متجاوزا أرقام السنة المرجعية 2019  : القطاع السياحي يحقق عائدات بقيمة 5,1 مليار دينار

سجلت العائدات السياحية خلال الفترة الممتدة من جانفي 2024 والى غاية يوم 11 سبتمبر الجاري زيادة بنسبة 7,2 %  لتبلغ  قيمتها 5,1 مليار دينار مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية وذلك حسب مؤشرات البنك المركزي التونسي .

ويرى أهل الإختصاص أن تطور عائدات القطاع السياحي  يعكس نموه الملحوظ لا سيما بعد أزمة كوفيد 19 التي أثرت عليه بشكل كبير ، حيث عاد القطاع ليستعيد عافيته منذ أواخر سنة 2022 ليقلع من جديد خلال السنة الماضية ويحقق أرقاما مقبولة قاربت مؤشراته السنة المرجعية 2019 .

وقد شهد القطاع السياحي عودة الأسواق التقليدية على غرار فرنسا ، ألمانيا ، اسبانيا ، ايطاليا ، الولايات المتحدة الأمريكية ، الجزائر ، ليبيا وغيرها من الأسواق الأخرى.

ويعد تحسن الوضع الصحي العالمي وتراجع حدة جائحة كورونا وعودة حركة الطيران من أهم العوامل المؤدية الى تحسن القطاع السياحي. وتسعى مختلف الأطراف المتدخلة الى استعادة السوق الروسية التي تراجعت بسبب الحرب الأوكرانية ، حيث كانت هذه السوق تسجل قبل اندلاع الحرب وأزمة كوفيد أكثر من 6 مليون ليلة مقضاة . وبالتوازي مع ذلك تعكف وزارة السياحة على التوجه نحو الأسواق البعيدة مثل السوق الصينية وأسواق جنوب شرق اسيا على غرار السوق الأندونيسية باعتبار القدرة الانفاقية العالية لهذه الفئة من السياح .

الدعم الحكومي على الخط …

ولأن القطاع السياحي يعد من القطاعات الحيوية وقاطرة الاقتصاد الوطني فان الدولة لم تتوان عن دعم القطاع حيث قامت باطلاق العديد من المبادرات الترويجية في الداخل والخارج والتعريف بتونس كوجهة سياحية امنة ومتميزة بما تزخر به من موقع جغرافي متميز ومعالم أثرية وحضارية غنية عن التعريف ، اضافة الى شواطئها الخلابة . وعملت الحكومة منذ السنة الماضية على تحسين البنية التحتية بما في ذلك المطارات ، الفنادق والطرقات ، علاوة على التركيز على جودة الخدمات السياحية والاستقبال والنقل السياحي ، المحيط والايواء السياحي والمواقع الأثرية والتاريخية. كما تمت بلورة الرؤية الاستراتيجية المستقبلية للقطاع السياحي والتي تقوم على اعتبار القطاع السياحي كمحرك هام للتنمية في كامل أنحاء الجمهورية وذلك بحلول سنة 2035 . وتهدف هذه الاستراتيجية الى جعل الوجهة التونسية من بين أكثر الوجهات تنافسية واستدامة في العالم من خلال تنويع منتجاتها السياحية لتصبح وجهة سياحية نظيفة ومزدهرة تحافظ على التراث الثقافي والطبيعي للأجيال الحالية والمستقبلية بما يمكن من خلق فرص الاستثمار في القطاع وبالتالي توفير مواطن شغل .

تجدر الاشارة الى أن سلطة الاشراف تعمل على استقطاب 10 مليون سائح مع موفى السنة الحالية وبلوغ 30 مليون ليلة مقضاة بتونس هذا العام .