متحدّيا التغيرات المناخية ونقص الأمطار : زيت الزيتون التونسي يحقق عائدات قياسية بقيمة 4800 مليون دينار

يواصل زيت الزيتون التونسي تحقيق أرقام قياسية في مستوى صادراته حيث بلغت عائداته المالية خلال موفى شهر أوت المنقضي قرابة 4800 مليون دينار مسجلا زيادة بنسبة 62 %  مقارنة بالموسم الماضي حيث قدرت عائدات زيت الزيتون بـ 3800 مليون دينار   وذلك وفق أرقام الديوان الوطني للزيت .

وساهم تطور صادرات تونس من زيت الزيتون في تحقيق فائض في الميزان التجاري الغذائي بقيمة 1700 مليون دينار وذلك الى موفى شهر جويلية الماضي .

ولا يخفى على أحد أن تونس تعرف  منذ القدم بانتاجها المميز لزيت الزيتون الذي يعد من أفضل زيت الزيتون في العالم ، ما جعل هذا الأخير يمثل رافدا هاما للاقتصاد الوطني على اعتبار وأنه يساهم بنسبة 40 % من اجمالي صادرات المنتجات الفلاحية  وأصبحت تونس تحتل المرتبة الثانية بعد اسبانيا في تصدير زيت الزيتون .

قطاع واعد رغم التحديات المناخية …

لم يكن تحقيق أرقام قياسية في عائدات زيت الزيتون بالهين ، فهذا القطاع يواجه تحديات كبيرة متعلقة أساسا بالتغيرات المناخية التي ألقت وما زالت تلقي بظلالها على قطاع الزياتين والقطاع الفلاحي عموما .  نقص الأمطار أدى الى تراجع الانتاج الوطني من زيت الزيتون ما أدى الى ارتفاع أسعاره على المستوى الوطني  لكنه في المقابل ارتفع سعره في السوق العالمية ليصل سعر الكيلوغرام الواحد الى أكثر من 6 دولارات ما ساهم في تطور عائدات هذا القطاع . ويرى المختصون في الشأن الفلاحي أن الأمطار الأخيرة التي شهدتها مختلف ولايات الجمهورية خلال الفترة الماضية سيكون لها الأثر الطيب على أشجار الزيتون سيما بعد فترة من الجفاف طيلة الأشهر المنقضية ، كما تحتاج غراسات الزيتون خلال الفترة التي تسبق عمليات الجني  الى الماء .

وتتوقع وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري بأن تكون صابة الموسم الحالي في حدود 200 ألف طن ، ومع انطلاق موسم جني الزيتون خلال منتصف الشهر المقبل تعكف سلطة الاشراف على الاستعداد الجيد لهذا الموسم في مستوى عمليات التجميع والتخزين والنقل وغيرها .. ويذكر أن تونس قد تحصلت هذا العام وللمرة الرابعة على التوالي على المركز الأول عالميا في كل من المسابقة الأوروبية لزيت الزيتون بسويسرا والمسابقة الاسكندنافية لزيت الزيتون بكوبنهاغن والمسابقة الافروآسيوية الدولية لزيت الزيتون بأبوظبي. ويشار الى أن ولاية القيروان تحتل المرتبة الثانية وطنيا في انتاج الزياتين المروية بعد ولاية سيدي بوزيد، حيث تحصلت على أكثر من 10 ميداليات ذهبية في المسابقات الدولية.