2024-10-02

الهجوم الجديد على الكيان الصهيوني هل قررت طهران أخيرا نزع قفازاتها؟

لمدة أشهر طويلة حاولت إيران أن تتجنب الدخول في حرب ضد الكيان الصهوني رغم كل محاولات جرها لذلك، فهل ستفعلها هذه المرة أم أن قصفها قبل ساعات في هجوم مباغت لمناطق مختلفة من الأراضي المحتلة هو تغيير جذري في سياستها وإعلان عن مرحلة جديدة يدخلها الصراع في المنطقة.

نطرح هذا السؤال ونحن نتابع كل التطورات التي عاشتها المنطقة طيلة نحو سنة منذ أحداث السابع من أكتوبر الماضي التي بدأت بعملية مباغتة لحماس مرورا بضرب سفارة طهران في دمشق واغتيال هنية في قلب طهران ثم اغتيال حسن نصر الله والتهديد باجتياح لبنان بريا.

كان الكل ينتظر الرد الإيراني الذي كان مجرد رشقات من الصواريخ وجهت لتل ابيب في افريل الماضي ردا على قصف السفارة في دمشق وكان الكل يتساءل بعد الإعلان عن مقتل هنية ثم خصوصا حسن نصر الله ومعه عباس بلفورشان في عملية الضاحية الجنوبية ببيروت هل ستصمت ايران هذه المرة وتفضل عدم السقوط في الفخ الذي تريدها دولة الاحتلال ان تقع فيه أم أنها ستذهب مباشرة للمواجهة.

تزداد الضغوطات على ايران التي باتت تتهم بانها غير قادرة على حماية وكلائها في المنطقة ممن تدفع شعوبهم ثمن ولائهم لها دما ومع تقدم الأشهر وتحقيق الكيان لانتصارات جديدة تجد طهران نفسها في الواجهة وفي مواجهة تيار يدعو للرد ويرى ان السكوت على ما يفعله الكيان يعني ان ايران ستفيق يوما ما والكيان الصهيوني في عقر بيتها.

لكن ايران التي تعاني من ازمة اقتصادية خانقة بفعل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ عشرات السنوات تضع صلب عينيها أيضا ملف المفاوضات حول الملف النووي الذي يعتبر مسالة حياة او موت بالنسبة إليها ولهذا فانها تجد نفسها مكبلة ما بين الدخول في مواجهة مع الكيان ومن ورائه الولايات المتحدة وبالتالي الضرب بكل امال انهاء صفحة النووي عرض الحائط وما بين المرونة في التعامل مع كل الضغط المفروض عليها وكل محاولات جرها لحرب قد لا تكون فيها موازيين القوى متوازنة وقد تنتهي بخسارة كبيرة لها.

بين هذا وذاك تجد السلطات في إيران نفسها مجبرة على اتخاذ القرار الأصعب بالنسبة إليها ويبقى أن نتابع تداعيات هجوم الساعات الأخيرة وما سيليه من خطوات فهل هو اعلان لدخول طهران للحرب بشكل مباشر لأول مرة منذ نهاية حربها ضد العراق ام انه مجرد محاولة لإرضاء الأصدقاء أكثر منها لتخويف الأعداء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مع الأحداث : لماذا أعطى بايدن الضوء الأخضر لكييف لاستعمال الأسلحة الأمريكية؟

يحبس العالم أنفاسه وهو يتابع التطورات الأخيرة في أوكرانيا حيث ظهرت أسلحة تستعمل لأول مرة و…