الفنان رؤوف ماهر بمسرح قرطاج، يكرم شهداء الحرس الوطني في ذكرى تأسيسه : سهرة الوفاء للأصالة

ضمن السهرات الخاصة التي احتضنها مسرح قرطاج، واحتفالا بالذكرى الــ 68 لإنبعاث سلك الحرس الوطني، أحي مساء السبت الفارط رؤوف ماهر حفلا فنيا بالمسرح الأثري بقرطاج من تنظيم النادي الرياضي للحرس الوطني وبالشراكة مع شركة “بودينار جروب” وتقديم  الإعلامي علاء الشابي.

وأمام جمهور غفير توافد من مختلف الولايات وفي حضور لافت من عدد من التونسيين من الجنوب، قدم الفنان رؤوف ماهر مجموعة من أشهر أغانيه، بدءًا بأغنية “انت الحب” التي أطلقها مؤخرًا، ليغني بعدها لفلسطين وللمقاومة الفلسطينية. واستمر الحفل لمدة ساعتين تقريبا، حيث غنى رؤوف ماهر مجموعة متنوعة من أغانيه الشهيرة مثل “صنديدة”، “وينها”، “خطافة”، و”يا دوبها”. كما خصص جزءًا من العرض لتكريم فنانين تونسيين عبر أداء أغاني مثل “7 سنين تعدو” لبلقاسم بوقنة، بالإضافة إلى أغاني الهادي حبوبة والقاسم كافي وكوكتال “الزهو” كما أسماه وهي مجموعة من أغاني التراث الجربي.

وقد حرص رؤوف ماهر على ان تحضر الفرجة على الركح حيث شاركت عناصر راقصة في أداء بعض الأغاني، بالإضافة الى المراوحة بين الأغاني الوطنية والاغاني الايقاعية المستوحاة من التراث البدوي، التي تميز في أدائها. كما اختار ان يكرم امراتين من عائلات شهداء الحرس الوطني على الركح اثناء أداء اغنية “صنديدة” بمرافقة عازفة على الة الكمان، ليختم الحفل باغنية “نحبك”.

في هذا السياق، أفاد الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للحرس الوطني حسام الدين الجبابلي في تصريح لــ”الصحافة اليوم”، ان تكريم لعائلات الشهداء والجرحى في الذكرى 68 لانبعاث الحرس الوطني تم على الركح مع الفنان رؤوف ماهر وأيضا من قبل المسؤولين في سلك الحرس الوطني، حيث بين حسام الدين الجبابلي ان الحرس الوطني حمى تونس بدءا من حرب الاستقلال ثم خلال مرحلة بناء الدولة الوطنية، وصولا الى مرحلة الثورة. وأفاد ان نادي الحرس الوطني اختار الفنان رؤوف ماهر لاحياء هذه الذكرى نظرا لتميزه باحياء التراث الموسيقي التونسي واعتزازه بالاصالة والهوية الوطنية بالاضافة الى الانتماء العربي والطابع الفلكلوري والشعبي.

وأضاف ان النادي الرياضي للحرس الوطني ينخرط فيه اكثر من 94 بالمائة من المدنيين خاصة في النشاط في الفروع الرياضية المختلفة ويشاركون في المنتخبات الوطنية وفي التظاهرات الرياضية الوطنية والدولية، داعيا الى اندماج الشباب في هذه النوادي.

وقد حقق رؤوف ماهر نجاحا لافتا في السنتين الماضيتين خاصة بعد ان قدم سهرة متميزة خلال الدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي لسنة 2023 حيث كان بمثابة عرض فرجوي متكامل يعكس اللون البدوي واصالته بعنوان “صنديدة” وهي الاغنية التي ساهمت في انتشاره في السنوات الاخيرة.

واستطاع رؤوف ماهر ان يخلق جمهورا وفيا لعروضه اذ قام بجولة فنية ضمن مختلف المهرجانات من الجنوب الى الشمال خلال الأعوام الفارطة.

ويختص الفنان رؤوف ماهر باللون التراثي الشعبي، اذ يلقب بسفير الأغنية التراثية التونسية، فتميز بقدرته الفائقة على إحياء الأغاني التراثية، وخاصة تلك المستوحاة من تراث الجنوب التونسي.

وقد بدأ مسيرته الفنية في عام 2016، وسرعان ما تمكن من تحقيق شهرة واسعة وانتشار كبير بفضل تميزه في تقديم الأغاني التراثية. وبفضل اعتماده على هذا اللون من التراث التونسي، وخاصة من الجنوب الشرقي، قام رؤوف ماهر بتصوير أكثر من 29 فيديو كليب، وحقق أكثر من 121 مليون مشاهدة لأغانيه على قناته الرسمية على يوتيوب.

وبين الفنان رؤوف ماهر في تصريح لــ”الصحافة اليوم”، اثر انتهاء الحفل، ان احياء سهرة لفائدة قوات الحرس الوطني هو شرف لكل فنان خاصة لتكريم شهداء كل القوات الأمنية في تونس.

وقال في تعليقه على الحضور الجماهيري الغفير، ان محبة الناس تخلق نوعا من الضغط وتمثل في نفس الوقت دفعا للفنان، وانه يجتهد لتقديم عرض في المستوى لكل الجماهير في مختلف المسارح. واعتبر ان الانطلاقة لم تكن من مهرجان قرطاج في الدورة 57 وانما قدم انتاجا متنوعا  في السنوات الأخيرة بدا من مدينة مدنين مرورا بمهرجان الاغنية التونسية وصولا الى بقية المهرجانات والتظاهرات، مشيرا الى ان محبة الناس ليست بالاعداد بقدر ما هي تجميع لكل الفئات العمرية للعائلة التونسية والمهتمين بالتراث والاصالة في مختلف العروض.

وعن اختلاف عرض 2023 عن العرض الحالي، اعتبر رؤوف ماهر ان قيمة العرض تتعلق بمدى توفر الإمكانيات وتختلف السياقات بين المهرجان والحفلات الخاصة مؤكدا في ذات السياق على أهمية تقديم الانتاجات الخاصة في كل حفل.

ولئن تمكن رؤوف ماهر من تحقيق نجاح فني وجماهيري في اغلب عروضه في الآونة الأخيرة، فان كثرة الظهور في الفعاليات الثقافية قد لا تخدم مسيرته على المستوى الفني..وقد يخلق هذا التكرار نوعا من الروتين لدى المتلقي.. لذلك فهو مطالب الان بالابتعاد عن الأضواء وتقييم المرحلة السابقة، في اتجاه اختيار الظهور الذكي والمدروس مستقبلا.