عودة على مشاركة تونس في القمة الصينية الافريقية: مثمرة وإيجابية.. تمهيدا لشراكة استراتيجية شاملة
مثّل التعاون قريب المدى أو المسائل العاجلة في علاقة بالتعاون التونسي الصيني محل اهتمام رئيس الجمهورية قيس سعيّد برئيس الحكومة كمال المدّوري أمس الأول في إطار مشاركة تونس الأخيرة في القمة الصينية الافريقية المنعقدة مؤخرا ببكين.
ومن بين أهم المحاور التي ركّز عليها رئيس الجمهورية نتائج المحادثات حول توريد حافلات في أسرع الأوقات للتخفيف من المعاناة التي يكابدها المواطنون في تنقلاتهم، إلى جانب مشروع إنشاء سكة حديدية تربط بين شمال البلاد وجنوبها
وإلى جانب قطاع النقل، تناول هذا اللقاء استعداد جمهورية الصين الشعبية للمساهمة في إنجاز مشروع مدينة الأغالبة الصحية، واستعدادها أيضا لإعادة تهيئة الحي الرياضي بالمنزه، فضلا عن التعاون في مجال الطاقة المتجددة وغيرها من القطاعات الأخرى.
وتعكس هذه المحاور الرؤية التونسية على المدى القريب أو لنقل المسائل العاجلة التي تتعلق بالمعيش اليومي للمواطن بهدف تحسين خدمات المرافق العمومية على غرار النقل العمومي والخدمات الصحية والثقافية وتعزيز التعاون التجاري في ما يخص تطوير المبادلات التجارية خاصة بعد قبول تصدير عدد من المنتجات التونسية من قبل جمهورية الصين الشعبية.
ونرى أن هذه اللقاءات الثنائية الأخيرة التي أجراها رئيس الحكومة كمال المدّوري خلال مشاركته في القمة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي مع عدد من المسؤولين الصينيين رفيعي المستوى،ساهمت في ضبط وتحديد نقاط التعاون على المستوى القريب بين تونس والصين وفق دراسة احتياجات الدولة التونسية وتطوير هذه الشراكة الثنائية بين البلدين وتوسيعها في اتجاه بناء شراكة استراتيجية شاملة.
كما أن تعبير رئيس مجلس الدولة الصيني خلال هذه اللقاءات التي جمعته بالوفد التونسي عن رغبة بلاده في إتمام المشاريع المبرمجة على غرار جسر بنزرت ومحطة توليد الطاقة الشمسية والفوطوضوئية وتوسعة المستشفى الجامعي بصفاقس وإحداث مستشفى لعلاج الأورام بقابس وإنجاز المدينة الصحية بالقيروان يؤكد وبوضوح جدّية جمهورية الصين الشعبية في التعاون مع بلادنا وفق المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل وعزمها على الاستجابة الفورية لاحتياجات بلادنا ودعم المشاريع العمومية التي تعود بالنفع على كافة الشعب التونسي في مختلف المناطق.
فالتعاون التونسي الصيني تقريبا يشمل عدة مجالات ولا يقتصر فقط على دعم المشاريع العمومية الكبرى وعلى سبيل الذكر لا الحصر نذكر قطاع التجارة والسياحة والتعليم، وهو ما تترجمه رغبة جمهورية الصين الشعبية في توريد المزيد من المنتوجات التونسية المتميزة، وتعزيز التعاون في مجالات التعليم والثقافة والسياحة بما يساهم في تمتين علاقات الصداقة بين البلدين ويدعم التعاون المشترك في مختلف المجالات.
ونعتقد أن اهتمام جمهورية الصين الشعبية بتمويل مشاريع التنمية والاستثمار في مجال الطاقات المتجددة من شأنه أن ينهض بالتشغيل وبالاقتصاد الوطني خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الحوافز والامتيازات التفاضلية التي يوفرها مناخ الأعمال في بلادنا.
وتعتبر اللقاءات التي أجراها رئيس الحكومة كمال المدّوري مع المسؤولين الصينيين ترجمة لبرنامج تعاون تونسي صيني على المدى القريب، واستجابة لاحتياجات وانتظارات «التوانسة» والدولة التونسية على المدى القريب ترتكز على اقتراحات عملية ودراسة مسبقة لهذه الملفات في مختلف المجالات والقطاعات وخاصة منها العمومية.
فكل المعطيات تؤكد أن مشاركة تونس في هذه القمة الصينية الافريقية كانت مثمرة وإيجابية والتي تتمظهر في المخرجات العملية لهذه المشاركة في مختلف المجالات والتي تأتي بعد مشاركة تونس في المنتدى الصيني العربي ببكين والزيارة الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات الدبلوماسية التونسية الصينية التي تناهز 6 عقود لرئيس الجمهورية قيس سعيد إلى بكين والتي توّجت بإقامة شراكة استراتيجية بين تونس وبكين وهي ثمرة عراقة هذه العلاقات المتميزة والتاريخية المبنية على أسس القيم المشتركة والاحترام المتبادل.
فالعلاقات الدبلوماسية التاريخية بين البلدين تدعم مسار تفعيل هذه الشراكة الاستراتيجية والتي تتجلى وبوضوح على المستوى الرسمي من طرف رئيسي البلدين رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ من خلال الحرص المشترك على المضي قدما في دعم التعاون المشترك بناء على المصلحة المشتركة وانسجام المواقف والرؤى تجاه القضايا الإقليمية والدولية الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ونعتقد أن كل المؤشرات والمعطيات بناء على المشاورات الدائمة والمتواصلة بين البلدين في مختلف الملفات والمسائل الكبرى الإقليمية والدولية ومباحثات التعاون والشراكة والاتفاقيات المبرمة في عدة مجالات وقطاعات ومخرجات مشاركة تونس سواء في المنتدى العربي الصيني الأخير أو القمة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي تعد نقطة انطلاق جديدة وثابتة في مسار التعاون المشترك في مختلف المجالات ودفعا للعلاقات الدبلوماسية العريقة والتاريخية بين تونس وجمهورية الصين الشعبية.
عن المضاربة والاحتكار مرة أخرى..!
مثّلت مختلف مجهودات أسلاك الأمن الوطني والنتائج الايجابية التي أسفرت عنها مؤخرا في التصدي …