موسم الزيتون على الأبواب : الذهب السائل بين التوسّع في الأسواق العالمية ورهانات الاستدامة

تشير توقعات المختصين في الشأن الفلاحي إلى أن التقديرات الأولية لانتاج زيت الزيتون خلال موسم 2025-2024 ستكون في حدود 300 ألف طن وتراجع محتمل للإنتاج العالمي بنحو 8 % أي قرابة 2.41 مليون طن بسبب الظروف المناخية.

تونس اليوم تحتل المرتبة الثانية عالميًا في تصدير زيت الزيتون بعد الاتحاد الأوروبي. وتساهم زراعة الزيتون بحوالي 15 الى20 % من إجمالي الإنتاج الزراعي في تونس. كما أن أكثر من مليون تونسي يعتمدون بشكل مباشر أو غير مباشر على هذا القطاع.

وخلال المواسم الأخيرة، شهدت تونس عدة نجاحات على صعيد إنتاج وتصدير زيت الزيتون، منها الارتفاع في كمية الإنتاج  خلال مواسم استثنائية من حيث كميات الزيتون المنتجة، رغم الظروف المناخية الصعبة والتحسينات في أساليب الريّ . كما شهد قطاع إنتاج زيت الزيتون طفرة نوعية في اعتماد التكنولوجيا الحديثة على مستوى عصر الزيتون والتخزين والتغليف، مما أدى إلى تحسين جودة المنتج وزيادة الطلب عليه في الأسواق العالمية.

وواصلت تونس تعزيز مكانتها في الأسواق الدولية، حيث ارتفعت صادرات زيت الزيتون إلى أسواق جديدة، مثل الصين وكندا واليابان ، مما ساهم في تقليل اعتماد تونس على الأسواق التقليدية الأوروبية .

في نفس القطاع ، واحدة من أبرز النجاحات التونسية هي التركيز على الزيتون البيولوجي أو العضوي. وهي تُعدُّ من بين أكبر منتجي زيت الزيتون البيولوجي في العالم، ما فتح آفاقًا جديدة للفلاحين والصناعيين على حد سواء .

غير أن الاشكال هنا يبقى متعلقا بتداعيات التغير المناخي، مما يؤثر بشكل مباشر على كمية ونوعية إنتاج الزيتون رغم الكميات المحققة . فالجفاف المتكرر وتراجع هطول الأمطار يقللان من كفاءة الإنتاج، وهو ما يستدعي البحث عن حلول مستدامة مثل استخدام تقنيات الري الحديثة وتطوير أصناف مقاومة للجفاف في العديد من الجهات  هذا إلى جانب القول بأنه رغم جودة زيت الزيتون التونسي، إلا أن العديد من المنتجين ما زالوا يواجهون صعوبة في التسويق الدولي بسبب المنافسة الشرسة، وخصوصًا من الدول الأوروبية التي تستفيد من دعم حكومي أكبر ولِمَ لا البحث عن أسواق ناشئة على غرار آسيا وأمريكا اللاتينية مع المحافظة على الأسواق التقليدية في التصدير.