رئاسية2024 : استراتيجيات البرامج الانتخابية للمترشحين للرئاسة : بين الاستقرار السياسي والعدالة الاجتماعية واستقلالية الدولة

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 6 أكتوبر 2024، تكثفت الحملات الانتخابية للمترشحين الثلاثة: العياشي زمال، زهير المغزاوي وقيس سعيد.

وبينما تستمر الحملة الانتخابية حتى 4 أكتوبر المقبل، يواجه المرشحون تحديات منها ضعف تمويل الحملات، وتوقيت الانتخابات الذي يتزامن مع العودة المدرسية، مما قد يؤثر على نسب المشاركة.

وتشهد الانتخابات الرئاسية 2024 سياقًا سياسيًا واقتصاديًا معقدًا، ما يجعل تحليل البرامج الانتخابية أمرًا ضروريًا لفهم توجهات المرشحين والاختلافات بين برامجهم.

وخلال فترة الحملة الانتخابية للاستحقاق الرئاسي، يسعى المرشحون لاستمالة مختلف الفئات من الناخبين في العاصمة وداخل الجهات، وذلك من خلال التركيز على قضايا محورية مثل البطالة والفساد من اجل اقناع الناخبين بوجاهة برامجهم.

واقتصرت الحملة التي غاب عنها البعد التنافسي في ايامها الأولى، على أنشطة التواصل المباشر مع المواطنين في الفضاءات العامة وتعليق صور المرشحين وبياناتهم الانتخابية. بينما تنشط مظاهر الحملة في الفضاء الافتراضي، ومن المنتظر ان يتصاعد نسق الحملة في الأيام القادمة من خلال تنظيم تجمعات ومتابعة حصص التعبير المباشر والحوارات الخاصة في وسائل الإعلام العمومي.

وتقدم «الصحافة اليوم» قراءة في برامج المرشحين للاستحقاق الرئاسي ومحاورها.

حملة العياشي زمال: المصالحة الوطنية والاستقرار السياسي

انطلقت حملة المرشح العياشي زمال منذ بداية الحملة تحت شعار «الميثاق».

وتم اعلان البرنامج الانتخابي الذي يركز على تحقيق الازدهار الاقتصادي من خلال مصالحة وطنية شاملة، صياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة. كما يسعى إلى تركيز مؤسسات الدولة من خلال إنشاء محكمة دستورية وضمان استقرار المؤسسات الدستورية.

حملة زهير المغزاوي: «العدالة الاجتماعية والدولة الوطنية»

تحت شعار «تونس أخرى ممكنة» يدعو زهير المغزاوي إلى إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة. يركز برنامجه على العدالة الاجتماعية وحقوق التونسيين، ويهدف إلى بناء دولة قانون تحترم الحريات العامة وتقطع مع اقتصاد الريع. كما يدعو إلى العمل المشترك لتحقيق الشعارات الكبرى لمسار 25 جويلية 2021.

والملاحظ لبرنامج المرشح زهير المغزاوي يجد تقاطعا بين شعاراته وشعارات الرئيس الحالي.فرغم انتقاده لأداء الرئيس قيس سعيد، إلا أن العديد من شعاراته الإصلاحية تتقاطع مع تلك التي رفعها سعيد، ما قد يثير تساؤلات حول مدى تفرده في البرنامج.

المغزاوي يدعو إلى إصلاحات سياسية واقتصادية واسعة في فترة قصيرة، وهو ما قد يواجه صعوبة في التنفيذ، خاصة في ظل الواقع الاقتصادي الصعب لتونس.

حملة قيس سعيد: إعادة بناء المرافق العمومية والاقتصاد

انطلق المرشح قيس سعيد في التعريف ببرنامجه الانتخابي الذي يحمل عنوان «البناء والتشييد» ويركز على إصلاح المرافق العمومية مثل الصحة والتعليم والنقل والضمان الاجتماعي، بعد سنوات من التدهور. يعد سعيد بإعادة بناء الاقتصاد الوطني وتطهير المؤسسات العمومية، مع التعويل على الموارد الذاتية للبلاد لتحقيق الاستقلالية الاقتصادية.

وفي مجال التمويل يبقى الاعتماد على الموارد الذاتية احتمالا محدوداً دون استقطاب استثمارات خارجية، ما يثير التساؤلات حول كيفية تمويل المشاريع الكبرى.

واجمالا وفي عناوين برامج المرشحين الرئاسيين الثلاثة، نجد ان العياشي زمال يؤكد على تحقيق المصالحة الوطنية والاستقرار السياسي، ومن جانبه، يسعى زهير المغزاوي إلى تعزيز العدالة الاجتماعية وإجراء إصلاحات اقتصادية، إلا أن التحدي الأكبر أمامه يكمن في كيفية تنفيذ برنامجه. أما قيس سعيد، فهو يعوّل على استقلالية الدولة والاعتماد على الذات واطلاق «حرب تحرير»وطنية لتطهير البلاد من الفساد ومن المتآمرين عليها.