استعدادات الفلاحين لموسم الخريف: بين التطلعات لإنتاج وفير وتقلّبات الوضع المناخي
مع حلول فصل الخريف وتزامنه مع تهاطل كميات هامة من الأمطار ، يتأهب الفلاحون في تونس لخوض غمار مرحلة جديدة من الإنتاج الفلاحي. هذا الموسم، الذي يعتبر حاسماً في الدورة الزراعية السنوية، يطرح العديد من التحديات على الفلاحين، بدءاً من التحضيرات التقنية إلى التحديات البيئية والاقتصادية.
وتبدأ التحضيرات لموسم الخريف عادةً بتجهيز الأرض للزراعة وفي هذا السياق، يقوم الفلاحون بحراثة الأراضي وتنقيتها من الأعشاب الضارة وتجهيز التربة لاستقبال البذور. إذ أن اختيار البذور المناسبة يعتبر أيضاً خطوة حاسمة، حيث يعتمد الفلاح على نوعية البذور المتوفرة في السوق ومدى ملاءمتها للتربة والمناخ.
وتواجه الفلاحة التونسية تحديات بيئية جمة، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي أصبحت ظاهرة واضحة في السنوات الأخيرة. ويعتبر شح الموارد المائية من أكبر التحديات التي تواجه الفلاحين، حيث يعتمد معظمهم على الريّ لتأمين محاصيلهم.
في هذا الإطار، وبالرغم من تسجيل كميات هامة من الأمطار مؤخرا فإن المناخ غير المستقر هو أكبر عائق في التخطيط للموسم الفلاحي، وهو ما يستدعي إيجاد حلول جذرية لمشكل مياه الري لدعم الفلاحين، علاوة على غلاء المستلزمات الفلاحية التي يعاني منها الفلاحون من حيث ارتفاع تكاليف الإنتاج، من وقود وآلات زراعية، ما يضعهم في موقف صعب. علاوة على ذلك، يبقى التمويل الزراعي محدوداً، مما يجعل الفلاحين يعتمدون بشكل كبير على مصادرهم الذاتية.
ويظل موسم الخريف فرصة هامة لتعزيز الأمن الغذائي وبالرغم من كل التحديات، يبقى الفلاحون متفائلين بهذا الموسم ، ويعتبرونه فرصة لتحقيق إنتاج جيد يسهم في دعم الأمن الغذائي في البلاد. وبالتالي تحسين المردودية الزراعية التي يمكن أن تكون خطوة هامة نحو تقليص الاعتماد على الواردات الغذائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
دور الشركات الأهلية في تطوير السياحة الإيكولوجية : مشاريع تنتظر التفعيل في حال توفير الدعم والتسهيلات الضرورية
تمثل السياحة الإيكولوجية نموذجًا مستدامًا يتماشى مع أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية و…