2024-09-24

الاتحاد المنستيري والملعب التونسي يغادران السباق إفريقيا : تشابهت الأسباب.. والمصير واحد

لم تكن رحلتي كل من الاتحاد المنستيري والملعب التونسي إلى الجزائري موفقة، حيث انتهت أحلام الفريقين في المرور إلى دور مجموعات رابطة الأبطال وكأس «الكاف» ضد فريقين جزائريين رغم أن نتيجتي مباراتي الذهاب في رادس منحت أسبقية نسبية لممثلي الكرة التونسية الطامحين لبلوغ دور المجموعات لأول مرة في تاريخهما، غير أن عديد الأسباب وبعض التفاصيل والجزئيات البسيطة حكمت عليهما بالخروج بطريقة مشابهة تماما بل تكاد تكون طبقا للأصل، فالاتحاد المنستيري الذي واجه مولدية العاصمة كان يتحكم في مصيره إلى غاية ربع الساعة الأخيرة قبل أن تهتز شباك الحارس أحمد سليمان في مناسبتين، وهو ما حصل أيضا في مباراة الملعب التونسي ضد مضيفه اتحاد العاصمة بما أنه استأسد في الدفاع عن أسبقية الهدف الذي سجله في مقابلة الذهاب قبل أن ينحني في الدقائق الأخيرة من مباراة الإياب ويتلقى الحارس سامي هلال هدفين حكما على فريق باردو بمغادرة كأس «الكاف، أما نقطة الاشتراك الأكثر وضوحا في مصير الفريقين أن لاعبين يعتبران من أهم ركائز الاتحاد والملعب التونسي حكما عليهما الحظ بالمساهمة دون قصد في خروج فريقيهما، ذلك أن موزاس أوركوما وبلال الماجري سجلا هدفين عكسيين في توقيت صعب للغاية، كانا حاسمين لمنح بطاقتي العبور إلى الفريقين الجزائريين.. بالتوازي مع ذلك من المهم أيضا التأكيد على أن سوء الحظ لم يكن فقط السبب الوحيد في هذا الخروج المبكر بل ثمة عديد المعطيات التي حصلت خلال المواجهتين في الجزائر وأدّت في نهاية المطاف إلى نهاية مغامرة الفريقين التونسيين ضد قطبي العاصمة الجزائرية، وهي معطيات مرتبطة بثلاثة عوامل من بينها تعامل المدربين محمد الساحلي وماهر الكنزاري مع هاتين المواجهتين وكذلك الضغوطات الكبيرة التي حصلت قبل وأثناء المباراتين، فضلا عن عامل الخبرة والحنكة اللذين افتقدهما كلا من الاتحاد المنستيري والملعب التونسي في مثل هذه المواجهات الصعبة التي تفوق خلالها درجة الحماس والحساسية ما هو موجود في منافسات البطولة المحلية، وارتفاع درجة الحماس كان من البديهي أن يساهم في حصول ضغوطات غير مباشرة على طاقمي التحكيم بما أن بعض القرارات المصيرية كانت أيضا سببا قويا أدى إلى هذا الخروج المبكر والقاسي لكلا الفريقين.

الاتحاد المنستيري في مواجهة مولدية العاصمة: أجواء مشحونة وفقدان للتركيز

ما يمكن تأكيده بخصوص مباراة الاتحاد المنستيري في ضيافة بطل الجزائر خلال الموسم الماضي، أن هذه المواجهة عرفت أجواء مشحونة للغاية وظروفا صعبة كان من الصعب للغاية التعامل من قبل لاعبي الاتحاد وكذلك جماهير الفريق الذين تعرضوا للـ»هرسلة» قبل وأثناء المقابلة، وفي ظل حضور جماهيري كبير للغاية في ملعب علي عماّر الذي شهد احتضان أول مباراة رسمية، فإن لاعبي الاتحاد بقيادة مدربه محمد الساحلي حاولوا بشتى الطرق تأمين مناطقهم الخلفية وقطع الطريق أمام هجومات المنافس، ونجحوا في ذلك بامتياز خلال الشوط الأول، لكن في الفترة الثانية تراجع الأداء نسبيا، ويبدو أن اللاعبين تأثروا بحصول بعض التجاوزات أثناء فترة الاستراحة، ولعل هذا الأمر يمكن تفسيره بتراجع معدلات التركيز لدى اللاعبين الذين ارتكبوا بعض الأخطاء، قبل أن يحصل المنعرج الحاسم قبل دقائق قليلة من نهاية اللقاء بعد أن أعلن الحكم الجنوب إفريقي عن ضربة مخالفة ضد معز الحاج علي بدت قاسية للغاية وكانت مفتاح فوز الفريق الجزائري بعد أن وقع تنفيذها بإحكام لتتم مغالطة الحارس الشاب أحمد سليمان الذي قدّم في المجمل أداء مقنعا قبل أن يفشل في صدّ هذه المخالفة التي وقع تنفيذها ببراعة تامة، وفي الوقت الذي حاول خلاله زملاءه رد الفعل وتسجيل هدف التعامل، وقعت «الصدمة» بعد أن فشل أوركوما في تشتيت كرة نفذت من تماس ليغالط حارس مرماه ويعلن بذلك عن نهاية الحلم المنستيري في هذه المسابقة في مباراة مشحونة وصعبة للغاية فشل لم يقدم خلالها الفريق التونسي أداء هجوميا قويا بسبب خيارات الإطار الفني من ناحية وكذلك بسبب قلة خبرة اللاعبين بمثل هذه المقابلات وهو ما أدى إلى تأثرهم بالضغوطات القوية وعجزهم التام عن رد الفعل، وهذا الأمر تحدث عنه المدرب محمد الساحلي الذي أشار بعد اللقاء قائلا: صراحة لعبنا في ظروف صعبة للغاية وفي أجواء غير معتادة تماما، فضلا عن ذلك فقد كان أداء الحكم متواضعا وقراراته الحاسمة لم تكن موفقة، حاولنا أن نقدّم أفضل ما لدينا خاصة وأن اللاعبين كانوا في قمة جاهزيتهم البدنية والفنية لكن في مثل هذه الظروف كان من الصعب للغاية إن لم نقل من المستحيل تحقيق نتيجة إيجابية، إذ من غير المعقول أن يتعرض اللاعبون للتهديد والتخويف بين شوطي المباراة، لا يجب علينا أن نخجل من الهزيمة بل من المهم أن نتعلم من هذا الدرس ونعمل على تطوير أدائنا وتحسين قدراتنا والأهم من ذلك اكتساب الخبرة حتى نحسن التعامل مع مثل هذه المباريات في المستقبل».

