لمواجهة ارتفاع الأسعار وتدهور المقدرة الشرائية هل أصبح «الفريب» ملاذ التونسيين في العودة المدرسية..؟
تزامنا مع العودة المدرسية تشهد أسعار الملابس والأدوات المدرسية وكل مستلزمات العودة ارتفاعا مشطّا أمام تواصل انهيار المقدرة الشرائية لفئة كبيرة من التونسيين الذين لم يعودوا قادرين على مجابهة هذه المصاريف المتعددة التي أثقلت كاهلهم، مما دفع بالعديد منهم إلى الاقتصار على الضروريات من أكل وشرب وحتى بالنسبة للعودة المدرسية فإنهم يعطون الأولوية إلى الكتب والكراسات ويتنازلون عن الملابس الجديدة والأحذية والمحفظات.
حيث ترتفع أسعار الملابس الجاهزة في وقت تعاني فيه أغلب الأسر التونسية بطبقتيها الفقيرة والمتوسطة من انهيار مقدرتها الشرائية جراء اشتعال نيران الأسعار الذي أتى على الأخضر واليابس من غذاء ولباس وتعليم وصحة، ونظرا لارتفاع أسعار الملابس وجدت معظم العائلات التونسية المهمّشة والفقيرة وخاصة الوسطى في الملابس المستعملة «الفريب» ملاذا وحلا لها، حيث تشهد مختلف الأسواق خلال هذه الفترة التي تفصلنا عن موعد العودة المدرسية حركية كبيرة وإقبالا مكثفا للمواطنين على الملابس المستعملة وذلك في بحث يومي متواصل من قبل أرباب الأسر للظفر بكسوة أو محفظة أو حذاء بأسعار ميسّرة وخاصة بعد أن خيّب موسم التخفيضات الدورية لصيف2024 الذي كان كارثيا ولم يحقق النتائج المرجوة منه كل آمالهم رغم مجهودات التجار وأصحاب محلات الملابس لاستقطاب الحرفاء إلا ان العزوف كان السمة البارزة لهذا الموسم حيث ان الوضعية الاقتصادية والمالية الصعبة للتونسيين جعلتهم يخيّرون اقتناء المواد الأساسية والغذائية بدل الاقبال على الصولد.
وأمام ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع المالية للعديد من التونسيين في ظل أزمة اقتصادية خانقة تعيشها البلاد، وجد البعض ضالّتهم لاستقبال المناسبات الاحتفالية أو العودة المدرسية بالملابس المستعملة التي أصبحت ملاذا لمن لا يستطيع مسايرة غلاء اللباس الجديد، فلا تخلو سوق شعبية في تونس من «نصبة الفريب» وهي عبارة عن أكوام مختلفة من اللباس المستعمل والأحذية وحتى ألعاب الأطفال.
لقد بات قطاع الملابس المستعملة وجهة كل التونسيين حتى ميسوري الحال، هذا ما أكده الصحبي المعلاوي رئيس الغرفة الوطنية للملابس المستعملة في تصريحات إعلامية مشيرا إلى أن أكثر من 94 في المائة من التونسيين يقبلون على أسواق الملابس المستعملة. ويفسر المعلاوي هذا الإقبال بضمان الجودة العالية والأسعار المناسبة التي تتماشى مع المقدرة الشرائية للتونسيين.
ورغم توجه نسبة كبيرة من التونسيين إلى أسواق الملابس المستعملة في كل المناسبات سواء عيد الفطر أو العودة المدرسية صيفا وشتاء باعتباره متنفسا لهم يجدون فيه ما يبحثون عنه بأسعار مناسبة لمقدرتهم الشرائية إلا أن هذا الواقع تغيّر خلال السنوات الأخيرة، إذ يجمع العديد من رواد أسواق «الفريب» على أن الأسعار ارتفعت بشكل كبير في الوقت الذي تراجعت فيه جودة الملابس المستعملة الموجودة في الأسواق، وذلك بالتزامن مع انتشار محلات لما يسمى بـ« الفريب الرفيع» (fripe de luxe) في أحياء راقية تعرض سلعا بأسعار خيالية فلم يعد اللباس المستعمل في متناول الفقراء.
الانطلاق الرسمي في اعتماد منظومة التبادل الالكتروني للوثائق القضائية : نحو إرساء عدالة رقمية صفر ورقية
تشكل رقمنة الإدارة في تونس جزءا أساسيا من التحول الرقمي حيث تعتبر خطوة حيوية في تحقيق توجه…