في نقاط الضغط المروري بمداخل العاصمة : تفشي ظاهرة «خطف الهواتف» وإزعاج مستعملي الطريق
تزايدت في الآونة الأخيرة، ظاهرة السرقة والبراكاجات (الاعتداءات المسلحة أو السرقة بالإكراه) في نقاط الضغط المروري بتونس العاصمة وباتت أحد أبرز المواضيع التي تشغل الرأي العام.
هذه الظاهرة تزايدت بشكل ملحوظ نتيجة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية، مهددة الأمن الشخصي ومثيرة مخاوف متزايدة بين مستعملي الطريق وتحديدا في مداخل العاصمة وخاصة المدخل الجنوبي الذي يعرف أشغالا على مستوى منطقة حي النور ببن عروس.
وتعد نقاط الاختناق المروري مثل تقاطع الطرق والجسور والأنفاق، بيئة خصبة لعمليات السرقة، حيث يُصبح السائقون عالقين وغير قادرين على الهروب أو الدفاع عن أنفسهم وهو ما اظهرته مقاطع فيديو يتم نشرها لعمليات سرقة بالقوة دون رد فعل من المتضرر.
أصبحت سرقة الهواتف الجوالة في الطرقات التونسية ظاهرة مقلقة خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع تزايد الاعتماد على الهواتف في الحياة اليومية. وباتت هذه الجرائم تُرتكب في وضح النهار وفي أماكن مزدحمة، ما زاد من حالة القلق لدى المواطنين. فالازدحام المروري ونقاط الضغط بالطرقات الرئيسية جعلت بعض المجرمين يستغلون هذا الوضع للتسلل بين السيارات أو المناطق المزدحمة، لتنفيذ عمليات السرقة دون إمكانية هروب الضحايا. إذ من بين أكثر الطرق شيوعًا لسرقة الجوالات، يستغل السارق سرعة الدراجات النارية لخطف الهاتف من يد الضحية ثم الهروب بسرعة. وفي بعض الحالات، يقوم السارق بتهديد الضحية بالسلاح الأبيض لإجباره على تسليم هاتفه.
وبالرغم من المجهودات التي تبذلها قوات الأمن، إلا أن غياب الدوريات الأمنية المستمرة في بعض المناطق يُعتبر عاملاً مسهّلاً لوقوع هذه الجرائم وانتشارها سيما في اوقات الذروة الصباحية والمسائية. كما أن التكنولوجيا وتكتيكات الجريمة اليوم تجعل من المجرمين يعتمدون على وسائل متطورة للتواصل وتحديد الأهداف، مما جعلهم أكثر سرعة وفعالية في تنفيذ العمليات لمّا يكون السائق أو مرافقوه بصدد استعمال الهاتف الجوال أثناء توقف السيارة في الضغط المروري.
وبقطع النظر عن الآثار النفسية التي تلحق بالضحايا، غالبًا ما يعانون من صدمات نفسية تؤثر على حياتهم اليومية وعلاقتهم بالفضاء العام، حيث يُصبحون أكثر حذرًا أو حتى تجنبًا للخروج في أوقات معينة إلا أن زيادة تفشي هذه الظاهرة تؤثر على حركة المرور والتجارة، خاصة في المناطق التجارية الكبرى التي قد يتجنبها الزبائن خوفًا من الاعتداءات.
وفيما تعمل وزارة الداخلية على تعزيز دورياتها الأمنية خاصة في أوقات الذروة المرورية، مع تكثيف الحملات التوعوية بضرورة الحذر، كما أن هناك دعوات متزايدة من المجتمع المدني لتعزيز المراقبة بالفيديو في المناطق الحساسة، إلا أن هذه الظاهرة تنتشر في مناطق ونقاط بعيدة عن الدوريات الأمنية في معظمها. وبالتالي فإن معالجة مشاكل المرور وتحسين التخطيط العمراني يمكن أن يقلل من الازدحام ويمنع خلق بيئات مناسبة للجرائم. علاوة على أن الحد من هذه الظاهرة يتطلب جهودًا مشتركة بين الدولة والمجتمع المدني، مع التركيز على حلول شاملة تتجاوز التدابير الأمنية التقليدية.
مشروع الانتقال الطاقي بالمؤسسات العمومية : توجّه لاستدامة الموارد الطاقية وتخفيف الأعباء المالية
تواصل بلادنا تنفيذ مشروع «الانتقال الطاقي في المؤسسات العمومية» الذي سيشمل 22 وزارة، وتهدف…