2024-09-24

حتى لا تتحول لبنان إلى غزة جديدة..

بات احتمال نشوب حرب لبنان الثالثة أقرب من أي وقت مضى فكل الدلائل والوقائع التي جرت خلال الأيام والساعات الأخيرة تشير إلى ذلك فلا رادع لعنجهية نتانياهو الذي يمضي في حروب الإبادة من أجل البقاء في كرسيه دون حسيب أو رقيب.

كان يوم الامس الأكثر دموية منذ الحرب الاهلية في لبنان وكان ضحايا الأسبوع الماضي منذ بداية تفجيرات «البيجر» مرورا بعملية الضاحية الجنوبية الجمعة الماضي وصولا إلى مئات ضربات الأمس في حدود نصف ضحايا حرب الـ2006.

وهدد نتنياهو بتكثيف واستمرار القتال لضمان أمن سكان الشمال، فيما أجرى وزير دفاعه يوآف غالانت جولة على قواعد سلاح الجو قال خلالها إن «(حزب الله) بدأ يشعر ببعض قدراتنا. سنستمر بتنفيذ العمليات إلى حين تحقيق الهدف، ما ننفذه من عمليات خطوات ضرورية لن نتوقف عنها حتى نصل إلى وضع نعيد فيه سكان الشمال إلى بيوتهم مع ضمان أمنهم. هذه هي مهمتنا، وسنستخدم كل ما يتطلبه تحقيقها».

لوقت غير بعيد كان الكل يراهن على أن دولة الاحتلال لن تحارب على أكثر من جبهة وهاهي اليوم تفعل ذلك.

ولوقت غير بعيد كان الكل يراهن على أنها ستصبح دولة معزولة ومنبوذة من المجتمع الدولي وهاهي اليوم دولة مارقة وفوق القانون.

ولوقت غير بعيد كان الكل يراهن على أن فظاعات الاحتلال ومشاهد القتل والتقتيل في غزة ستشعر العالم الغربي بالخجل وستعرّيه أمام مرآة الإنسانية وهاهو اليوم يقف أمامها مرتديا قناعا جديدا بلا خجل أو حياء.

لوقت غير بعيد كان الكل يؤكد أن نتانياهو سيخسر في النهاية معلنا استسلامه لضغوط الداخل وخصوصا لضغوط الخارج وهاهو اليوم يمضي في حرب جديدة قد لا تقل دموية عن حرب غزة.

لوقت غير بعيد كنا نراهن على أن لبنان لن يكون غزة جديدة ولكن هاهو اليوم يكاد يتحول إلى غزة جديدة.

ولوقت غير بعيد كنا نعتقد أن هذا العالم لا يحتمل ولا يقدر على رؤية المزيد من الدماء وهي تراق ولكن يبدو أن قدرته على ذلك فاقت كل توقعاتنا…

لقد سقطت كل الحسابات والقراءات لما قد تؤول إليه الأوضاع في المنطقة أمام عربدة الكيان الصهيوني الذي ما كان ليفعل ما فعله لولا التواطؤ الأمريكي الذي بدا جليا من خلال تصريحات المسؤولين الامريكيين الذين سارعوا ليؤكدوا من جديد أن بلدهم يقف إلى جانب هذا الكيان وسيرسل المزيد من القوات لدعمه.

مرة أخرى سيذكر التاريخ أن أمريكا كانت شريكا في مأساة إنسانية أخرى بصمتها على ما تقوم به دولة الاحتلال ودعمها لها ومرة أخرى سيذكر التاريخ أن الصمت الدولي على ما يفعله الاحتلال كان وراء مأساة إنسانية جديدة ستضاف لتاريخه الطويل من الفظاعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مع الأحداث : كيف يخرق نتانياهو قواعد الاشتباك من أجل الاستمرار في الكرسي؟

من المؤكد أن تفجيرات أجهزة الاتصالات لعناصر حزب الله كانت ضربة قاسية للحزب ولكل محور المقا…