توجيه ضربات لسوريا التي نالت حظها أيضا من الوليمة الدموية.
يحدث كل ذلك والعالم يراقب العربدة الصهيونية التي لم توقفها لا قرارات محكمة العدل الدولية ولا كل الغضب الذي انفجر في أغلب عواصم العالم.
اليوم ونحن نقفل العام الأول للحرب على غزة والتي بتنا لا نعلم متى ستنتهي وكم من روح يجب ان تقتل من اجل اشباع شهية الكيان نجد انفسنا أمام الكثير من الأسئلة الملحة، أي جدوى للأمم المتحدة التي تعجز عن انصاف دولة ضعيفة وكف اذى دولة محتلة عنه بتعلة ان الفيتو يقف في وجه هكذا قرار ، وأي جدوى لكل المحاكم والهيئات الدولية إذا كانت قراراتها غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع وأي جدوى لاتفاقيات ومواثيق دولية اذا لم تكن الحصن الذي يحمي الإنسان وحقوقه مهما كانت جنسيته أو دينه، واي جدوى لأصوات الشعوب اذا كانت لا تسمع حكوماتها واي جدوى لهذا النظام العالمي المتغطرس القائم على مزيد استنزاف الشعوب الضعيفة لفائدة الدول القوية.
اليوم وبعد عام من حرب مدمرة يجب على العالم الاعتراف بنفاق الدول الغربية وفشل القانون الدولي بحماية حقوق الفلسطينيين واللبنانيين تحت وطأة السياسة والدعاية ليكون القطاع مقبرة للعديد من أهم مبادئ القانون الإنساني .
ألم يحن اليوم الموعد لمراجعة كل هذه المنظومة التي بان بالكاشف أن الغرب صنعها من أجل ترويجها وبيعها أوهاما للشعوب المستضعفة المتطلعة للتحرر لكنها في الحقيقة ليست إلاّ عناوينا مخاتلة لحقيقته الاستعمارية البشعة.
مع الأحداث : قمة المناخ بأذربيجان.. أي انتظارات في غياب كبار الملوثين؟
تحتضن أذربيجان قمة المناخ «كوب 29» من أجل بحث سياسات تحد من تأثير التغير المناخي خصوصا على…