2024-09-17

البيانات الانتخابية للمترشحين للاستحقاق الرئاسي : بين تقاطع وتباين وتشابه..!

في إطار الحملة الانتخابية للاستحقاق الرئاسي ليوم 6 أكتوبر المقبل، يعرض المترشحون الثلاثة برامجهم الانتخابية. وقد تقاطعت هذه البرامج في عديد النقاط واقتصرت على عناوين كبرى دون الخوض في تفاصيل وطرق تحقيق هذه الوعود…

وقد اختار كل من المرشح قيس سعيد وزهير المغزاوي الإعلان عن حملتهما عبر نشر بيان انتخابي مقابل تنظيم فريق حملة العياشي زمال ندوة صحفية للإعلان عن البرنامج.

وتقدم «الصحافة اليوم» قراءة في البيانات الانتخابية للمترشحين الثلاثة للاستحقاق الرئاسي وهم على التوالي : قيس سعيد، زهير المغزاوي والعياشي الزمال.

البيان الانتخابي الأول للمترشّح للانتخابات الرئاسيّة قيس سعيّد:إعادة بناء الدولة واستعادة دورها الاجتماعي.

في بيانه الانتخابي الصادر الأحد عن فريق حملته الانتخابيةأكد المترشّح للانتخابات الرئاسيّة 2024 قيس سعيّد، أنّه لن يتردد في إعادة المرافق العمومية المتعلقة بالصحة والتعليم والنقل والضمان الاجتماعي وغيرها الى سالف اشعاعها، بعد أن تم ضربها على مدى عقود الواحدة تلو الأخرى بهدف الإجهاز الكامل عليها، معتبرا أنّه آن الأوان لبناء الاقتصاد الوطني وإعادة بناء المؤسسات العمومية بعد تطهيرها، ووضع تشريعات جديدة تستعيد بواسطتها الدولة دورها الاجتماعي.

وقال سعيّد،  «إنّ التحديات كثيرة والإصرار على تخطيها قوي، وإنّه لن يتم التراجع أبدا عن رفع تحدي تطهير البلاد، وإزالة كل العقبات مهما كان حجمها ومأتاها ومهما كان مرتكبوها».

وتابع قوله، إنّه من بين التحديات الماثلة الحق في الشغل بمقابل مجز وعادل، إلى جانب تحقيق الاستقرار في العمل والكفّ عن الإتجار بالحقوق الطبيعية لكل إنسان في حياة كريمة، مؤكّدا أنّه لن يتم القبول بأنصاف الحلول، وأنّه سيقع التعويل في المقام الأول على الإمكانيات الذاتية، لا سيما وأنّ البلاد تزخر بالخيرات وتعجّ بالثروات.

يتناول البيان أيضًا إجراءات 25 جويلية 2021 التي يصفها سعيّد بأنها كانت ضرورة للحفاظ على السلم الاجتماعي ومحاربة الفساد المستشري في البلاد. اذ يشير إلى التحديات التي واجهتها الدولة نتيجة ارتباط دوائر إجرامية داخلية بمثيلاتها في الخارج، ويعتبر أن هذه الإجراءات كانت خطوات حاسمة لإنقاذ البلاد، رغم التحديات والمخاطر التي واجهتها.

وفي البيان الانتخابي لقيس سعيّد، رؤية سياسية ترتكز على إعادة بناء الدولة واستعادة دورها الاجتماعي. اذ يعِد سعيّد بإعادة إشعاع المرافق العمومية مثل الصحة والتعليم والضمان الاجتماعي، التي يعتبرها قد تضررت على مدى عقود. ويرى أن الحل يكمن في بناء الاقتصاد الوطني وتطهير المؤسسات العمومية مع وضع تشريعات جديدة تعيد للدولة دورها في خدمة المواطنين. كما يؤكد على أهمية التعويل على الإمكانيات الذاتية للبلاد التي يرى أنها تزخر بالثروات.

وفي ما يخص الجانب الاقتصادي، يشدد سعيّد على الحق في العمل بمقابل عادل ويدعو إلى الاستفادة من الثروات المحلية لتحقيق التنمية الاقتصادية. ويرفض أنصاف الحلول في هذا الإطار، مؤكداً على ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية والاستقرار الاقتصادي.

على الصعيد الدولي، يعبر سعيّد عن موقف ثابت في دعم القضية الفلسطينية دون قيد أو شرط، ويستحضر بطولات القوات المسلحة التونسية في مواجهة التحديات الأمنية. كما يدعو الشعب إلى مواصلة النضال من أجل بناء مستقبل أفضل للبلاد، مؤكداً على أهمية اختيار القادة الذين يحملون رؤية للتحرير والبناء الوطني.

إجمالا، يحمل البيان خطابًا قوامه الحزم والإصرار على مواجهة التحديات الكبرى لتونس، مع التركيز على دور الدولة في استعادة حقوق المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية.

البيان الانتخابي الأول للمترشح زهير المغزاوي: «تونس أخرى ممكنة».

أصدر المترشح للانتخابات الرئاسية، زهير المغزاوي بيانه الانتخابي، الذي أكد فيه أنّ الاستحقاق الرئاسي ليوم 6 أكتوبر المقبل يمثل «فرصة جديدة لبناء الجمهورية الديمقراطية الاجتماعية».

وجاء في البيان الانتخابي لحملة المغزاوي، التي وضعها تحت شعار «تونس أخرى ممكنة»، أن صناديق الاقتراع هي السبيل الوحيد للتغيير نحو «دولة القانون التي لا يُظلَم فيها أحد وتكون فيها الكرامة الوطنية بوصلة لسياسات الدولة في إطار إعلاء السيادة الشعبية وتكافُؤ الفرص بين مختلف الفئات والجهات».

