اطلاق مشروع «المخبر الرقمي» بمركز التوثيق والارشيف للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري: نحو ارساء ادارة الكترونية حديثة

تعمل تونس على تسريع التحول الرقمي وهي عملية أضحت ضرورية لأي مؤسسة تسعى الى التكيف مع التغيرات العالمية والتقدم التكنولوجي ويأخذ التحول الرقمي خطوة جديدة مع إطلاق مشروع «المخبر الرقمي» وهو مشروع طموح يقوده الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري بالتعاون مع الكنفيدرالية الألمانية لتعليم الكبار في تونس ويرمز هذا المختبر الى إزالة الطابع المادي عن هياكله المركزية والجهوية والتزامه بتحديث خدماته من خلال الرقمنة.

ويجسّد مشروع «المخبر الرقمي» صلب مركز التوثيق والارشيف التابع للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري رغبة الديوان في التقدّم نحو الإدارة الإلكترونية والمواكبة للتكنولوجيا الحديثة في ظل الحاجة المتزايدة الى الادارة الالكترونية وذلك عبر الانخراط بشكل حاسم في التحول الرقمي لهياكله ورقمنة الرصيد الورقي المتوفر ومختلف المدعمات والوثائق والمعلومات العلمية والادارية المخزنة حاليا على الوسائط التناظرية مثل الورق لجعلها متاحة وقابلة لإعادة الاستخدام ضمن نظام ادارة المعلومات والوثائق الالكترونية. وتجدر الاشارة الى ان تأسيس المكتب الوطني للصحة الانجابية يعود الى سنة 1973وهو ملتزم بتقديم خدمات حديثة في مجال الصحة الانجابية والاسرة ومن خلال المخبر الرقمي يقوم المكتب الوطني للرقابة المالية برقمنة معلوماته وتحسين ادارة تدفق بياناته من خلال هياكله المركزية والجهوية.

وتتمثل أهداف هذا المخبر في انشاء نظام ارشفة الكتروني لحفظ واستغلال التراث الوثائقي والمعلوماتي للديوان والاستفادة منه وتحسين عملية اخذ القرار اذ ان الوصول الفوري الى البيانات الرقمية من شانه ان يبسط تبادل المعلومات ويعزز عملية اتخاذ القرار مما يجعل الهياكل المركزية والاقليمية أكثر استجابة ومرونة وتدعيم مركزية المعلومات والوثائق الخاصة بالديوان كما يهدف ارساء المخبر الرقمي الى تعزيز التعاون وتبادل المعرفة على المستويين المركزي والجهوي اذ سيعمل المخبر على تمكين التعاون بشكل أفضل بين الفرق مما يسهل تبادل المعرفة والحد من التفاوت في الوصول الى المعلومات بين المناطق وتقليص فجوات الوصول إلى مختلف الوثائق والمعلومات وتيسير عملية النفاذ إليها بشكل شامل وعادل خاصة وان تدفق الوثائق الرقمية سيكون متاحا في الوقت الفعلي لجميع موظفي المكتب الوطني للأسرة والعمران البشري عبر بوابة المعلومات مما يسهل تبادل البيانات وبالتالي سيمكن المرضى من استشارة خارج منطقتهم دون استرجاع ملفاتهم حيث سيمكن الاطباء من الوصول اليها.

وسيستفيد المخبر الرقمي صلب مركز التوثيق  والارشيف  والنشر من خبرة موارده البشرية في ادارة الوثائق التي تمتد على عشرين سنة وقد تم تجهيز المخبر بأجهزة متخصصة بما في ذلك الماسح الضوئي الاحترافي وأجهزة الكمبيوتر والطابعات المتخصصة ونظام تخزين أمن وستسمح هذه الادوات بمعالجة المستندات التناظرية بكفاءة وتحويلها الى صيغ رقمية جاهزة للدمج في نظام الادارة الالكترونية للديوان الوطني للأسرة والعمران البشري وتدعم الكنفيدرالية الالمانية لتعليم الكبار في تونس هذا المشروع من خلال توفير خبراتها ومساعدة الديوان في جهوده للتحول الرقمي وترنو هذه الشراكة الى التزام مشترك بتعزيز ادارة اكثر كفاءة وحداثة وقادرة على تلبية احتياجات مستخدميها مع تعزيز ادارة المعلومات بشكل اكثر فعالية.

وعلى اعتبار ان المخبر الرقمي لا يعد مجرد مبادرة رقمية وحسب وانما هو يجسد خطوة تونس نحو ادارة الكترونية حديثة ومتصلة ويمهد الطريق لإدارة أكثر ديناميكية قادرة على التكيف مع التحديات المستقبلية وتحسين الخدمات المقدمة للسكان تتضمن افاق مستقبلية منها الابتكار المستمر اذ سيركز المخبر بعد رقمنة المعلومات على تحليل البيانات الرقمية لتوليد رؤى ذات صلة وستمهد هذه المرحلة الطريق لدمج التقنيات المتقدمة على غرار الذكاء الاصطناعي مما يسمح بإدارة أفضل للوثائق والبيانات وهو ما سيؤدي الى تحسين الكفاءة التشغيلية وتقليل الوقت المستغرق في ادارة المعلومات.