تمكين الشباب في تونس و تنمية بيئة آمنة وشاملة على الانترنات : غرس الثقافة الرقمية والتشجيع على السلوك المسؤول على الإنترنات
غالبًا ما يلعب الشباب دورًا حاسمًا في أوقات الأزمات والكوارث فبفضل طاقتهم وإبداعهم ومعرفتهم بالأدوات الرقمية لا تقدر مساهماتهم في جهود الاستجابة والتعافي بثمن ومن خلال الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة وغيرها من المنصات عبر الإنترنات يمكن للشباب إبراز احتياجات مجتمعاتهم بسرعة وتنسيق جهود الإغاثة وربط المحتاجين بالموارد والدعم.
وعلاوة على ذلك يمكن للمبادرات الرقمية التي يقودها الشباب أن تساعد في توثيق تجارب السكان المتضررين ومنحهم صوتًا وزيادة الوعي بالتحديات التي يواجهونها وفي أوقات الاضطرابات يمكن أن تكون الطبيعة الذكية والقابلة للتكيف للجيل الأصغر سنًا قوة للتغيير الإيجابي ومرونة المجتمع.
لقد تطور المشهد العالمي بشكل كبير منذ برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية عام 1994 حيث التزمت 179 حكومة بإعطاء الأولوية لحقوق الإنسان في سياق التنمية المستدامة وفي البداية كان 0.4 % فقط من سكان العالم لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنات واليوم أصبح ما يقرب من 70 % متصلين رقميًا مما أحدث ثورة في الوصول إلى المعلومات اذ غير التقدم التكنولوجي حياة الناس وحسّن من خدمات الصحة الجنسية والإنجابية وساعد في الاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي وضمان حصول الفئات المهمشة على معلومات حيوية.
ويعد العصر الرقمي سلاحا ذا حدين فهو يوفر فرصًا غير مسبوقة سواء في العمل والتدريب وفي الوقت نفسه يخلق فجوة رقمية مما يجعل الملايين غير قادرين على الوصول إلى التقنيات الجديدة أو التنقل فيها بأمان في ظل انتشار المعلومات المضللة والتضليل والجرائم الإلكترونية والعنف الرقمي الذي يقوّض الثقة ويزيد من تفاقم التفاوتات القائمة مما يؤثر بشكل غير متناسب على المجتمعات المهمشة.
ويمثل الشباب القوة الدافعة وراء التقدم الرقمي مع استخدام 75 % من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا للإنترنات ما يجعلهم شخصيات محورية في التقدم الرقمي وفي هذا السياق يقود صندوق الأمم المتحدة للسكان الجهود الرامية إلى إعادة تشكيل المشهد الرقمي في المنطقة العربية من خلال تمكين الشباب وتنمية بيئات آمنة وشاملة على الإنترنت من خلال المشاركة النشطة مع الأفراد الشباب وغرس الثقافة الرقمية والتشجع على السلوك المسؤول على الإنترنات ويرعى مجموعة من القادة المتمرسين في مجال التكنولوجيا والواعين اجتماعيًا.
مخاطر التنمر الرقمي
واعتبارا لان العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تيسره التكنولوجيا يهدد 38 % من النساء عالمياً أي 2 من بين كل 5 نساء يتشارك صندوق الأمم المتحدة للسكان بتونس مع الشباب لخلق مساحات للتحاور من أجل مواجهة التنمر وكافة أشكال التحرش الممارس عبر الانترنات.
وقدم الصندوق مؤخرا عددا من التجارب المبتكرة لشباب من جميع أنحاء المنطقة العربية وسلط الضوء على مساعيهم الرائعة في خلق مساحة رقمية أكثر أمانًا وشمولاً للجميع هؤلاء الشباب الملهمون في كل من تونس ولبنان وفلسطين والصومال ومصر يقودون المبادرات التي تعزز السلامة على الإنترنات وتعزز قدرة الجميع للوصول إلى الإنترنات وتدافع عن التمكين الرقمي وتفانيهم وأثرت إبداعاتهم المشهد الرقمي ومهدت الطريق أيضًا لبيئة أكثر أمانًا وترحيبًا على الإنترنات تعود بالنفع على الجميع.
يتولى الشباب في تونس زمام المبادرة في معالجة التحرش عبر الإنترنات وتعزيز بيئة رقمية أكثر أمانًا. وتعمل لعبة «نيتوبولي» التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان على إثارة المحادثات وزيادة الوعي حول التنمر الإلكتروني وخاصة استهداف الفئات الضعيفة مثل الفتيات.
تم إنشاء «نيتوبولي» بالاشتراك مع فتية وشباب تتراوح أعمارهم بين 14 و22 عامًا وعبر دمج رؤاهم حول العنف القائم على النوع الاجتماعي والتحرش عبر الإنترنات وتعمل هذه اللعبة التفاعلية والتعليمية بشكل فعال على زيادة الوعي بمخاطر التنمر الإلكتروني وأشكال أخرى من التحرش عبر الإنترنات وتعزيز السلوك المسؤول عبر الإنترنات وتعزيز ثقافة الاحترام ويتوفر موقع اللعبة التفاعلية باللغات العربية والفرنسية والانقليزية ويضمن إمكانية الوصول على نطاق واسع ويمكّن الشباب من قيادة الجهود الرامية إلى مكافحة العنف الرقمي.
البرنامج الترويجي الجهوي للصناعات التقليدية : إحياء للموروث التقليدي بكامل الولايات
يواصل الديوان الوطني للصناعات التقليدية انجاز البرنامج الترويجي الجهوي للصناعات التقليدية …