2024-09-27

ضرورة وضع استراتيجية وخطط عمل واضحة  للحد من خطورته على التلاميذ: حين يصبح المحيط المدرسي  غير آمن …

لم تكن تعلم التلميذة ذات 13 ربيعا أن فرحتها بالانضمام إلى المدرسة الإعدادية ستنتهي بطريقة مأساوية حين أنهت عملية دهس عن طريق الخطإ حياتها وتجمدت أحلامها بين عجلات جرار فلاحي أمام المدرسة الإعدادية بعوسجة من ولاية بنزرت، وذلك أثناء عودتها إلى مقر إقامتها.

حادثة مأساوية  ومؤلمة سبقتها  حادثة اخرى لاتقل عنها ألما تمثلت في وفاة تلميذ بمدينة مقرين تعرض إلى الضرب والعنف من قبل مجهولين وغيرها من المخاطر التي باتت تعترض التلميذ في محيط المؤسسات التربوية، حيث لم تعد المؤسسات التربوية حاضنة العلم وحصن المعرفة في مأمن فقد بات محيطها حاضنا لجملة من المخاطر التي تتربص بالتلاميذ من خلال تواتر أحداث العنف التي ترتقي الى مستوى الجريمة في اغلب الحالات ناهيك عن تمدد اخطبوط ترويج المخدرات لينسج خيوطه بقلاع العلم والمعرفة والضحايا في تساقط يومي.

ويكون التلميذ في محيط المدرسة -وهو دون حماية- ضحية عمليات سرقة ونهب وتحرش و«براكاجات» من طرف منحرفين فيناله من ذلك أذى جسدي ونفسي  يؤثر سلبا على شغفه  للتعلم وقد يكون سببا في فشله الدراسي  وفي هذا الإطار قال رضا الزهروني رئيس الجمعية التونسية لأولياء التلاميذ في تصريح لـ«الصحافة اليوم» في متابعة للموضوع  ان العنف المدرسي يمثل إحدى الظواهر السلبية التي تشغل بال الرأي العام الوطني والعائلات التونسية مع مرّ السنوات وبصفة تحوّل تكاد تكون يومية وموضوع أصبح مصدر انزعاج وخوف خاصة عندما تبلغ الحالات المسجلة نسبة عالية من الخطورة يمكن تصنيفها ضمن الأعمال الإجرامية التي تستهدف سواء التلاميذ أو الإطارات التربوية وحتى التجهيزات المدرسية وحرمة المؤسسات التربوية.

واعتبر الزهروني أن المسؤولية جماعية ومشتركة بين سلطة الإشراف والأولياء والأمن ومكونات المجتمع المدني للحد من هذه الظواهر الخطيرة التي باتت تهدد الناشئة، وأوضح أن التنديد والاستنكار والحديث عن هذه الظواهر مهم لكنه لا يمثل العلاج حيث أكد على ضرورة وضع استراتيجية وخطط واضحة للقضاء على كل أشكال المخاطر التي تعترض التلاميذ في محيطهم المدرسي وقال إن إدارة المؤسسة التربوية مطالبة هي بدورها بتفادي الساعات الجوفاء عند إعداد جداول الأوقات مع العمل عند الضرورة على إبقاء التلاميذ داخل المؤسسات التربوية بقاعات مراجعة يتم تهيئتها للغرض.

ويرى أن ترك أبنائنا وبناتنا أمام المدرسة طوال ساعات متعددة يمثل في حد ذاته سلوكا غير مسؤول ومتناقضا مع المتطلبات الأمنية. فهو يعرض التلاميذ إلى عديد المخاطر سواء تلك المتأتية من المنحرفين او تلك الناتجة عن حوادث المرور.

وتابع أنه ومن جهة أخرى فإن إدارة المؤسسة التربوية مطالبة بتسييج المؤسسة ومنع الدخول على الغرباء من دون سبب وبمراقبة المحيط الخارجي للمدرسة وإعلام السلطات المعنية بكل الحالات المشبوهة، إضافة إلى ضرورة أن يعي الولي بأنه هو أيضا طرف فاعل ومسؤول عن حماية أبنائه وبناته من مثل هذه الحالات الخطيرة من حيث الأضرار التي يمكن ان تخلفها بدنيا ومعنويا من إرساء تقاليد حوار أساسها المسؤولية والثقة والصراحة مع أبنائه وبناته يتم من خلالها تناول كل المواضيع التي لها علاقة بالحياة عموما وبالمدرسة بالخصوص، وهو مطالب في هذا الإطار بالحرص على توعية أطفاله بتفادي الغرباء والابتعاد عنهم وبإعلام الأولياء أو الإطارات التربوية فوريا بكل التصرفات غير العادية كالتقرب والهدايا مهما كان مصدرها والتي يجب كذلك إشعار السلطات المعنية بها على الفور من طرف الأولياء أو من طرف المربين.

إن ما يجري في محيط المدرسة يعتبر عموما من حوادث الطريق العام وبالتالي لا دخل للمدرسة فيه بينما يؤكد الواقع كما الدراسات الاجتماعية التربوية خطورة ما يجري في محيط المدرسة على سلوك الطفل، وتصرفاته، ونفسيته، وشخصيته.

كما أن كل ما يجري في محيط المدرسة وخارج أسوارها يتسلل إلى داخلها ويؤثر على الحياة المدرسية في الفضاء المدرسي وعلى العلاقات بين المتدخلين والفاعلين فيه. وحتى لا يكون التلميذ ضحية لتلك المخاطر في محيط المدرسة من المهم عدم التغافل عنها وإيجاد حلول لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

وزارة الصحة تتلقى شهريا حوالي 20 ملفا في شبهة أخطاء طبية : ملف يلفه الغموض…ودعوة الى تفعيل التشريعات لحفظ حق الضحية

تسجل تونس سنويا مئات الشكاوى المتّصلة بشبهة أخطاء طبية تتعلق بالأساس بتدخلات جراحية في اخت…