2024-09-29

مع الأحداث: ..ما قبل نصر الله ليس كما بعده

قد يكون محور المقاومة فقد شخصية محورية باغتيال حسن نصر الله الذي تأكد يوم أمس بعد ساعات من حبس الانفاس والدعاء والتضرع بان الخبر الذي سارعت دولة الاحتلال لإعلانه ليل الجمعة غير صحيح، لكن الأكيد ان المنطقة بكلها فقدت رجلا لن يعوض وان ما قبل حسن نصر الله لن يكون كما بعده.

يلوم كثيرون على نصر الله انه حول لبنان الى بلد يحكمه حزب مسلح وانه تلاعب بمصير بلده فصار مصيره مرتبطا بمصيره بل ان حزبه صار اقوى من جيش لبنان وصار معه نصر الله الحاكم الفعلي للبلد الذي يقرر متى يصعّد ومتى يهدّئ ومتى يمضي في حرب مع الكيان الصهيوني ويختار توقيتها وكيفية البدء فيها.

لا يبدي كثير من اللبنانيين وغيرهم في المنطقة رضاهم على حسن نصر الله وخياراته وخصوصا على ولائه الاعمى للمرجعية الشيعية الإيرانية حتى انه في نظرهم حول لبنان الى محافظة إيرانية تأتمر بأوامر المرشد الأعلى ويقول هؤلاء ان مفهوم الدولة في وجود حسن نصر الله نسف فنصر الله هو الدولة والدولة هي نصر الله.

كثيرة هي الاتهامات التي كانت توجه لحسن نصر الله وأولها انه أحد أبرز معاول إيران في المنطقة والذي قد لا يتهاون في ان يقود بلدا بأكمله للتهلكة من أجل عيون المرشد الأعلى.

لكن نصر الله رغم كل ما قيل فيه وعليه سيظل في الذاكرة العربية الرجل الذي اذا تكلم أسمع صوته العالم الكل والرجل اذا أخبر عن كلمة منتظرة له ينتظر العالم كلمته.

سيظل نصر الله الزعيم الذي استطاع ان يجعل من جماعة صغيرة حزبا مسلحا قارع دولة الاحتلال ووقف في وجهها الند للند بل وحدث وان ألحق بها هزائم نكراء وهنا الأمثلة تحصى ولا تعد.

لقد كان نصر الله الرجل الذي اذا اطل نجح في رفع معنويات أنصاره وغير أنصاره وشحذ العزائم وأعطى الامل بأن الانتصار ممكن.

اليوم تنجح دولة الاحتلال في اغتيال نصر الله ومع اغتياله سيتغير وجه المنطقة فالرجل الذي ظفرت بمقتله ليس قائدا وأمينا عاديا لحزب يملك ترسانة عسكرية هامة فقوة وتأثير نصر الله يتعديان قدرات حزبه العسكرية الى تفكيره الاستراتيجي وقدرته على استشراف الأمور والتخطيط للرد وللرد على الرد.

برحيل نصر الله ومن معه من الصف الأول والثاني لقادة حزب الله ستخسر المقاومة اشد رجالها ممن لهم المعرفة والدربة والقدرة على التخطيط والتنفيذ وستكون يد الاحتلال الطولى في المنطقة بلا ذراع قادر على ردعها.

اليوم علينا ان نقر رغم كل عبارات ومحاولات رفع المعنويات من قبيل المقاومة فكرة والفكرة لا تموت ان المقاومة خسرت رجلا له ثقله وتأثيره.. رجل سيترك رحيله فراغا كبيرا في حزبه الذي قد يذهب للتفكك في غيابه.

الأكيد اليوم أن ما قبل نصر الله لن يكون كما بعده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

حتى لا تتحول لبنان إلى غزة جديدة..

بات احتمال نشوب حرب لبنان الثالثة أقرب من أي وقت مضى فكل الدلائل والوقائع التي جرت خلال ال…