وقال المترشح للانتخابات الرئاسية زهير المغزاوي في بيانه الانتخابي «أتقدّم اليوم لخدمتكم عبر مؤسسة رئاسة الجمهورية التي أتعهد بأن تكون إطارا جامعا لكل المواطنين».

وأضاف: «سبيلُنا في ذلك الفعل لا القول من أجل تونس أخرى مُمْكنة أساسها مرفق عمومي عصري يواكب حاجيات المجتمع في تعليم جيّد و صحة للجميع وتنمية مستدامة وبيئة سليمة وسكن لائق وخدمات متاحة وإدارة رقمية وذكية وبحث علمي مبتكر وأمن جمهوري وقضاء مستقل وجيش قوي يساهم في التنمية، و سياسة خارجية متوازنة تساهم في جلب الاستثمارات وإنجاز المشاريع الكبرى».

وشدد على أن التشغيل حق دستوري سيعمل من أجل تكريسه على أرض الواقع، والصناديق الاجتماعية مكسب وطني سيحرص على الحفاظ عليه وإنعاشه من أجل ردِّ الدَّيْن للمتقاعدين الذين خدموا البلاد شأنهم في ذلك شأن النساء اللواتي سيمكّنهن من حقوقهن كاملة عبر جميع الآليات الاقتصادية والاجتماعية والاعتبارية والقانونية.

وتعكس كل هذه النقاط رؤية زهير المغزاوي للعهدة الرئاسية القادمة، حيث ابرز أهمية صناديق الاقتراع كوسيلة لتحقيق التغيير نحو «دولة القانون».

يطمح المغزاوي إلى إعادة بناء تونس بشكل شامل من خلال تحديث المرافق العمومية لتلبية احتياجات المجتمع، من ذلك تحسين جودة التعليم والرعاية الصحية، وتحقيق التنمية المستدامة، وضمان بيئة نظيفة وسكن لائق. كما يلتزم بتحويل الإدارة إلى نظام رقمي وذكي، وتعزيز البحث العلمي، والأمن، والقضاء، بما يسهم في تقديم خدمات متطورة وفعالة للمواطنين.

وفي باب الحقوق، يلتزم المغزاوي بتعزيز حق التشغيل كحق دستوري، ويشدد على أهمية الحفاظ على الصناديق الاجتماعية. يعبر عن اهتمامه العميق بالمتقاعدين ويعِد بالعمل على تحسين أوضاعهم، كما يعد بتحقيق حقوق النساء عبر جميع الآليات الاقتصادية والاجتماعية والقانونية.

علاوة على ذلك، يؤكد المغزاوي على تبني سياسة خارجية متوازنة تعزز الاستثمارات وتدعم المشاريع الكبرى، بما يسهم في تحقيق النمو الاقتصادي وتطوير البلاد.

البيان الانتخابي الأول للمترشح العياشي زمال: «الميثاق»،برنامج للإصلاح والاستقرار من خلف السجن

أعلن، رمزي الجبابلي، الناطق الرسمي باسم الحملة الانتخابية للمرشح للانتخابات الرئاسية العياشي زمال، خلال ندوة صحفية عقدت امس الاثنين 16 سبتمبر 2024، عن الخطوط الكبرى للبرنامج الانتخابي لزمال الذي يحمل اسم «الميثاق».

والعياشي زمال مترشح موقوف بسجن بلاريجيا بولاية جندوبة، حيث وجهت إليه تهم تعلقت بإقامة شهادة نصت على أمور غير حقيقية، واستعمال تلك الشهادة والادلاء بشهائد مدلّسة، وتقديم عطايا نقدية وعينية قصد التأثير على الناخب، ومعالجة وإحالة المعطيات الشخصية للغير دون علم المعني بالأمر.

وقال رمزي الجبابلي، إن برنامج المرشح العياشي زمال يرتكز على 3 نقاط أساسية، أولا الازدهار الاقتصادي، معتبرا أنه تمت إضاعة سنوات في الانتقال الديمقراطي الذي لم يسر بالتوازي مع المسار الاقتصادي.

وتتمثل النقطة الثانية في ضمان الاستقرار السياسي من خلال تركيز مؤسسات الدولة، (دستور جديد، انتخابات تشريعية جديدة، محكمة دستورية، مجلس أعلى للقضاء، هيئة انتخابات، وهيئة تعديلية للقطاع السمعي البصري).

وترتكز النقطة الثالثة،على «المصالحة الوطنية الشاملة»، من خلال التشاور مع القوى الحزبية والمنظمات الوطنية.

ويستعرض البيان الانتخابي للمترشح العياشي زمال، الذي يحمل اسم «الميثاق»خطة لإعادة بناء تونس من خلال تحسين الاقتصاد، تعزيز الاستقرار السياسي، وتحقيق المصالحة الوطنية، لكنه أيضاً يسلط الضوء على القضية المتعلقة بوضع «زمال» القانوني وظروف الحملة الانتخابية، ويطالب بأن تتخذ الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والرئيس قيس سعيد إجراءات لضمان تكافؤ الفرص في الانتخابات الرئاسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تحيين مراكز الاقتراع والسجل الانتخابي: مع استكمال الجاهزية تقنيا ولوجستيا..

تتواصل عملية الإعداد المادي واللوجستي لموعد الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 6 أكتوبر المقب…