2024-10-05

مشاركة تونس في القمة الفرنكوفونية بباريس: نحو ترسيخ العلاقات والبحث عن آفاق جديدة

تسعى تونس جاهدة منذ فترة إلى توسيع شراكاتها وترسيخ علاقاتها مع محيطها الإقليمي والدولي عبر المشاركة في المحافل السياسية والدبلوماسية الكبرى والعمل على إيجاد فرص تعاون حقيقي ومثمر مع الأشقاء والأصدقاء.

كل ذلك مع الحرص الشديد على الوفاء   للخط الدبلوماسي الذي انتهجته منذ الاستقلال إلى اليوم والذي يقوم على قاعدة احترام الشؤون الداخلية لكل البلدان واستحثاث إمكانات التعاون والانفتاح اقتصاديا وسياسيا وثقافيا.

وتعمل تونس من خلال تواجدها في كل التكتلات التي تنتمي إليها من أجل تمتين العلاقات والبحث عن الآفاق الجديدة والفرص المتاحة.

وفي هذا الإطار تتنزل مشاركة بلادنا في  المؤتمر التاسع عشر  للقمة الفرنكوفونية التي تنعقد  في قصر فيلار كوتري بباريس. إذ يشارك رئيس الحكومة كمال المدوري  مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج وذلك  بتكليف من رئيس الجمهورية قيس سعيد.

وبهذه المناسبة ستتولى تونس تسليم الرئاسة إلى فرنسا البلد المستضيف لهذه الدورة الجديدة. وقد جاء هذا في بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة.

فقد ترأست بلادنا هذه المنظمة بشكل دوري منذ أواخر 2022 وحتى اليوم.

ومعلوم أن تونس عملت على أن تكون عنصرا فاعلا في هذا التكتل ساعية إلى إيجاد حوار بنّاء وفعّال يقوم على المصارحة والمكاشفة في كل القضايا المطروحة  من أجل التأسيس لمستقبل أفضل يتسق مع تطلعات شعوب الفضاء الفرنكوفوني الذي يتميز بكونه فضاء ثقافيا وحضاريا بالأساس يقوم على الحوار  وتطارح الأفكار والرؤى قبل أن يكون مجالا جغرافيا بالمعنى التقليدي للمصطلح.

ومن المؤكد أن بلادنا حريصة كل الحرص على العمل (من خلال منظمة الفرنكوفونية  ومع أصدقائها المنتمين إلى هذا الفضاء) على ترسيخ قيم الحوار والانفتاح والتشاور وتمتين العلاقات وتعزيز التعاون البيني.

كما أن تونس واعية بأهمية التحديات المطروحة راهنا على الفضاء الفرنكوفوني في ظل تنامي الصراعات والتوترات على المستوى الدولي والأكيد أن منظمة الفرنكوفونية يمكن أن تلعب دورا مهما في هذا  الخصوص.

من   البديهي القول بأن الدول الفرنكوفونية  ومن بينها تونس تواجه تحديات بالجملة وذات أبعاد مختلفة ومتشابكة مع ما يحدث هنا او هناك في أماكن التوتر وبالتالي فإنه من الحتمي إيجاد حلول مبتكرة ومتسقة مع السياقات المفروضة حاليا.

ولاشك أن الفضاء الفرنكوفوني بما فيه من تنوع وتعدد وقدرة على استيعاب المتغيرات قادر على  مجابهة كل هذه التحديات المطروحة عليه من خلال العمل على صياغة مقاربات تراعي معايير التضامن والإخاء بين الشعوب وتسعى إلى توفير كل إمكانات بناء مستقبل أفضل وتجسير الفجوة بين الجميع.   

وهنا من المهم التذكير بالقمة  الثامنة عشر  للفرنكوفونية التي احتضنتها جزيرة الأحلام جربة يومي 19 و20  نوفمبر 2022  والتي شاركت فيها مجموعة من القادة والنخب الفاعلة في الفضاء الفرنكوفوني وكان شعارها «التواصل في إطار التنوع : التكنولوجيا كرافد للتنمية والتضامن في الفضاء الفرنكوفوني». وقد أشرف رئيس الجمهورية قيس سعيد عليها وألقى كلمة بالمناسبة أشاد فيها وقتها بالقادة والوفود المشاركة وبالجهود التي بذلت من أجل إنجاحها على كافة المستويات.

وقد أسفرت وقتها عن مجموعة من القرارات المهمة والوثائق الأساسية التي تهدف إلى تطوير هذه المنظمة ومن أبرزها إعلان جربة والإطار الاستراتيجي للفرنكوفونية للفترة الممتدة ما بين 2023 و2030 وقرار حول «الأزمات الراهنة وسبل تجاوزها وبناء السلام في الفضاء الفرنكوفوني» بالإضافة إلى إعلان حول اللغة الفرنسية في إطار التنوع اللغوي وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مرفق القضاء حجر الأساس في بناء الدولة ومؤسساتها  : ..والعدل أساس العمران..

هل نحتاج الى استحضار مقولة علاّمتنا الكبير عبد الرحمان بن خلدون: «العدل أساس العمران»  للت…