اليوم انطلاق الحملة الانتخابية لرئاسية 2024 في الخارج : ..وبـدايـة الـعـدّ الـتـنـازلـي
تنطلق اليوم الخميس 12 سبتمبر 2024 فترة الحملة الانتخابية الرئاسية في الخارج لتتواصل إلى غاية يوم 2 أكتوبر القادم، وسط مناخ عام سياسي واجتماعي متوتر نسبيا خلّفه النزاع الانتخابي الأخير بين الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والمحكمة الإدارية والذي تحوّل إلى جدل في الشارع التونسي حتى بعد حسم المسألة وصدور القرار النهائي للهيئة بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية.
وعموما تهم هذه الحملة الانتخابية ثلاثة مترشحين للانتخابات الرئاسية أعلنت عن قبول ملفات ترشحهم رسميا الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، ونتحدث هنا عن العياشي زمال أمين عام حركة «عازمون» وزهير المغزاوي، أمين عام حركة الشعب، والرئيس قيس سعيد.
وكما جاء في دعوة الناخبين للانتخابات الرئاسية فان الناخبين التونسيين بالخارج على موعد لأداء واجبهم الوطني والإقبال على صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم أيام الجمعة والسبت والأحد 4 و5 و6 أكتوبر 2024 على أن يقتصر يوم الاقتراع داخل الجمهورية التونسية على يوم الأحد 6 أكتوبر2024.
وعودة إلى الاستحقاقات الرئاسية السابقة فان الحملة الانتخابية بالخارج عادة ما تمر مرور الكرام ولا تستحوذ على اهتمام عدد كبير من التونسيات والتونسيين لأسباب مختلفة أبرزها على الإطلاق ضعف عدد الناخبين النشطين المسجلين سابقا والذي لم يتجاوز الثلاثين ألفا، لكن بالنسبة لرئاسية 2024 فان الأمر مختلف تماما ويتوقّع أن تكون الحملة الانتخابية على عكس المعتاد وتشهد تنافسا بين المترشحين لعدة أسباب أبرزها على الإطلاق أن عدد المسجلين بالخارج حاليا والذين يشملهم حق التصويت يفوق 620 ألف بعد إضافة 300 ألف مسجل في إطار التسجيل الآلي لمن بلغوا سن 18 يوم الاقتراع.
ونعتقد أن آلية «التصويت الحر» التي ستعتمدها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ستسهّل للناخبين بالخارج إمكانية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في أي مركز يختاره الناخب في البلد الذي يقيم به، مع إتاحة إمكانية التصويت في بلد آخر غير المسجل به في حالة وجود الناخب في ذلك البلد خلال أيام الاقتراع، وهو ما من شأنه أن يساهم في توسيع دائرة المشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي الرئاسي.
وكما هو معلوم أيضا وحسب ما تشير إليه الإحصائيات الرسمية فإنّ نحو مليون و800 ألف تونسي يقيمون بالخارج بشكل نظامي وهو ما يمثل 15 بالمائة من سكان البلاد، وتستقطب أوروبا نحو 86 بالمائة من الجالية التونسية بالخارج، بينهم حوالي 56 بالمائة بفرنسا و15 بالمائة بإيطاليا ونحو 7 بالمائة بألمانيا، ويقيم بالدول العربية 10 بالمائة من مجموع الجالية، في حين تستقطب بلدان أمريكا الشمالية (كندا والولايات المتحدة) 6.6 بالمائة من التونسيين بالخارج.
وفي متابعتنا للشأن الانتخابي ولهذا الاستحقاق الرئاسي المزمع تنظيمه في أكتوبر المقبل عملت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات كل ما يلزم لتنظيم حملة انتخابية نزيهة ونظيفة ووفق ما يضبطه القانون من خلال تأمين كل الظروف والدورات التكوينية لتمكين أعوان مراقبة الحملة الخاصة بهذه الانتخابات من القيام بالدور المناط بعهدتهم على أكمل وجه والالتزام بالحياد والاستقلالية والحرص على تطبيق القانون دون تمييز.
ولوجيستيا يمكن القول أن هيئة الانتخابات جاهزة حاليا لهذا الاستحقاق الانتخابي بعد استكمالها نهائيا كافة التحضيرات اللوجيستية والتقنية اضافة الى مسألة التكوين لكافة فريقها الذي سيؤتمن على مراقبة الحملة الانتخابية للمترشحين الثلاثة لرئاسية 2024 ويوم الصمت الانتخابي ويوم الاقتراع، حيث سيقترع الناخبون بالخارج، الموجودون بـ48 بلدا، في 363 مركز اقتراع تشمل 439 مكتب اقتراع، كما يبلغ عدد الهيئات الفرعية بالخارج 10، وهي فرنسا 1 وفرنسا 2 وفرنسا 3 وإيطاليا وألمانيا وباقي الدول الأوروبية والدول العربية وآسيا واستراليا وإفريقيا والأمريكيتين.
ونعتبر أن الحملة الانتخابية للمترشحين الثلاثة لرئاسية 2024 سواء التي تنطلق بالخارج بداية من اليوم 12 سبتمبر والتي تتواصل إلى يوم 2 أكتوبر المقبل أو الحملة بداخل تراب الجمهورية التونسية والتي تنطلق بعد غد السبت 14 سبتمبر الجاري وتنتهي يوم الجمعة 4 أكتوبر 2024 في حدود منتصف الليل من شأنها أن تساهم في تحديد اختيارات الناخبين التونسيين في الداخل والخارج وبناء فكرة عامة حول برنامج المترشحين للسباق الرئاسي نحو قصر قرطاج.
عوامل أخرى محددة أيضا في اختيار الناخبين التونسيين لرئيسهم المقبل من بين المترشحين الثلاثة لهذا الاستحقاق الرئاسي وفي مقدمتها مسيرة المترشح ونظافة اليد والقدرة على البناء والتغيير والنهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للبلاد والحفاظ على أمن تونس واستقلالية قرارها الوطني ومدى القدرة على الاستجابة لانتظارات التونسيين الحقيقية وتكريسها وتنفيذها على أرض الواقع بعيدا عن الشعارات الانتخابية.
في الرفع من نجاعة ونسق العمل البرلماني..
تنطلق اليوم الجلسات العامة المشتركة المخصصة لمناقشة مشروع ميزانية الدولة ومشروع الميزان ا…