2024-10-04

كبار السن بين ذاكرة التاريخ والرعاية الإنسانية

نظمت مؤسسة كبار السن بمنزل بورقيبة فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لكبار السن. وقد جاءت التظاهرة لتسلط الأضواء على العلاقة الوثيقة بين الذاكرة التاريخية والرعاية المجتمعية لهذه الفئة التي لطالما كانت جزءا أصيلا من المجتمع التونسي.

وقد احتوى هذا الاحتفال على العديد من التظاهرات والفقرات من أبرزها مداخلة هامة للعميد المتقاعد من البحرية التونسية توفيق عياد بعنوان ” نبش في الذاكرة حول معركة بنزرت سنة 1961″. وقد استعرض العميد توفيق عياد من خلالها تفاصيل المعركة التاريخية التي شهدتها مدينة بنزرت مما ولد حوارا تفاعليا بين الحاضرين خاصة من كبار السن والمناضلين الذين عايشوا تلك الحقبة المهمة من تاريخ تونس. هذا الحوار كان بمثابة فرصة لتجديد الروابط بين الأجيال وتذكير المجتمع بالتضحيات التي قدمها السابقون في سبيل الاستقلال.

كما قدمت السيدة درصاف المكني رئيسة مصلحة كبار السن مداخلة أخرى تناولت من خلالها استراتيجيات الوزارة في رعاية كبار السن مشيرة إلى البرامج الموجهة لتحسين أوضاعهم النفسية والصحية. من ثم التركيز على توفير حياة كريمة لهذه الفئة من خلال مبادرات متكاملة تضمن لهم الاندماج الاجتماعي والدعم المستمر.

زيارة لكبار السن

كما احتوى هذا اليوم الاحتفالي  زيارة معايدة للمسنين المقيمين بالمؤسسة حيث تم الاطلاع عن قرب على أحوالهم النفسية والصحية وتوزيع الهدايا المقدمة من عدة جمعيات مدنية على غرار جمعية “يسر للأيتام و فاقدي السند”، “جمعية أوفياء البحرية”، “جمعية مرايا للثقافة والإعلام”، و”جمعية التضامن الاجتماعي والإنساني”.

هذه المبادرة الإنسانية كانت تجسيدا حقيقيا للحس التضامني الذي يميز المجتمع التونسي حيث اجتمعت جهود الجميع لتقديم الدعم والرعاية لهذه الفئة المستضعفة.

هذا ومن المنتظر أن تتواصل فعاليات هذه التظاهرة حتى يوم 16 أكتوبر الجاري  حيث سيتم تنظيم قافلة صحية موجهة لكبار السن المودعين لدى العائلات وذلك  بدعم من الإدارة الجهوية للصحة ببنزرت. هذه القافلة تهدف بالأساس إلى تعزيز الرعاية الصحية الموجهة للمسنين في مختلف أنحاء الجهة، وذلك في إطار توجه شامل

نحو تحسين جودة الحياة لكبار السن  وذلك بالتعاون مع المندوبية الجهوية للصحة ببنزرت

هذا الحدث الاحتفالي جمع بين الاحتفال بالتاريخ والرعاية الاجتماعية وهو ما يعكس اهتمام المجتمع التونسي بماضيه وحاضره من خلال استذكار معركة بنزرت الذي لا يعد فقط تكريما للتاريخ بل أيضا تذكيرا بأهمية التواصل بين الأجيال و من جهة أخرى يعكس الحدث أيضا الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة والجمعيات المدنية في رعاية المسنين وخاصة  التأكيد على أن الكرامة والرعاية يجب أن تكونا حقا أساسيا للجميع.

هذه الاحتفالية جاءت في وقتها لتعبر عن التزام المجتمع التونسي بالتضامن والرعاية وتبرز مدى الاهتمام الموجه لكبار السن من قبل الجهات الرسمية والمدنية. إنها تظاهرة احتفالية  تعكس الوفاء للتاريخ والحاضر معا وتقدم نموذجا يحتذى به في دعم الفئات المستضعفة وإحياء الذاكرة الوطنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

لضخ دماء جديدة : الحواشي والمشرقي مرشحان للعب منذ البداية

حرص المدرب سامي القفصي في فترة التوقف على إيلاء  الجانب الهجومي الأهمية اللازمة في ظل المع…