يتوجّه التونسيون كما كان منتظرا اليوم الى مراكز الاقتراع ليختاروا من سيدير شؤون البلاد لمدة 5 سنوات قادمة وهذا بالنسبة الى الداخل أما الجالية التونسية بالخارج فقد باشرت عملية الانتخاب قبل ذلك.
وفي هذا اليوم الموعود من المهم ان يمارس كل مواطن تونسي حقه وواجبه في الآن ذاته وان يدلي بدلوه بشأن اختيار من سيحكم بلده وان يدرك أهمية هذا الفعل المواطني في التغيير لا ان يكتفي بالتذمر أحيانا والسخرية أحيانا أخرى على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وهي بالمناسبة الرياضة الوطنية رقم واحد.
ومن المفيد هنا التذكير بأنه لا مجال لأن يستهين المواطن بأهمية المشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي أو يتصور ان صوته غير مهم وربما لن يغير شيئا فبالتأكيد كل صوت مهم من اجل المشاركة في تغيير وجه تونس نحو الأفضل.
كما ان بعض المواطنين مع الأسف يقومون بتبخيس المشاركة في الشأن العام ويرونه من قبيل اللاجدوى ولهؤلاء نقول إنه عليكم ان تضعوا تونس أولا وقبل كل شيء في الحسبان وان تتعظوا من التجارب المقارنة وان تتأملوا ما يحدث هنا وهناك حولكم وتتدبروا أمركم بخصوصه.
وعلى المواطن التونسي المتمتع بكل حقوقه ان يبادر الى صندوق الاقتراع ليختار من يراه مناسبا لرئاسة البلاد محكّما لضميره الحرّ دون تأثر أو تأثير من الأصوات المتعالية هنا وهناك وان يدرك بعمق انه لا مجال لأي مساس بصوته باعتبار ان الانتخابات توفرت لها كل الظروف لتكون شفافة ليس وفق ما تدلي به الهيئة العليا فقط بل هذا رأي المعارضة أيضا وهو ما يحفّز كل تونسية و تونسي على ان يمارس هذا الحق الأصيل وأن لا يتوانى في التوجه اليوم الى مراكز الاقتراع ليعبر عن اختياره بكل حرية ومسؤولية.
وهنا سيكون مهما ان نتوقف ولو لثوان لندرك قيمة هذه الفرصة المتاحة من اجل ممارسة المواطنة الكاملة وهو أمر يتعذر على عديد المواطنين في بلدان شبيهة بنا ونتقاسم معها الكثير من الخصوصيات. فمكانة المواطن تتحدد أيضا من خلال مشاركته الفعالة في الشأن العام والتي تتضح في أبرز تجلياتها من خلال ممارسة الحق الانتخابي وادراكه العميق بكونه قادرا على تطوير أوضاع بلاده من خلال هذا الفعل المواطني.
والأكيد ان هذه الانتخابات تعتبر بمثابة حسم لكل الملفات المفتوحة وسيبرهن التونسيون من خلالها على حبهم وولائهم لتونس والتفافهم حولها من اجل غد افضل.
إذن يضرب التونسيون داخل البلاد اليوم موعدا مهما مع استحقاق كبير كان منتظرا منذ فترة عندما أعلنت الهيئة العليا المستقلة عن يوم 6 أكتوبر كتاريخ للانتخابات. وسبقتهم الى ذلك باقي الجالية التونسية في القارات الخمس.
ومهما يكن من أمر فإن تونس ماضية قدما نحو تطوير تجربتها السياسية بعد مراكمة عديد المحطات الانتخابية المهمة ورغم كل التعثر والصعوبات التي اعترضت مسار الانتقال الديمقراطي.
فمعلوم أن تونس اختارت النهج السلمي على امتداد تاريخها وأن التونسيين دأبوا على تدبير خلافاتهم بطرق ديمقراطية وان كل التغييرات التي حدثت كانت بمنأى عن العنف كما نراه في مجتمعات أخرى.
وهذه سمة من السمات الإيجابية في المجتمع التونسي والتي يفسرها بعض علماء الاجتماع بكونها تعود الى ميزة الانصهار التي طبعت مجتمعنا على امتداد تاريخ البلد على عكس المجتمعات التي تقود إلى ما يعرف اصطلاحا بالانشطار وهو الذي يقود إلى العجز عن تدبير تفاصيل العيش المشترك واللجوء الى العنف او التعويل على التدخل الأجنبي.
التشغيل في تونس : «أم المعارك» التي لا بدّ من خوضها
لا شك ان احد الرهانات المطروحة على تونس اليوم هو التشغيل بكل ما يعنيه هذا الملف من تعقيد …