وقفات احتجاجية وزيارات غير معلنة : الإخلالات ماتزال تلاحق مراكز التكوين المهني
كشفت الزيارات الميدانية الاخيرة التي أدّاها وزير التشغيل والتكوين المهني، رياض شوّد، يوم الخميس المنقضي بشكل غير معلن إلى كلّ من المركز القطاعي للتكوين في الأشغال العمومية بالمرناقية ومركز التكوين والتدريب المهني بوادي قريانة والمركز القطاعي للتكوين في الإكساء بمنوبة والى المبيتات والمطاعم وورشات التكوين الراجعة بالنظر لهذه المراكز عن وجود العديد من الاخلالات والنقائص التي طالما كانت محل وقفات احتجاجية متكررة من طرف الاعوان العاملين بمختلف الجهات منذ سنوات.
وجود هذه النقائص يؤكد أن منظومة التكوين المهني ما تزال في حاجة الى إصلاحات هيكلية جذرية لا ترقيعية تمكنها من تحقيق اهدافها لاسيما من حيث الترفيع في نسبة استقطاب الشباب الراغبين في التكوين وتعزيز فرص ادماجهم في سوق الشغل .
وقد أوصى الوزير باتخاذ كل الإجراءات المستوجبة بصفة عاجلة لتحسين ظروف الاعاشة والإقامة من الاكلة والمبيتات ودعم المراكز بالتجهيزات الضّرورية لتأمين التّكوين في كلّ الوحدات التكوينية المُدرجة بالبرنامج، كما أصغى إلى مشاغل وتطلعات المتكونين والمكونين والاطار الإداري والبيداغوجي بهذه المراكز.
وبحسب تقرير لجنة التربية والثقافة والطفولة والشباب فان نسب الانقطاع عن التكوين المهني العمومي بمراكز تكوين الناشطة بولاية منوبة وعددها 5، بين 20 و30 بالمائة بصفة متقاربة بين اغلبها، بما يمثل اشكالا حقيقيا وعائقا امام تقدم مسار التكوين كآلية للنفاذ الى سوق الشغل.ويعود هذا الانقطاع وفق التقرير الى نقص المبيتات بهذه المؤسسات حيث تتراوح نسبة التعبئة بين 50 و77 بالمائة، ويسجل المركز القطاعي للتكوين في الالكترونيك اعلى نسبة تعبئة جهويا، يليه المركز القطاعي للتكوين في الاشغال العمومية بالمرناقية.ولا تتوفر بالجهة سوى 440 سرير، فيما تبلغ طاقة استيعاب التكوين بها 3 الاف متكون.
وتتوزع امكانيات الاقامة للمتكونين بين مركز التكوين في الاشغال العمومية بالمرناقية بـ300 سرير، ومركز التكوين في الاكساء بمنوبة بـ100 سرير، ومبيت البطان بـ40 سريرا، في حين يفتقر مركز التكوين والتدريب المهني بواد قريانة، ومركز التكوين في الإلكترونيك بالدندان الى مبيتات تؤمن السكن للمتكونين من المناطق السكنية البعيدة بالجهة وبمختلف الجهات .
كما ارجعت نسبة الانقطاع، وفق ذات التقرير ، الى مشاكل في التنقل وغياب حافلات لنقل المتكونين من والى مؤسسات التكوين بالجهة، فضلا عن عدم معرفة طالبي التكوين بالاختصاصات، والذي يعود بدوره الى ضعف العملية التحسيسية بالمعاهد والمدارس الاعدادية.
ودعت اللجنة، الى ضرورة مراجعة توزيع الاختصاصات في الجهة، واحداث مسالك جديدة تتلاءم مع متطلبات سوق الشغل بالجهة مثل الطبخ والمرطبات، واقرار احداث جهوي خاص بالتكوين المهني، مقابل التخلي عن اعادة هيكلة مركز التكوين والتدريب المهني بوادي قريانة بحكم موقع عقاره الجغرافي المميز والحيوي.
وتشكو معظم المراكز بالجهة اشكاليات ما تزال متواصلة، وفق تأكيد اللجنة، تتعلق بنقص الموارد البشرية وضعف الموارد المالية، وتردي وضعية وحدة المبيت بالمرناقية، والتجهيزات وشبكات الكهرباء والماء الصالح للشراب، والنقص الحاد للمعدات بمركز وادي قريانة التي تتطلب التجديد والصيانة.
وتطبيقا لقرارات الهيئة الادارية القطاعية المنعقدة في 29 أوت المنقضي نفذ صباح يوم الأربعاء 18 سبتمبر 2024 أعوان مركزي التكوين والتدريب المهني بقبلي ودوز وأعوان مكتبي التشغيل والعمل المستقل وقفات احتجاجية تتضمن مطالب وطنية كمنحة المشقة بالنسبة للقيمين ونظام العمل بالنسبة للمكونين وتمكين العاملين من زي الشغل حيث اكد عبد الجليل بوعزة الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي للشغل المسؤول عن القطاع العام في تصريحات له خاصة بهذه الوقفة أن قطاع التكوين المهني بقبلي يعاني من عدم التزام الادارة العامة بتجهيز مركز التكوين المهني بقبلي الذي تمت اعادة بنائه باعتمادات تقدر 12 مليون دينار ولم يقع استئناف العمل به بسبب عدم تجهيز الورشات والمبيت مما اضطرهم للقبول ببعض الحلول الترقيعية التي مكنت من قبول اكثر من 30 متكونا في شعبة كهرباء البناء لكن لم يلتحق بهذه الشعبة الا 14 متكونا لعدم توفر المبيت ووسيلة نقل لنقلهم الى المطعم الجامعي للاعاشة.مبينا أيضا عدم التزام الادارة العامة للتكوين المهني بالاتفاقيات التي تم التوصل اليها في جلسة افريل 2024 و طالب بضرورة الاسراع بايجاد حلول سريعة لقطاع التكوين المهني خاصة في ظل تأجيل الجلسة التي كانت مبرمجة بمقر الولاية بحضور عدد من ممثلي الادارة العامة للتكوين المهني.
كذلك نفذ العاملون بمركز التكوين والتدريب المهني ببنزت مؤخرا وقفة احتجاجية على خلفية العديد من النقائص.
ورغم ما يُتيحه التعليم المهني من فرصة للمنقطعين عن الدراسة لتعلّم مهنة أوحرفة أوصنعة يدوية، ويساهم في الحدّ من تداعيات وسلبيات الانقطاع عن الدراسة والبطالة الا ان هذه المنظومة ماتزال تعاني من العديد من الاخلالات وما تزال فرص الالتحاق بالتكوين المهني شبه منعدمة في عدد من المناطق وخصوصاً في الأرياف إذ أن معظمها يتمركز في المدن، وهي من المفارقات الموجودة في المنظومة لا سيما وأن تلك المناطق تشهد النسبة الأكبر من المنقطعين عن الدراسة في مراحل مبكرة، لذلك يضطر غالبية الراغبين في الالتحاق بالتكوين المهني للتوجه إلى المدن.
أنجزها مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث «كوثر» : دراسة تكشف واقع العنف ضد ذوات الإعاقة السمعية والبصرية
في انتظار الورشة الختامية التي ستنتظم في إطار حملة الستة عشرا يوما نشاطا لمناهضة العنف ضد…