الملعب التونسي في ضيافة اتحاد العاصمة: الانكماش الدفاعي لا ينفع دائما

بعد 24 ساعة فقط من خروج الاتحاد المنستيري ضد فريق جزائري كان الملعب التونسي في مواجهة فريق آخر من العاصمة في مباراة عرفت أيضا أجواء مشحونة خاصة بعد حملة التهييج والتجييش التي حصلت خلال الفترة الماضية ضد يوسوفا أومارو على وجه الخصوص، وفي مباراة كان من المتوقع بشدة أن تعرف ضغطا جزائريا رهيبا حرص الإطار الفني بقيادة ماهر الكنزاري على تأمين التغطية الدفاعية في المقام الأول وشّل كل تحركات مهاجمي الفريق المنافس ليصمد تبعا الملعب التونسي لأكثر من 70 دقيقة قبل أن يحصل المنعرج إثر الإعلان عن ركنية مشكوك في صحتها كان كافية لتغيير مسار المقابلة بما أن الفريق الجزائري بقيادة مدربه نبيل معلول الذي يملك خبرة كبيرة للغاية بمثل هذه المواعيد وسبق له التتويج بكأس رابطة الأبطال نجح في تسجيل هدفه الأول الذي أعاد المواجهة إلى نقطة البداية، ورغم التغييرات الهجومية التي قام بها الكنزاري بإقحام الصادق قديدة على وجه الخصوص إلا أن ذلك لم يكن كافيا بل إن سوء التركيز وانعدام الخبرة بمثل هذه المواعيد حكم على الملعب التونسي بقبول هدف عكسي ومباغت ناجم عن سوء التركيز وحمل توقيع المهاجم بلال الماجري الذي غالط حارس مرماه بطريقة غير متوقعة بالمرة، وما يمكن تأكيده في هذه السياق أن الملعب التونسي افتقد تماما لعامل الخبرة والتجربة نتيجة غيابه عن المشاركات القارية لسنوات عديدة، فضلا عن ذلك لا يمكن تجاهل التأثير غير المباشر لحكم المباراة الذي أطنب في الإعلان عن مخالفات ضد فريق باردو ولم يحتسب ضربة جزاء بدت واضحة بحق أماث انداو مباشرة بعد هدف الفريق الجزائري، والثابت حسب مجريات المواجهة الأخيرة أن الملعب التونسي دفع غاليا ثمن انكماشه الدفاعي وغياب الجرأة الهجومية وكذلك سوء الحظ وتراجع التركيز خلال الدقائق الحاسمة من المقابلة، وهو ما أيده المدرب ماهر الكنزاري الذي تحدث بعد المباراة قائلا: «لا ألوم اللاعبين بتاتا، حيث أنهم قاتلوا بكل ما يملكون من قوة من أجل المحافظة على أسبقية مقابلة الذهاب، ورغم كل الضغوط والعوامل الصعبة التي واجهوها إلا أنهم قدّموا في المجمل أداء مقنعا، لكن ما صنع الفارق في هذه المواجهة هو عامل الخبرة، حيث ثمة بعض التفاصيل والجزئيات البسيطة رجحت كفة المنافس ولو لعب أي فريق تونسي آخر لديه رصيد من التجربة والخبرة بالمباريات القارية لما فشل في تأمين تأهله، ولا يمكن أيضا تجاهل بعض القرارات التحكيمية التي كانت قاسية وغير صائبة وساهمت بدورها في حصول هذه الهزيمة التي يتوجب أن نتعامل معها بكثير من الواقعية ونعمل على إصلاح أخطائنا والتفكير بالمستقبل بتفاؤل وتطلع للأفضل».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بالتوازي مع عودة السلطاني : الجبالي مرشح لاستعادة مكانه في مواجهة باجة

بعد الاكتفاء بتعادلين على التوالي خلال الجولتين الأخيرتين، وهو ما جعله يتراجع إلى المركز ا…