البنزرتي لَـم ولَـن يـَتغـيّـر : ولكن وجوده في المنتخب رفع عنه الحـــــــــــــصانة
لم يتغيّر المدرب الوطني فوزي البنزرتي، ولن يتغيّر مستقبلاً، هذه حقيقة يعرفها الجميع ويدركها كل من تعامل مع عميد المدربين التونسيين، فهو شخصية انفعالية يعيش المباريات بطريقة خاصة لم تنجح السنوات الطويلة والتجارب الصعبة والعديدة في أن تدفعه إلى أن يعيش المقابلات على الطريقة الأوروبية الهادئة فهو يبذل نشاطا على حافة الميدان لا يقلّ عن النشاط الذي يبذله اللاعبون طوال 90 دقيقة، هذا هو البنزرتي، كما كان أمس، ومازال اليوم، وسيبقى كذلك في المستقبل.
والحملة التي تواجه مدرب نسور قرطاج في الأيام الماضية، لا تبدو مبررة، وهذا لا يعني تبريرا لتصرفات «عميد المدربين»، ولكن الجميع يعلم أن البنزرتي يملك طريقة مختلفة عن الجميع، ويعيش المباريات بكل عواطفه ومشاعره، وهي تصرفات أصبحت علامة مميزة، و»ماركة» مسجلة باسمه رافقته في كل المحطات، بل إن جماهير بعض الأندية كانت تطالب بالتعاقد مع فوزي البنزرتي لأنه الوحيد القادر على فرض الانضباط بين اللاعبين ووضع حد لسيطرتهم على المسؤولين.
المنتخب دون حماية
مقابلة غامبيا لم تخرج عن سياق تصرفات البنزرتي السابقة، فهو يتحرك باستمرار على دكة الاحتياط ولا يهدأ طوال المقابلة، ولكن عدم حضور الجمهور، والتصوير التلفزي ورطا المدرب، باعتبار أن الجميع كان يسمع صياحه حيث تم وضع الميكروفون بجانب بنك احتياط المنتخب الوطني مثلما يحصل في كل المقابلات في العالم، ولهذا تفطن الجميع إلى ما يصدر عن البنزرتي طوال المقابلة من «كلمات» تجاه اللاعبين. وما فعله البنزرتي أو ردده طوال المقابلة الأخيرة مع المنتخب الوطني، سبق أن قام به في كل المقابلات السابقة مع الفرق التي دربها وبالتالي فالأمر ليس جديدا، ولكن الإشكال أن المنتخب لا جمهور له وبالتالي وجهت اتهامات قوية إلى البنزرتي دون أن يجد من يُدافع عنه مثلما يحصل عندما يكون مدرباً للفرق، فالبنزرتي خلال السنوات القليلة الماضية، درّب النادي الصفاقسي والترجي الرياضي والاتحاد المنستيري والنجم الساحلي والنادي الإفريقي، وعمل في ليبيا والجزائر والمغرب، وفي كل المحطات، كانت الانتقادات تهمّ أساسا النتائج أو أداء الفرق التي دربها، ولم يتعرض إلى انتقادات بخصوص تعامله مع اللاعبين، وحتى حين تتعالى بعض الأصوات التي تندد بالتصرفات التي يقوم بها، تكون هناك جبهة معارضة قوية تخفض من صدى هذه الأصوات. وطبعا فإن البنزرتي يبالغ في عديد المناسبات، وتصرفاته غير مقبولة بالمرة خاصة عندما يخرج عن السيطرة ويرد الفعل بطريقة غريبة في بعض المناسبات، ولحسن الحظ أن هذا الأمر لم يحصل مع المنتخب الوطني خلال أول مقابلتين في التجربة الرابعة.
تعامل أفضل
في الأثناء، ولئن لم ولن يتغير تصرف البنزرتي على حافة الميدان، فإن تصرفاته خارجه تغيرت كثيرا، من خلال نظرته إلى اللاعبين الذين ولدوا في أوروبا، حيث بات يثق أكثر في قدراتهم ولا يوجد مشكل في التواصل معهم بل إنه متفهم للعقلية التي تختلف نسبيا، ويرتبط بعلاقات قوية مع بعض العناصر وخاصة حمزة رفيع، ويبدو أن الجميع يعلم خصال البنزرتي وجهز نفسه لمعاملة قاسية، مثل عيسى العيدوني الذي تحدث صراحة عن علاقته بالمدرب الجديد، حيث كانت كل التوقعات تشير إلى أنه سيتصادم مع المدرب الوطني بما أن كل واحد منهما يملك شخصية قوية وقد يكون التعايش صعباً أو ستحصل الكثير من الأزمات ولكن هذا الأمر لم يحصل (إلى حدّ الان)، وهذا قد يفسر بكون عميد المدربين أدرك أخيرا أنه من الضروري أن يُحسن التعامل مع النجوم وأن التصعيد أو الحدة في التصرفات لن تقود إلى النجاحات وهذا التصادم من شأنه أن يدخل المنتخب في أزمة تربكه وتحد من فرص المدرب في النجاح.
وفي النهاية، فإنه من الضروري قبول البنزرتي كما هو، فلن يكون من السهل عليه أن يتغير حتى إن حاول القيام بذلك، فميزة هذا المدرب هو أنه يعيش المقابلات بكل مشاعره وبالتالي يحاول نقل روحه المعنوية العالية إلى اللاعبين من أجل الهدف الأساسي وهو النجاح في المهمة في تجربته الرابعة مع المنتخب الوطني.
المنتخب ودع 2024 بـ5 انتصارات وبـ4 مدربين : حـصــاد كـــارثـي بـفـشـل فـي أهـم الأهـــداف
سيدخل المنتخب الوطني، مثل كل المنتخبات في عطلة مطولة نسبيا والأمر يهم المنتخب الأول، الذي …