تصاعد نسق الإصابات بسرطان الثدي في تونس الكشف المبكّر هو أوّل الحلول
شهر أكتوبر من كل عام هو شهر يعنى بالتوعية والتحسيس بمرض سرطان الثدي، ويعرف بأكتوبر الوردي، حيث تُنظم في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك تونس، حملات تحسيسية تهدف إلى نشر الوعي بمرض سرطان الثدي وأهمية الكشف عنه بشكل مبكر ، ما يساهم بشكل كبير في زيادة نسبة الشفاء.
ويعد هذا الشهر فرصة لتسليط الضوء على واقع هذا المرض في تونس وأهمية الوقاية لتجنب قدر الإمكان الإصابة به وضرورة تحسين الرعاية الصحية المقدمة للمرضى. يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى من حيث عدد الإصابات بالسرطان لدى النساء في تونس وفي العالم وهو أكثر السرطانات انتشارا في صفوف النساء ويؤكد الدكتور خالد الرحال رئيس قسم الجراحة واللجنة الطبية بمستشفى صالح عزيز سابقا ان عدد الإصابات بسرطان الثدي في تونس يشهد نسقا تصاعديا وحسب آخر الإحصائيات، تسجل اكثر من 3000 حالة إصابة جديدة بسرطان الثدي سنويا، ما يجعل هذا النوع من السرطان يمثل حوالي 30 بالمائة من حالات السرطان التي تصيب النساء . ويؤكد المختصون أن نسبة الشفاء قد تتجاوز 90 بالمائة اذا تم اكتشاف المرض في مرحلته الأولى، مما يجعل الكشف المبكر أمرا هاما في تحسين فرص العلاج والشفاء.
ورغم الحملات التحسيسية التي تكثف خاصة خلال هذا الشهر إلا ان نسبة كبيرة من النساء في تونس تصل إلى المؤسسات الصحية في مراحل متقدمة من المرض، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على نجاعة العلاج المقدم . ويعود هذا التأخر إلى محدودية الوعي لدى بعض النساء اضافة إلى صعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية في القطاع العمومي، الذي يعاني من عديد التحديات . ويتضمن الكشف المبكر التحسيس بسرطان الثدي وتشجيع النساء على القيام بالفحص الذاتي شهريا وزيارة الطبيب لإجراء الفحص الدوري.
ويعد الفحص الشعاعي للثدي، الطريقة الأكثر فعالية للكشف المبكر عن التغيرات التي قد تشير إلى وجود سرطان، ويُوصى به بشكل خاص للنساء اللاتي تتجاوز أعمارهن الأربعين سنة وتشمل حملات أكتوبر الوردي في تونس العديد من الأنشطة مثل ورشات العمل وبعض القوافل الصحية وتوفير فحوصات مجانية في بعض المؤسسات الصحية مما يساعد على اكتشاف الحالات مبكرا والوعي بأهمية الفحص الدوري.
طرق الوقاية والعلاج
تتعدد طرق الوقاية من سرطان الثدي، ومن بين الطرق يؤكد الأطباء على تغيير نمط الحياة لتقليل عوامل الخطر المرتبطة بالمرض، ومن أهم هذه العوامل المحافظة على نظام غذائي صحي ومتوازن و ممارسة الرياضة بانتظام والامتناع عن التدخين. كما يُوصي الأطباء بضرورة مراجعة التاريخ العائلي للإصابة بسرطان الثدي، حيث إن النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة يُعتبرن أكثر عرضة للمرض.
اما العلاج فيعتمد بشكل كبير على المرحلة التي يُكتشف فيها السرطان. وتتنوع العلاجات المتوفرة بين الجراحة لاستئصال الورم والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والعلاج الهرموني.
وتتوفر في تونس هذه العلاجات في المستشفيات والمراكز المتخصصة، غير أن الوضع الصحي الحالي يواجه تحديات كبيرة تؤثر على تقديم الرعاية المثلى للمرضى ويتسبب في بلوغ المرض لدى عدد كبير منهن إلى مستويات متقدمة ، من ذلك طول فترة الانتظار لإجراء الفحوصات الضرورية مثل التصوير الإشعاعي للثدي أو الحصول على موعد للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي… هذا الواقع يدفع العديد من المرضى إلى تأجيل العلاج أو الانقطاع عنه، مما يؤثر سلبًا على فرص الشفاء.
رئيس الجمهورية يدعو إلى إزالة العقبات القانونية : بارقة أمل إذا تُرجمت إلى إجراءات عملية..!
في لقائه برئيس الحكومة كمال المدّوري ، دعا رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى ضرورة ازالة كل العق…